الفصل الثامن (8)

2.4K 113 3
                                    

#اللهب_الأزرق
               ____ الفصـــــل الثـــــامــن ( 8 ) ____

دلف "سليم" إلى مكتب "وعد" وكانت جالسة بصحبة "نسرين" يتناقش فى أحد القضايا ، نظرت له بهدوء وسألته :-
- عملت أيه ؟؟

- شركة شحن عادية شغالة من خمس سنين ومفهاش أى حاجة مُريبة غير حاجة واحدة أنا مش فاهمها ممكن تكون عادية بس مش راكبة معايا

- ايه هى ؟؟
سألته وهى تترك القلم وتنتبه لحديثه فأجابها بهدوء وهو يجلس على المقعد المقابل لمكتبها أمام "نسرين" وقال :-
- صاحب الشركة

- ماله ؟؟

- مبيروحش الشركة غير يوم واحد فى الشهر كله والشركة كلها مفهاش غير ثلاث مؤطفين ، الساعى والسكرتيرة والمندوب وطبعًا صاحب الشركة ، الغريب بقى أنى لما عرفت أسم صاحب الشركة دخلت ابحث عنه فى النت لاقيته صاحب مطعم والأغرب أنه المطعم اللى حضرتك طلبتى عنه معلومات

أعتدلت فى مقعدها وهى تتقبل ما سمعته وتحاول أن تفهم الأمور  وتربطهم معًا وسألته بجدية :-
- قصدك تقول أن مجدى هو صاحب الشركة والمطعم

- بالظبط ومش بس كدة هو مالك كذا حاجة مالهمش علاقة ببعض ولا بيحملوا نفس المجال ، يعنى مطعم وشركة شحن وصيدلية اللى هى متعرفيش أيه علاقتها بشغله ومجاله وغيرها مركب سياحى فى النيل وحضانة أطفال

صمتت دقائق وقالت بجدية شديدة :-
- أسمع يا سليم أنا عاوزة معلومات كاملة عن الراجل ، تحركاته بيخرج من بيته امتى وبيرجع امتى وبيروح فين ولو عرفت تجبلى مكالمات يكون أفضل .. عاوزة كل حاجة عنه من يوم ما اتولد

أومأ لها بنعم وخرج ، نظرت لـ "نسرين" وقالت بحماس وثقة :-
- شوفتى بقى أن كان عندى حق لما قولتلك أن المطعم دا فيه حاجة غريبة وأن أسمه فى الأيميلات مش طبيعى

- فعلاً حاجة تحير جدًا

تنهدت "وعد" بأرتياح قليلًا وتشعر بأنتصارها ثم تمتمت مُحدثة نفسها قائلة :-
- أنا متأكدة أن الراجل دا له علاقة بأختفاء تيا ...

               ___________________________

رحل الجميع من المقابر بعد أن تمت الدفنة وتركوا "عهد" واقفة أمام قبر والدتها تحتضن أختها الصغرى وهى مُنهارة من البكاء بعد أن بدلت ملابس مدرستها إلى ملابس العزاء عبارة عن فستان أسود فضفاض وبكم ورابطة من الخصر تظهر نحافتها ، أربتت "عهد" على كتفها بحنان فهى أصبحت الأخت والأم والأب لها وقالت بصوت مبحوح :-
- ممكن نبطل عياط يا هدى عشان خاطرى ، أنتِ ممكن يجرالك حاجة خليكى مؤمنة ودا قضاء ربنا مش هنعترض عليه وماما دلوقت فى جنته بأذن الله

- أنتِ بتصبرينى يا عهد وأنتِ محتاجة اللى يصبرك ، بس أنا مش قادرة أتخيل أن ماما سابتنا ومشيت ، سابتنا لوحدنا مع عماد وقسوته وجشعه دا ظلم يا عهد

رواية / اللهب الأزرق : نور زيزو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن