‏ᵖᵃʳᵗ ᵗʰʳᵉᵉ

197 22 28
                                    








.
.
.

















لم يزر النوم عينه لتلك الليله
ضل يسمع سمفونياتٍ هادئه

يحاول اخراج تفكيرهِ عن تلك العيون
عيونٌ مألوفه..مألوفةٌ جدًا

للحد الذي ارعبه
ضائعٌ هو بين رغبةٍ وخوف

رغبة الوصول للمبتغى
والخوف من المستور

لا يعرف لما كان يبحث عنه طوال تلك السنوات
هل اراد الاعتذار له ؟
ام اراد تعويضه ؟

تجاهُلُ جميع الاشياء في الماضي
والعودة لغريبين من جديد؟

فقط يعيد لقائهم الاول
لقائهم الطفولي البريئ

ركضُهُ اليه عندما راه
تذكر نظرة الخوف على عينيّ الاخر

ابتسم بِنكسار
مُستذكرًا اللعمه في عينيه
عندما اخبره انه يريده صديقًا

ابتلع مافي حلقه بحنق
ليس لديه الحق بان يبحث عنه
ليس لديه الحق بان يذهب إليه ليُذكره بماضيه البائس

يعرف ذلك جيدًا
يعرفه حق المعرفه

لكنه يريد...
يريد ان يعتذرله ربما
او انه فقط يريد رؤيته

ضغطَ على راسهِ بتعب
ضّخُ الافكارِ بعقلهِ اصبح مُهوِلًا
وكأنها تسيل من محاجره

طرا على باله سؤال
تجمد وجهه لإثره
سؤال رسم الحزن على ملامحه
نظرة انكسار لـِ الا شيء

كالوحة غير مكتمله مات رسامها
فلا هيَ التي إكتمل جمالُها
ولا هيَ التي طلعت للعلن

"هل يتذكرني؟.."
خرج السؤال بصوتٍ مكتوم
يسأل الفراغ امِلًا من أجابه

هل هو لديه الحق في السؤال حتى؟
ضحك على شكله

اضاع سنوات من عمره يبحث عنه
وعندما وجد طرفًا لخيط بدا يرتعد

هو لم يُفكر ابدا في هذه اللحظه
في كيفية اللقاء كان جل همه ان يجده
فقط ان يراه من جديد...

بقي على حاله هذه لطول الصباح
لم يخرج من قوقعته الكئيبه
ولم يذهب للعمل حتى

سمع صوت رنين هاتفه لمرات عديده
ومع انه مُموضع على الطاوله
الا انه احس بكونه بعيدًا جدًا

احس بانهُ غارقٌ تحت البحر
وصوت الهاتف كطيور النورس في السماء


الأربِعاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن