2

31 3 36
                                    

{ إختياري لك يُحملك مسؤوليته الكامل، اعلم انني اتحدث وكأنه طفلٌ في السابعه وليس السابعه والعشرين لكنني لا أريدهُ ان يعود إلى عُزلته مره آخرى ويبتعد عن منزل العائله، ليس عليك فعل شئ غير الذي أخبرتك به، لن يقوم شخصٌ آخر بطلب آمر  منك سوف أقوم بتحذيرهم لكِ يكون تركيزك الكامل عليه هو وجناحهُ... إشربي قهوتك قبل أن تبرد..}

أشارت لكوب القهوه المُوضوع أمام يوجين والتي تُحدق الي وجهها وتستمع لحديثها  بتركيز حتى لا تفوت كلمه مما تقوله ، رفعت الكوب لترتشف منه وهي تتجول بعينيها في الحديقه الواسعه التي يجلسون فيها الآن، رفعت رأسها  تُحدق للسقف المكّون من أغصان كبيره بِها فراغات تسمح لضوء الشمس بالنفاذ ليُضئ الازهار  في الأواني الهاويه المُنتشره على هيئه مُدرجات..

أكملت حديثها لتُخبرها ببقيه التفاصيل التي يجب عليها معرفتها عنه، يُحب تناول الدجاج كثيرآ  ولا بأس اذا قُدم له في جميع الوجبات لكن يجب عليها التنويع في الطعام حتى لا يُصاب بنقصٍ في الفيتامينات والعناصر الصحيه!، مشروب اللاتيه هو مُفضله، لا يُحب الإزعاج، لا تدخلي جناحه حتى يسمح لك بذلك، يجب أن يكون ماء إستحمامِه دافئ مغمور بالعطور، لا تُثني حديثه وافعلي ما يقوله لك بسرعه حتى لا يغضب ، وايضا وأهم شئ هو ان...

صوت صُراخ عالي قادم من داخل المنزل قطع حديث ليندا لتستقيم بفزع، إنسكب كُوب القهوه من يد الآخري لتقف أيضا وتتبع السيده ذات الملامح الخائفه الي الداخل!، لم تكن المسافه قريبه ما بين مكان جُلوسهم والمنزل؛ نافذه مفتوح أحضرت لهم كل ذلك الصُراخ...

نِيل يُمسك بقميص كاي ويشُده بقوه من العنق  بوجهٍ مُحمر وغاضب، اما كاي ينظر له ببرود.. بل يرتشف من الكوب الذي يحمله والذي لم يكن سوي لاتيه.. هذا عجيب كيف يرتشف منه بهذه الطريقه المُستفزه وهذا الثور يكاد ينّقض على عُنقه في أي لحظه.. الآ يشعر بالإختناق..!!

إنتفضت يوجين بِذُعر لزمجره نِيل الغاضبه بسبب ميا الباكيه والمُتشبثه على يدهِ ليتركه ويفلت قميص كاي حتى لا يختنق..، في الحقيقه هي لا تعلم أيّ منهم هو كاي الذي كانت تتحدث عنه السيده ليندا طوال هذا الوقت!، هل هذا المُتهجم ذو الوجه الأحمر ام البارد المُستفز! في كلتا الحالتين هُما خطرٌ للإقتراب والتعامل!..

صرخت ميا بصوت أعلى عندما وقع كُوب اللاتيه من يد كاي وتهشم بالأرض، لم يحتمل نِيل صُراخها اكثر والذي زادهُ صُراخ السيده ليندا وأمرها له بتركه حتى لا  يموت!!، نظر لهم بإشمئزاز طاغي لأخته الحمقاء التي ركضت اليهم فجأه عندما أمسك به وكأنها لم تكن صقيع ثلج عندما كان يقوم بإستفزازهِ، وخالته التي تنحاز وبوضوح لإبنها، عدل قميصهُ ليدخل الي غرفتهُ صافِعاً الباب خلفه....

إقتربت كِلتا الإمرأتين منه بلهفه، هذه تُمسك بيده والأخري تمسدُ على عُنقه وتُعدل له ثيابه..، أما هو كان ينظر لهم بإزدراء تفاجئت منه يوجين كثيرآ!!، نفض يدهُ عن ميا وأبعد يد والدتهِ بلطف دون أن يرد على أسئلتهم عن سبب شِجاره مع نِيل، نظر الي كُوب اللاتيه الذي يسبح بالأرضيه، نظر الي والدتهِ ليقول بأكثر نبره تنبعث بالإستفزاز قد سمِعتها يوجين في حياتها..

Lipstick | حيث تعيش القصص. اكتشف الآن