part 3

31 2 1
                                    



اربع سنوات مضت وقد كانت اكثر من كافية لجعل شعر 'مدبرة المنزل ليزا' يشيب ليس بسبب سنها بل بسبب ذلك الصبي هناك الذي يركض في كل مكان هي تحب تسميته ب'المشاغب' أو 'الشقي'

مر من جوارها راكضا بسرعة الريح تاركا إياها خلفه لتتنهت بيأسي. من منظره هذا مأكد انه قضى كل وقته في الركض عن الخدم العرق يتصبب منه وصدره يعلو ويهبط وتتعالى صيحاته تابعت طريقها وهي تتأمله و تفكر كيف ستجعله يتعقل

كان شعره الأشقر أللامع يغطي جبهته بفعل العرق ليعطيه مظهرا لطيفا عيناه كانتا مملوأتان حيوية واملا و وجهه الدائري الطفولي يشع براءة ذو ثغرين يزينان وجنتيه كلما إبتسم أو ضحك

"دعيه وهو في سنٍ التعقل ليس ركيزة فيها وكل هذا سيمضي حين يكبر"

هذا ماقالته السيده ورده لها عسى أن تدعه يلعب ويمرح على راحته من دون تدخلاتها وعلملها الجاد من أجل أن يكون فتا نبيلا يليق بأسرة كهذه



أما عن رأي الخدم المسؤلين عنه فهو مصيبة حلت عليهم فقد ضاقوا به ذرعا ويطلبون النجدة كل حين

  يهلك الخدم بالركض ورائه للإمساك به هكذا كان يلعب معهم

وهكذا كانت تعاقب 'مدبرة المنزل' الخدم إذا أخطأوا تجعلهم يتولون الإعتناء به حتى تخور قواهم

كانوا يعدون الدقائق حتي يتعب وينتظرون لحظة نومه بفارغ الصبر




كان يلحقه موكب من الخدم وهم ينادونه بنفس واحد

"سيدي الصغير... ..سيدي الصغير إنتبه قد تؤذي نفسك"

لم يكن حتى يستمع إلى مايقولون فيما تتعالى ضحكاته قائلا

"إلحقوا بي إن إستطعتم "

ليستضم بشيء ما أو بشخص وما كان ذلك الشخص إلا 'جسكا' ما إن رآها حتي هدأ شغبه وقال بإبتسامة تزين ثغريه يختلها مكر

"مرحبا أختي 'جسكا' ؟"

لم تجبه ﻷنها تعلم حق المعرفه بأنه صعلوك صغير يحاول المراوغة

لطالما كانت الوحيدة التي تستطيع السيطرة عليه و علي شغبه

ظل يحدق بها ياعين يملأها براءة لعل وعسى أن تنطلي عليها الحيلة

وخزته على جبهته بإصبعها قائلة

"لا تحاول ايها الشقي يكفي جريا هنا و هناك هيا هيا حان وقت الإستحمام"

إنصاع لها بدون كلمة حتى وسار بجوارها وهو يجر اذيال الخيبة

فيما وجهت كلامها للخدم قائلا

"يمكنكم الإستراحة الآن "

وأكملت ضاحكة "وشكرا على عملكم الجاد"

mighwarحيث تعيش القصص. اكتشف الآن