. ألم .
هذا ما أشعر به فقط وهذا هو الذي قد تمَّلك أيسر صدري، شعورٌ سيء؟ أظنه كذلك فأنا طفلة صغيرة وهو كبير علي جداً.
هل سأتفق معه وأعتاد عليه؟ سنرى، فما الفائدة من العيش كإنسان؟ أنه فقط يعيش ليُعذب برؤية غيره سعيداً، كُل من بعمري لا يعرفون معنىً للتعاسة، لكن هل هم حقاً كذلك؟ أم يُمثلون الإبتسامة؟ مثلي تماماً؟
سؤالي الطفولي لن يجد جواباً حقيقياً لأنهم إن كانوا حقاً يُمثلون، فهم بارعون جداً، بعكسي، "إبتسامةُ سخرية خفيفة بدت على محياها".
ذهبتُ للمنزل مع والداي ودوماً ما أتساءل هل هم حقاً والداي أم تبنوني؟ أشك بذلك فهم يحبون أخي أكثر مني، يُعاملانه على انه قطعة ثمينة بينما أنا؟ مُجرد خُردة قديمة قد فقدت قيمتها، لحظة! متى كانت لي قيمة بالأساس؟ هم لم يفرحوا بمقدمي حتى، كأني عالة عليهم فقط، وأنا بالفعل كذلك، لكن هل هو ذنبي أنني خُلقت فتاة؟ كم أتمنى لو أنني فتى لكنه شيء مُستحيل، فقط سأسير على هذا النهج، أكون فتاة منفية دوماً، سأعتاد على شعوري يوماً، لن أستسلم وأنزل دموعي أمامهم لأني أعلم أنهم لن يستقبلونني في أحضانهم كما يفعلون لشقيقي.
....
لما حين يرونني تتغير ملامحهم من عادية لمتوترة وتعتليها إبتسامة مريبة؟ أظن أن وجودي غير مرغوبٍ به، لكن مازلت صغيرة على كُل هذه المشاعر، أكرههم!!، لما لا أستطيع قولها بصوتٍ مُرتفع وبكُل وضوح؟ هل لأنهم والداي؟ بات هذا الشعور يُزعجني، أعيش مع ناسٍ لا تُريدني، فكَّرتُ بالهرب كثيراً لكن إلى أين؟ ومع من؟ لا أحد سيفهمني.
....
كالعادة أبي غضِب مني فجأة هل سأبقى أمامه وأستسلم لضربه؟ صرخاته وهو يبحثُ عني كانت تتعالى في المنزل، وزوجته أي أمي كانت تُهدئ من غضبه، هل تظنونه خوفاً علي؟ بالطبع لا فهي خائفة على صِحة زوجها لا أكثر، الم اخبركم؟ ابي مريض ولكن قد اعتدنا على مرضه لأنه يأخذ ادويته بمواعيدها لديه مرضيّ الضغط والسكري وهي امراض مزمنة.
لم أبقى مكتوفة اليدين، وأنتظر عذابي بنفسي، بل هرعت لبابِ المنزل وهربت.
بتُ أركض بلا هدف وما جال ببالي هو دخول أحد المنازل في حيّنا وما لم أتوقعه هو رؤية أحدهم لي، هو عرفني رُغم أني لم ألتقيه أبداً، كيف ذلك؟ لا أعلم!
مِن سوء حظي أنه وشى بي عند والدي الذي أتى لاهثاً وباحثاً عني بعينين حمراوتان، موقف أرعبني كثيراً ولم أجد شخصاً يستقبلني بحضنه، لحظتها فقط علمت أنني وحيدة كثيراً، رُغم الكَمِ الهائل من المُتواجدين حولي لكنهم أبعد من أن أصفهم بـ (عائلة).
أنت تقرأ
✫Harsh memories✫
Short Story.. ℑ 𝔏𝔬𝔳𝔢 𝔜𝔬𝔲 𝔪𝔶 𝔰𝔬𝔲𝔩,, 𝔩'𝔪 𝔰𝔬𝔯𝔯𝔶. . لا أعلم من أكون، لكني مؤمنة أنني سأكتشف يوماً ما..