الفصل الحادى عشر
ام
ما ان وضع الطبيب قدمه فى الجبيرة وخاط له جرح ذراعه واعطاه الكثير من المسكنات حتى بدء يهدء الالم وذهب فى النوم
نظر اليها الطبيب وقال " كان لابد ان يذهب الى المشفى كنا بحاجة الى اشعة ولكنه عنيد جدا "
قالت وقد انتشر التعب والارهاق على وجهها وتألم جسدها وصرخ طالبا للراحة خاصة ان نهار اليوم الجديد قد ظهر
“ نعم اعلم ولكن المهم انه الان نائم ولا اعتقد اننا بحاجة لأكثر من الراحة "
هز رأسه وقال" نعم لا تجعليه يقف عليها على الاقل يومين ولا تنسي الدواء وراقبي الحرارة ربما تزداد اليوم فعليكى بالكمادات "
لم تعترض وودعت الطبيب وبالطبع استدعت خدمة الفندق كى يقوم احدهم بتغيير ملابسه لأنها لن تفعل بينما اخذت هى حمام ولم تجد ما ترتديه ولكنها اختارت منامه خاصة به كانت كبيرة جدا عليها ولكنها لم تجد سواها .. وداوت بعض الكدمات والجراح السطحية التى اصابتها واغلقت هاتفها كى لا تصل امها لها على الاقل حتى يعود هو اليها وقتها ستفكر ماذا تفعل
امضت اليوم بجانبه وارتفعت حرارته فاتبعت تعليمات الطبيب وعلى المساء لم تستطع المقاومة فذهبت عيونها فى النوم بجانب فراشه ولكنها فجأة استيقظت على دقات الباب استعادت نفسها بسرعه واطمنت عليه ثم خرجت واغلقت عليه الباب واتجهت الى باب الجناح وفتحت لتتفاجأ بأمها امامها
تراجعت امام عيون امها الغاضبة بينما تقدمت المرأة الى الداخل وهى تقول بغضب
“ كنت احاول الا اصدق انكى هنا وفى غرفته "
اغلقت الباب وهى تحاول ان تبدو متماسكة وقالت " ماما انا "
التفتت المرأة اليها وقالت " انتى ماذا ؟ كيف تفعلين ذلك بنا وباسم العائلة هل فقدتى عقلك ودينك ففعلتي كما العاهرات "
صرخت باعتراض " لا ماما انا لست كذلك ارجوك اسمعينى انا .."
ولكن الام وقفت امامها وقالت" لن اسمعك لقد صدق تامر عندما قال ان ذلك الرجل عديم المرؤة ندل جبان ولكن انتى السبب انتى التى سلمتيه نفسك والان ستاتين معى ولن تبقي هنا لحظة واحدة "
سالت دموعها وقالت بعند " لا لن اذهب لأى مكان ومالك ليس كذلك وانما تامر هو الندل والجبان "
تراجعت عندما صفعتها امها بقوة على وجهها وهى تقول " اخرسي تامر اشرف من ذلك الجبان الذى لا اصل له ولا فصل كيف تفعلين ذلك وانت تعلمين انه يريد الانتقام منك ومن اسرتنا ومن نور هيا ستاتين معى الان "
تراجعت بغضب وقالت" كفى ..لا اريد ان اسمع اى شئ انتى لا تعرفين شئ وانا لن اذهب لأى مكان لا يمكننى "
امسكتها امها من ذراعيها وقالت " لماذا ماذا فعل بك ذلك الخسيس ؟ انطقى هل ..هل سلمتى له نفسك ؟"
نفضت ذراعى امها بقوة وقالت " كفى ..انا لا اسمح لك ان تتحدثى عنى وعنه هكذا "
لم تتراجع الام وقالت " اذن اما ان تأتين معى واما ان ابلغ عنه انه خطفك ولن ارحمه وتامر يمكنه ان يفعل به الكثير "
اتسعت عيونها وتراجعت من دقات الخوف التى هزت صدرها وقالت " خطف اى خطف مالك لم يفعل انا هنا بإرادتي "
ولكن الام قالت " وانا سأستعيدك بالقوة اذا لزم الامر انتى ابنتى وهذا حقى وتامر اخبرنى ان هناك رجل اعمال معروف يريد الزواج منك وانا وافقت وستكونى له "
حدقت فى امها وقالت "زواج انا لن اتزوج احد لا يمكنك اجبارى على شئ"
قالت الام بقوة " بل يمكننى انتى ابنتى وسأفعل اى شئ حتى ولو ادعيت انك قاصر وستتزوجين ذلك الرجل هيا "
امسكتها الام من ذراعها وحاولت ان تدفعها بقوة ولكنها اوقفتها بنفس القوة وقالت وهى لا تعرف من اين اتتها تلك الفكرة
“ لا يمكنك ان تفعلى لاننى متزوجة "
توقفت الام عن دفعها واتسعت عيونها وهى تنظر اليها ولكن كان عليها ان تكمل ما بدأته لم تتركها الام وقالت
“لا .. لا يمكن انت متزوجة .. من ؟ يا الهى لا يمكن ان يكون هو "
زادت دموع الخوف والحيرة والالم تجرى وتتسابق على وجنتيها وانهمرت فى هدوء كجدول الماء العذب الصافي يسير فى وجهته بدون اعاقه هزتها الام وهى تقول بغضب
“ انطقى .ردى من هو ؟ هل هو ذلك الرجل لا يمكن ان تكونى فعلتى بنا وبنفسك ذلك انه رجل بلا دين ولا وطن فكيف فعلتى ذلك كيف ؟ كيف "
لم تبعد يدها وانما قالت " بلي فعلت لانى وجدت معه ما لم اجده معك وجدت الحنان والامان وجدت معه نفسي التى لم اجدها يوما منحنى ثقة ومكانة لم انالها يوما انا تزوجته رغم كل ما يعرفه الجميع هل تفهمين تزوجته ولا يهمنى اى شئ ولا حتى انتى لاننى اعلم انكى لا يهمك امرى وانما كل ما يهمك اسمك وسمعتك وكرامتك ولكن انا لا يهمنى الا نفسي التى كانت ضائعة وعندما وجدتها كانت معه هو "
ثارت الام ودارت حول نفسها وقالت " اذن اين هو لابد ان يطلقك لن تكونى له اين هو "
وانطلقت المرأة فجأة الى غرفة مالك وفتحت الباب لتجده نائما فصرخت " انت ايها الجبان استيقظ وواجهنى "
فتح مالك عيونه بصعوبة على ذلك الصوت القوى حاول ان يستوعب ما امامه الى ان سمع نفس الصوت يناديه
“ انت ايها الجبان استيقظ وواجهنى "
كان يظن ان الامر حلم مزعج ولكن عندما رأى رهف تندفع وراء المرأة والدموع تتساقط بدون توقف ادرك انه واقع فاعتدل بصعوبة وهو يشعر بثقل ساقه ونظر الى المرأة وعرفها على الفور قال بقوة
“ رهف ماذا حدث "
تقدمت المرأة منه وقالت " اخبرك انا ماذا حدث انت انسان ندل وجبان تسللت الى حياة ابنتى لتنتقم منا واستغللت صغر سنها وقلة خبرتها بالحياة لتتلاعب بها ولكن لا انا لن اتركك وصدق تامر عندما قال انك ندل وجبان كان لابد ان يقتلك بدلا من ان يصيبك هكذا لينتقم لشرفنا "
صرخت هى " ماما كفى ارجوك ..انا لا اريد ان اسمع اكثر من ذلك "
كان مالك يعلم ان تامر سيحول الامر لصالحه فقال بقوة " شرفكم لم يناله الا من هو منكم "
قالت الام " انت لا تعرف من نحن ومن هى عائلتنا من انت لتتحدث عن الشرف وانت اهلك .."
صرخت رهف بقوة " كفى ..توقفى "
ولكن الام قالت " لن اتوقف الا عندما يطلقك لن تبقي زوجته يوما اخر هل تفهمين "
حاول ان يستوعب ما تقوله المرأة زوجته ؟ زوجة من ؟ واى طلاق نظر اليها بقوة فنظرت اليه بخوف ورجاء وربما حاول ان يفهم اى شئ من عيونها التى اخفضتها فى خجل وخوف وربما حيرة ولكن المرأة تقدمت منه وقالت
“ طلق ابنتى الان والا سأتهمك بأبشع الجرائم "
لم يبعد عيونه عنها رغم انها لم تقو على مواجهته وهو يقول بقوة " لن افعل لست انا الرجل الذى يتخلى عن زوجته لمجرد تهديد لا يهز شعره من رأسي "
نظرت اليه والدموع تعوق رؤيتها ودقات قلبها تؤلمها من قوتها كان الامتنان هو الذى ملاء عيونها لأنه لم يتخلى عنها ورغم انها وضعته فى تلك الازمة الا انه لم يتراجع او يهرب
قالت الام لتقطع ذلك الرابط الذى امتد بين عيونهم " لن يبقي تهديد سأجعله حقيقة هل تفهم "
تملك الغضب من مالك وتحرك لينهض من الفراش غير مهتم بساقه المصابة اسرعت هى اليه عندما رأته ينهض وامسكت بيده فلم يبعدها وهو يقف امام المرأة ويقول بقوة
“ اذا كنتى تعتقدين اننى يمكن ان اخاف من هذا اللغو فانتى مخطأة وافعلى ما شأتى ولولا رهف لتعاملت معكى بشكل اخر "
حدقت الام به فعاد يقول " والان اما ان تباركي زواجنا واما ان تفعلى ما بيدك فالأمر لا يهمنى لا انتى ولا تامر ولا مائة مثله يمكن ان يهذوا شعرة من رأسي لكنى ابدا لن اترك زوجتى "
نظرت رهف اليه بحب وحنان وامتنان لموقفه معها بينما قالت الام بقوة " ابدا ..لن ابارك هذا الزواج مهما حييت "
وخرجت تاركة رهف فى حيرة وخوف والم وهى لا تعرف اى ورطة القت نفسها بها ..ترك يدها بمجرد ان خرجت الام واستدار مبتعدا الى سجائره اشعل واحده ولم تعرف هى بماذا يمكنها ان تبرر موقفها لم ينظر اليها وهو يقول
“ تعلمين انها لن تتوقف ولا تامر سيفعل "
هزت رأسها فهى تعلم انه على حق فزاد نحيبها ..زادت عصبيته وقال " هل يمكن ان تكفى عن البكاء انا تعبت من تصرفات الأطفال هذه "
نظرت اليه وتألمت من كلماته فهى تعلم انها ورطته وورطت نفسها حاولت ان تتماسك وقالت
“ انا ..انا اسفة "
ابعد عيونه عنها لم يعرف ماذا يدور براسه فقال " تعلمين انى لا افكر فى الزواج ولا تلك الامور من بيت واسرة وغيره انا لم افكر بذلك ابدا او ربما لا اصلح لذلك "
حدقت به وقد طعنتها صراحته بقوة فى صميم قلبها فقد عاشت بالأيام الماضية حلم جميل معه تمنت لو تحول لواقع ولكن كم كانت بالفعل اصغر من ان تدرك انه وهم وليس حقيقه ..
قالت " ارادت ان تزوجنى من رجل احضره تامر و..."
لم تكمل وهو يحدق بها الان عليه ان يعود للواقع قال دون ان ينظر اليها " وما سبب رفضك ربما يكون من الافضل لك الزواج فهو مصير كل فتاه ذات عائلة مثلك "
عاودتها الدموع وهى تنظر اليه لم تتوقع ان تكون تلك كلماته او رده فقالت بندم حقيقي " هذا رأيك ؟"
امتص سيجارته بقوة وكأنه يحاول ان يمتص ما بداخله وقال " لا يهم رأى امام راي الجميع ..انتى لا تصلحي الا لما تريده امك زوج غنى ومن اسرة "
لم تقو قدماها على حملها فترنحت قليلا ولكنها تماسكت ليس الان وقت الضعف ها هو يظهر على حقيقته ولكن هو كلام امها ربما ..
قالت " لكن انا لا اريد الا عملى ومستقبلي ويوم ان اقرر الزواج سأختار انا رفيقي "
نظر اليها وقال " عملك ؟ واذا كان اهلك يرفضون فماذا ستفعلين "
قالت دون ان تنظر اليه " لا اعلم لم اظن انك ستتخلى عنى "
نظر اليها بقوة وقال " اعتقد اننى لم افعل متى تخليت عنكى اجيبي ؟"
نظرت اليه دون ان تفهم وقالت بدموع " انا لا افهم ..لم اعد افهم اى شئ "
تحرك بصعوبة من الم ساقه الى ان وصل اليها وقال " رهف انظرى الى "
لم تفعل فرفع وجهها اليه ونظر الى عيونها الباكية وقال " انا لم ولن اتخلى عنكى ابدا لكن انا لا اريد خداعك انت انقى من ذلك "
زاد ضعفها ولم تعد تعرف ماذا تفعل احتارت فى عيونه لم تفهم ما بداخلهم ليتها تخترق اسوار ذلك الرجل. ابعد عيونه عن تلك البراءة التى تؤلمه وابتعد من امامها وقال
“ امك لن تتوقف ولا تامر الى اى مدى تريدين لتمثيليتك ان تستمر ؟"
قالت " لا اعرف "
نظر اليها وقال " الم تفكرى فى نتائج تصرفك ..الم تفكرى ان تامر يمكن ان يشكك فى زواجنا لأنه يعلم اننى لست ذلك الرجل وربما يطلب لنا الشرطة ويدعى انى اخطفك .."
حدقت فيه فهى لم تفكر بأى من كل ذلك رغم ان امها هددتها بانها ستفعل ذلك قبل ان تعرف بزواجها
هزت رأسها وقالت" يا الهى انا لم افكر بأى شئ ولا اعرف ماذا افعل انا لن اتزوج ذلك الرجل ولن اعود لأمي ولا تامر "
نظر اليها وقال " ووافقتى على ان تكونى زوجة لى "
نظرت اليه ولم تعرف بماذا ترد ولكنها قالت" كنت احميك منها ارادت ان تبلغ الشرطة بانك خطفتنى "
ابعد عيونه وقال" تعلمين انى لا احتاج الحماية استطيع تدبر امورى والان هل تريدين الاستمرار ام التوقف "
ابتعدت الى طرف الفراش واسقطت جسدها الواهن عليه بضعف اثقل ذهنها ولم تعد تعرف ماذا تريد رن هاتف غرفته فافزعها نظر اليها ثم اتجه الى الهاتف وجلس على طرف الفراش واجاب
“ اهلا يا فندم نعم هى هنا ..بخير نعم تفضل "
نظر اليها وقال " عمك "
ادركت الامر فقامت واتجهت الى الهاتف بأيدي مرتجفة امسكت السماعة وقالت وهو يراقبها من بين سيجارته الجديدة
“ اهلا عمو كيف حالك "
قال عمها " رهف انتى بخير ما الذى حدث انا لم افهم اى شئ من امك هل حقا تزوجت من مالك ؟"
نظرت اليه فلم تر وجهه من الدخان الكثيف فقالت بحزن " انا لا اصدق ما يحدث لى تامر حاول ان ..اقصد انه تهجم على ومالك انقذنى منه وماما تريد ان تزوجنى لرجل لا اعرفه عمو انا تعبت جدا "
“ يا ابنتى الصغيرة هل ات اليكى ؟"
هزت رأسها وقالت" لا عمو صحتك لن تتحمل السفر ولكنى لا اعرف ماذا افعل “
قال عمها " واين مالك انا اثق به يا ابنتى واعلم انه لن يتخلى عنك فلا تتركيه واذا كنتى بالفعل تزوجتيه فانا اعلم انكى ستصنعى منه زوجا صالحا واذا لم تكونى زوجته اخفى هذا الامر عن امك لاننى لا اظن انها ستتكتم الامر وحاولى ان تبتعدى عن تامر انا اعرفه جيدا "
عاودها الخوف وهى ترد على كلماته "
حاضر عمو انا بالفعل لم اعد اثق بأحد اصبحت اخشي كل من حولى "
قال " ثقى بمالك هو الوحيد الذى سيمكنه حمايتك وعودى الى مصر بأقرب وقت "
هزت رأسها وقالت" حاضر "
اغلقت الهاتف ولم تنظر اليه فقال " قرارك ؟"
نظرت اليه وقالت" لا اعلم انا لا اريد ان اتسبب بشئ اعلم انك ترفضه "
ابتعدت من امامه ..ادرك معنى كلامها وقال" حسنا لنستعد لم يمكن ان يحدث"
نظرت اليه وهى لا تصدق انه هو نفس الرجل الذى كان معها منذ يومين لقد ظنت انه يريدها وسينتهز ما فعلته لصالحه ليتقرب منها ولكن ها هو يتراجع
قالت بضيق " اذن لنكمل الامر ونتم الزواج حتى لا يمكن لأحد ان يدعى انك خطفتنى ثم نعود مصر وهناك نعيد كل شئ لم كان "
انتهت سيجارته فأطفاها ونظر اليها وقال" حسنا كما تشائين هيا دعينا لا نضيع الوقت فلنذهب لنكتب الكتاب "
تحرك الى دولابه وتابعته بصمت فنظر اليها وهى واقفة فقالت " ليس عندى ما ارتديه "
تأملها وكأنه يراها لأول مرة وهى ترتدى ملابسه وادرك وقتها كم بدت صغيرة جدا فى ملابسه مما زاده رغبه فى البعد عنها انه لا يصلح لها فقط سيكمل ما ارادته من اجل حمايتها ثم سيعيد اليها حريتها بمجرد انتهاء الامر كما انه ليس الرجل الذى يقيد نفسه بزواج واسرة لن تفعل به ذلك اى امرأة حتى ولو كانت هى تلك الصغيرة التى ادخلها حياته دون ان يدرى انها ستقلبها راسا على عقب
بالطبع ارسل الى احد المحلات التى يعرفها واشترى لها ملابس ثم اتجها الى السفارة المصرية وهناك اتما اجراءات الزواج وما ان خرجا من السفارة حتى قال
“ لم اتخيل يوما اننى سأكون فى هذا الموقف "
نظرت اليه فقال " لا تنظري الى هكذا ليس الزواج طريقي تعلمين ذلك "
ابعدت عيونها واتجهت الى السيارة ولم تفكر حتى فى مساعدته فكلماته اوجعتها لدرجة انها لم تعد تشعر بالألم من شدته
عادا الى الفندق وما ان دخلا حتى لاحظ مالك وجود رجلين للشرطة فوضع يده على كتفها وهمس
" اهدى واحسنى التصرف "
ما ان رات الرجلين حتى فهمت كلامه خاصة عندما رات الرجلين يتجهان اليهم اقترب احدهم وقال
“ مستر عرفان ؟"
اجاب مالك بهدوء " نعم ..اى خدمة "
نظر الرجل اليها وقال" مس صفتي ؟"
اجاب مالك قبلها " مسز عرفان زوجتى هل من خدمة يمكننى ان اقدمها لحضرتك "
نظر الرجل اليه وقال " بصراحة والدة مس اقصد مسز عرفان قدمت بلاغ ان حضرتك قمت بخطفها "
ابتسم مالك بهدوء وتسللت يده الى خصرها ليضمها اليه وقال بهدوء
“ اخطف زوجتي؟ وكيف يكون هذا بصراحة انا الذى يجب ان اتهمها بانها تحاول تهديدى لابتعد عن زوجتى لأنها لا تبارك زواجنا ولكنى لن افعل فهى ام زوجتى وانا احترم ذلك "
نظر الضابط اليه بقوة وقال" هل لديك ما يثبت انها زوجتك "
منحه مالك الورقة التى حصل عليها من السفارة فقال الضابط " انتما حديثي الزواج "
قال ذلك وهو ينظر اليها دق قلبها بسرعة وهى تحاول الا تبدى توترها وخوفها فهزت راسها وقالت
" نعم لم يعد يهمنى موافقة امى بعدما انتظرت موافقتها وقتا كبيرا ولكنها لم تقبل وانا اردت الزواج من مالك ففعلت ما اريد"
هز الضابط رأسه واعاد الي مالك الورقة وقال" الف مبروك الزواج واتمنى الا اكون قد ازعجتكم "
شكره مالك ثم تحرك وهو مازال يحيطها بذراعه
انهى اقامتهم بالفندق واخذا اشيائهم واتجها الى فندق اخر وقال " هذا يمنحنا فقط بعض الوقت قبل ان يعثر تامر علينا مرة اخرى "
قالت " ولم لا نترك البلد "
قال دون ان ينظر اليها " لست جبان لأهرب انا فقط امنح نفسي وقت للتفكير "
قالت " تفكر فى ماذا "
قال " لا شئ لا تشغلي بالك انتى "
ما ان وصلا الفندق حتى حجز جناح واخيرا صعدا الى الاعلى وما ان دخلا حتى شعر بألم ساقه يزداد فاتجه الى الاريكة والقى بجسده عليها دون ان يتحدث انزوت هى بركن بعيد وهى لا تعرف ماذا تفعل او تقول
اشعل سيجارته وقال" ادخلى وارتاحى انتى بحاجة للنوم "
نظرت اليه وارتجف جسدها منذ ان كانت معه وهى تشعر بالراحة ولكن الان اختلف الامر لقد اصبحت تشعر بالخوف وربما الندم لأنها تزوجته فقد ادركت انه لا يريدها كما كانت تظن فقد اختلف تماما عمن كانت تراه وتتمناه
قالت " لا انت بحاجة للراحة وقدمك المصابة لم يكن عليك ان تقف عليها اصلا "
تمدد على الاريكة وقال" طابت ليلتك رهف"
لم ينظر اليها بل واغمض عيونه وهى لم تجد ما تقوله وشعرت بوجهها يلتهب من حرارته فاتجهت الى الغرفة واغلقت الباب
اتجهت الى الفراش وهى تشعر بتعب بدنى ونفسي القت نفسها على الفراش اغمضت عيونها ثم استلقت واحتضنت الوسادة واغمضت عيونها فلم تشعر بأى شىء
فتح الباب فراها نائمة كما الملاك الطاهر ..تقدم الى الداخل وقف امام فراشها وهو ينظر اليها تنهد وهو يحاول ان يستجمع نفسه ويراجع ما فعل كيف طاوعها فيما ارادت وكيف وافق على الزواج ومنها ؟ من تلك الملاك التى اضاءت حياته فترة عاشها دون ان يشعر انساق وراء انبهاره بها ..تمناها وارادها ولكن ما حدث اعاده الى الواقع ليس هو الرجل الذى يصلح لها فكيف تزوجها وكيف وافقها ..ولكن أيضا لم يكن بإمكانه ان يتخلى عنها او يتركها لرجل مثل تامر هو يعرفه جيدا
اغمض عيونه محاولا ان يغلق جريان الافكار بذهنه فقد تعب من كثرة التفكير شد الغطاء عليها وابعد خصلات شعرها من على وجهها ولاحظ الوسادة التى تحتضنها فابتسم ،ملس على وجهها واقترب من وجهها كاد يطبع قبله على وجهها ولكنه تراجع بقوة مانعا نفسه انها صغيرته وعليه حمايتها من نفسه لو حكم الامر
يتبع..
أنت تقرأ
صائد الصفقات وصغيرته
Romanceفجأة حجب أحدهم الضوء عنها فاستدارت إليه كان جسدا يافعا وقويا فى بدلة ثمينة كحلية اللون وعلى ذراعه بالطو بنفس اللون وبيده الأخرى حقيبة اعمال جلدية رفعت رأسها لتصل لقامة صاحب هذا القوام المتناسق كان ينظر إلى السيارات بفارغ صبر عرفته عشر سنوات مضت ومع...