معزوفه الألم

الفصل الأول

معزوفة الألم
الفصل الاول…
الصمت يعم أرجاء المدينة ، الشوارع شبه خالية من المارة فلقد تجاوز الوقت منتصف الليل ، الجميع نيام .
فتاة في مقتبل العمر ، في بداية العشرينات ،تقف فوق سطح برج شاهق الإرتفاع .
بدأت تجتمع الدموع  في عينيها مثل سحابة سوداء منذرة عن عاصفة رعدية شديدة .
ملك : هل أنا بهذا السوء حتى يبتعد عني كل من حولي ، لم أعد أحتمل يا الله .
قلبي تألم كثيرًا من ذي القربي ، فماذا أتوقع من شخص غريب على .
يا الله أعلم أن ما سأفعله حرام لكن أنا أريد أن آتي إليك ، لقد اشتقت كثيرًا إليها  .
*******************
رجل في اخر العشرينات من العمر ، يصعد سلالم البرج متجهًا إلى السطح . ممسكًا بيده تليسكوب مخصص لمراقبة السماء .
حازم : هذا اليوم لن يتكرر و هذه الظاهرة انتظرها منذ زمن ، فمراقبة النجوم و السماء أمر يجعلك ترى إبداع خالق الكون.
أستمر في الصعود حتى وصل إلى أعلى البرج ، لكن فجأة تسمر في مكانه من هول ما رآه .
فتاة تقف على حافة البرج .
حازم : يا آنسة ارجعي للخلف حتى لا تسقطي .
لم تجبه يبدو أنها لم تستمع إلى ما قاله ، اخذ يمشي بإتجاهها .
حازم : آنستي هل تستمعين إلى .
كان صوت بكائها مرتفع للغاية .
نظرت إليه و كان وجهها مبلل بدموعها المؤلمة ، ثم نظرت إلى الأرض حتى إختل توازنها و كادت أن تقع لولا أنه أمسك بها في آخر لحظة  .
و قام بسبحها من يدها بعيدًا عن الحافة .
حازم : هل أنت بخير ، لما كنتِ تقفين هناك إلا تعلمين بأن هذا خطير .
نظرت إليه بعيون باردة ، و بصوت جاف خالى من المشاعر .
ملك : انا بخير شكرًا .
حازم : لما كنتِ تقفين هناك .
ملك : ليس من شأنك .
حازم : حسنًا ، لكن لما كنت تبكين هكذا .
ملك : هل يمكن أن تتوقف عن التدخل فيما لا يعينك ، لما أنت مهتم هكذا .
حازم : كنتِ قبل قليل بينك و بين الموت  خطوة ، لولا أن الله قد كتب لك عمرًا لكنتِ الآن في عداد الموتى.
ملك : الحمدلله .
كان شعرها الغجري المتوسط الطول يتاطر مع نسمات الهواء .
حازم : أرى في عينيك حزن طغى على ظلام الليل .
نظرت إليه و بداخلها الكثير من التساؤلات حول من يكون هذا الشخص .
**********
شاب مستلقي على فراشه و ينظر إلى سقف غرفته و في عينيه خبث العالم أجمع .
نادر : ملك سأظل أعبث بمشاعرك حتى أخذ منك كل ما أريد ، مثل ما جعلتك تقعين في حبي مره و جعلتك توافقين على زواجي منك ، سأجعلك تفعلين ذلك مجددًا ثم أخذ من خلفك الكثير من الأموال ، التي ستجعلني ذائع الصيت ، فهذه الايام المال هو من يصنع صيت المرء .
بدأ يضحك بشر و خبث لا ينتهي .
فتح باب غرفته .
و دخل رجل كبيرًا في السن يمتلك عيون ثعلب ماكر .
شريف : ما الذي فعلته يا نادر في ملك فأنا لا أجدها بداخل غرفتها .
أعتدل نادر في جلسته .
نادر: ما هذا الإهتمام المفاجئ بإبنة أخيك .
شريف : لما لا أهتم والدها ليس على ما يرام و هي الابنة الوحيدة .
و بدأ في الضحك سويا ضحكة ألعن من ضحكة الشيطان ذاته .
******************
في أحد الأحياء الراقية .
في إحدى فيلات الحي .
يوجد فيلا يملئ أركانها الصمت حينما تدخل إليها تشعر بأن هناك أحد يتربص بك .
تمشي سيدة في الاربعينات من العمر ترتدي سروال من الجينز الضيق و قميص يصل إلى خصرها بصعوبة ،و بيدها كأس من الخمر و تمشي بترنح ثم تتجه إلى قبو الفيلا و تقوم بفتح الباب و تدخل إلى الداخل ، قبو قديم بداخله صور الماضى و بشاعة الذكريات .
توجد صورة ذات إطار كبير و مميز حينما تراه تشعر بأن الصورة التقطت في العصر الماضى .
تقترب منها و تبدأ تضحك بعدم وعى و في حالة سكر .
ميسا : أتدرين أيها المجني عليه كم اكرهك ، لكن رغم ذلك أحبك أحبك كثيرًا فأنت السبب فيما أنا عليه الآن .
صمتت و بدأت في الضحك مجددًا .
ميسا : أول جاني يشعر بالإمتنان للمجني عليه كم هذا غريب ، بسببك انت وصلت الذي أنا عليه الآن ، أنا هنا وأنت تحت التراب .
بدأت تضحك مجددًا ، مثل مجنون في مصحة عقليه .
و في عينيها حقد لا ينتهي .
ميسا : أتعلمين عزيزتي سيظل سرك بداخلي و لن يخرج من صدري إلا حين تخرج روحي ، لكن أنا لن أموت فالشيطان من المنذرين .
ضحكت مجددًا لكن هذه المره ظهرت أنياب الشيطان منها .
يتبع ....
#هاجر_عبدالمتعال