mighwar

{ مغوار }

مضى شهر تقريبا على آخر مرة تخرج فيها كان الجو باهة وحزينا كحال هذه الأيام اليوم هو نفسه أمس والأمس كذلك اليوم وكأن الزمن توفف عنده

حتي لآن لم تستوعب شيئا مما حدث كل ما تعرفه انها امست بين ليلة وضحاها تحمل كل المسؤليات علي عاتقها بعد ماكانت أقصى مسؤولياتها  كتابة رسالة أو الإتزان امام الضيوف اصبحت الآن مجبرة على إتخاذ القرارات الصارمه والصحيحه

كانت ذو 25 من عمرها تسير بخطا متثاقله لاتعلم اين تتجه غايتها الوحيده الهرب من هذا الواقع الذي تسميه كابوسا تود لو تستيقظ منه

الخدر منتشر في جسدها تبدو كمن رحل عن الحياة لا تشعر بما حولها فقط السير والسير حتى تتعب وتنسى كل مايدور في رأسها وجهها يحكي مابها لكل شيء حتى للحجر ولعل الحجر إحيانا يكون ألين من قلوب البشر

كل من يمر بجوارها يلقى إليها بنظرة ويتابع طريقه كألم يكن لكن هيهات هيهات لو علموا من هي لتدافعوا يسألون عن حالها ولتقمصوا دور القلق المراعي

فقط قلة قليلة من من اعتادوا وجودها في السنوات الماضية يلقي احدهم إليها نظرة قلق سائلا

"هل انت بخير"

لكنه وبعد تجاهله يعود لعمله غاضبا من نفسه على السؤال

كان وجهها يحمل الحزن الشديد بين ثناياه كأنما فقدت روحها لتبقى جسدا خاليا بلا روح وقع الصدمة باد عليها لون وجهها مخطوف شفتاها متيبسة وعينيها محمره

كانت لملامحها حكايا ترويها. حكايا يسيطر فيها البؤس ليضحى الأبطال في سجن الحياة

وبين قهر الحياة وبؤس الحال خرج صوت رضيع من ظلمة الدجى لينشيلها من أفكارها

رفعت رأسها لتجده امامها يضحك وينظر إليها بعينين يملأهما الأمل والبراء كان كمن يحاول مواستها تقدمت لتضع يدها على جدار مرايا الشفاف الذي يفصل بينهما ظلت تحدق به وهو يلعب بيديه  في المهدي براحة وسكينة

مما جعلها تبتسم بهدوء كانت تعلوه العفوية والحسن  بشعره الأشقر وعينيه الزرقاوتان لون بشرته الصافي كان في منتهي اللطف والبراء

لحظات و تلاشة ابتسامتها وهي تفكر قائلة

"ليتني مكانه مرتاحة البالي لاهم و لاغم يشغل بالي "

ظلت تحدق فيه مدة من الزمن وهو يصدر اصوات في لعبه مماجعل شبح إبتسامة يطف على وجهها لحركاته اللطيفه التي يصدرها ماجعلها تنسي ألمها و أساها لتنشغل بمداعبته من بعيد وهو ويضحك ويحرك يديه ورجليه بعفويه استمر هذا الوضع لمدة من الزمن دون أن تشعر

لتستفيق فجأة من شرودها في الطفل وتجد نفسها امام محل في السوق ظلت تلتفت في كل مكان لعلها تعرف اين هي بالضبط وبعد محاولات لتعرف مكانها ادركة انها لم تأتي إلى هذه المنطقة من السوق من قبل لتصدم قائلة