قِفي هنا
لا تِقفي هناك،
العطر في الماء قليل
العطر كثير اليوم لقد إختنقت منه!..
لا تطرقي الباب ولا تدخلي دون إذني..
إن الطعام مالح.. لما ليس فيه ملح اليوم؟
لا تقتربي من الخزانه خاصتي ولا تفتحيها ابداً...شكّلت كلِماتهُ حلقاتِ طيرٍ تدور حول رأس يوجين، إمتدت هالات سوداء من أسفل عينيها الي أسفل خدِها، مضت ثلاث ايام بالفعل وكُل ما قامت به هو الاستماع لما يقول والتنفيذ.. أما هو الأوامر والأوامر، لم يتوقف عنها ولو لدقيقه واحده، يتذمر بشأن هذا ويرفض هذا، لا يرضى بشئ فعلتهُ على الإطلاق لتفعلهُ مره ثانيه وثالثه ورابعه!!..
تجلس على فراشها بيدين مُلقاه على جانب جسدها، التعب ينبض من جميع أنحاء جسدها، قامت بتحضير الطعام ثلاث مرات ورغم ذلك لم يتناول مِنهُ شيئآ وضاع جُهدها هباءً..
" إستلقي لأقوم بإطفاء الضوء حتى نستطع النوم"
نطقت سِيري وهي تنظر إلى يوجين الجالسه بلا حركه، لم تقوم بتغير ملابس العمل بعد .. إقتربت لتُلوح أمام وجهِها عندما لم تستجيب لحديثها..
" ما الأمر؟"
" ظهري يؤلمني لا استطيع الاسِتلقاء عليه"
" هل تحتاجين الي دواء او مساج؟ "
" لا فقط سأجلس قليلاً وسيزول الألم يُمكنك إطفاء الضوء لا أحتاجه"
أغلقت سِيري الاضواء لتستلقي على فراشها، بِبطء شديد إستلّقت يوجين غلي الفراش مُتجاهلةً ألم ظهرها الرهيب، هي مُعتاده عليه لا يُهم، إنه وقت التفكير بالنسبه لها، حتى وهي مُتعبه لم يكن هناك يومآ سهلاً لها على أي حال..، تحسست بشرتها بيدها، مضى وقت طويلاً من آخر مره قامت بالإعتناء بها..
مضى وقت طويل على كثير من الأشياء، منزِلها، دِراستها ، حياتها القديمه بأكملها، تتدافع الذكريات مُؤلم ومُوجع، إنّ مكانها حقآ ليس هنا، يجب عليها أن تدرس لتلتحق بالجامعه وتُعوض ما خسرتهُ برُسوبها السنه الماضيه، إن الفرصه تضيعُ منها رويداً رويداً..
هُنالك وقت مُعين لتقوم فيه بإعاده الاختبار حتى تستطيع الدخول إلى الجامعه ودراسه التخصص الذي تحلم فيه!، ليس العمل لدي شخصٍ بغيض لا يعرف معنى الإنسانية، جُل ما يُتقنه هو الأمر بأشياء لا تعني له!.. أعني ما شأنه بشعري حتي يأمرني بأن ارفعه للأعلى وليس للأسفل
وتلك الفتاه!، إنها تنظر له دائما بعينٍ حزينه ودامِعه، انها جذابه حقآ، انها المره الأولى التي أرى شعراً أشقر بهذا الجمال، يُضفي على لون عينيها العسلتين بريقاً مميز، أنفٌ مُدبب تحتُ فمٌ صغير، تلك التي التي تستطيع جذب الانظار بِسهوله ودون عناء، أنيقه وتدري ملابس جميله ذات الوان هادئه. لم تقترب مني مُنذ أن تحدثت معي في الحديقه.. علمت من القائده ماري والتي عرفت اسمها من السيده ليندا صُدفه، أن اسمها ميا وهي هادئه على الدوام ولا تتحدث كثيرآ..
أنت تقرأ
Lipstick |
Randomلست سوى نكِره وبائس، تظنُ أنك الوحيد الذي يُعاني في هذا العالم، تتجاهل الجميع وتُحب ان تكون مِحور إهتمامهم، لا تعرف معنى الإبتسام ولا تريد معرفه السعاده لِمن حولك، سليط اللسان وأخرق لا يعرف حتى كيف يكون لئيماً، تتظاهر بالكِبر لتصنع قيمه واهيه لنفسك...