الفصل الرابع عشر

6.1K 323 29
                                    

الفصل الرابع عشر

تسمّرت أطراف سيلين مذهولة من هول ورهبة ما تراه، تستشعر حضوراً ظلامياً انتفضت على أثرها شعيرات بدنها.

تنحّت الجموع عن دربه يفسحون له المجال للعبور بينهم منكسين رؤوسهم بخوف ورهبة، حدّقت به بذهول، ترى رجل طويل القامة، ذو شعرٌ أسود حالك اللون، أسمر البشرة، تبرز من ملامحه عيون زمرديّة براقة، يرتدي سواداً كقلبه وروحه.  

اقترب منها بسلاسة أجفلتها حين ظهر فجأة أمامها، شهقت تتراجع بعفوية تحاول إيجاد مهرب من أمامه تتلفّت حولها بحيرة وتساؤل:
من يكون؟
ولماذا يبدو عليه أنّه يملك سلطة مطلقة على السيرانة؟

وصل زِيين إليها لا يصدق ما تراه عيناه؛ إنَّها هي ضالّته المنشودة التي كان يفتش عنها منذ زمن الأزمان، ها هي تقف أمامه بشحمها ولحمها.
انحنى أمامها بحركة درامية مرحباً:
«وأخيراً.. وأخيراً وصلت بطاقة خروجنا من الظلام، وصلت شمسنا وخلاصنا ، صكّ الرحمة والغفران»

حدّقت بأعلى رأسه المنحني برهبة تشوبها الصدمة، إنّه يعرف هويّتها!
يا لها من حمقاء!
لقد ألقت بنفسها في جحر الشيطان دون أن تدري.. ماذا فعلت؟
إنهم يعرفون هويتها وسبب إرسالها إلى الأرض، يعرفون عنها ما كانت تجهله عن نفسها حتى ليلة البارحة،
يعرفون عنها ما لا  يعرفه كايدين حتى!
كيف يعقل هذا؟
من المستحيل أن تكون مرسلة لفك لعنة السيرانة كذلك الأمر....هذا الأمر منافي للمنطق!

دماء الشمس، الجزء الأول من سلسلة دماء الشمس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن