1||لمحة يائسة للنور

3.8K 187 224
                                    

كانت تلك الأسرة الصغيرة تجهز لرحلة التخييم بسعادة بالغة لدخول صغيرهم المدلل الروضة منذ أشهر قليلة ...

كانت زرقاوتاه البريئتان تحدقان في الخدم الذين يتحركون كالنحل فأطلق ضحكة بريئة محدقا في أمه ليحدثها "ماما!! ... انظري لم يبق الكثير و نخيم في منزلنا الجبلي!!"

أومأت لطفلها بحنان ليخرجا معا نحو الحديقة و تضعه على الأرجوحة تلاعبه غير مدركة لكونها آخر مرة تراه فيها بهذه السعادة ...

لوح لهما والده من بعيد ليركض الكستنائي نحوه قائلا ببهجة "بابا بابا!! ... أريد اللعب مع كوتارو عندما نعود!"

وافق على ذلك ليضعه في كرسي الأطفال بالمقعد الخلفي و يربط له أحزمة الأمان جيدا ثم يقبل جبين طفله بعمق و يجلس على مقعد السائق ...

جلست يوهيمي على مقعدها لتنظر بابتسامة لزوجها قائلة "أريد المثلجات لصغيري عندما نصل!!"

كانوا يتحدثون و يمزحون كأي عائلة لكن الأبوين شعرا بشعور سيء لا يعرفان سببه طوال الطريق ...

قرر رينزو التوقف للراحة لكنه صدم بتعطل المكابح ففقد السيطرة على السيارة ... نظر حوله بفزع للشاحنة العملاقة التي صدمتهم ...

سقطت تلك السيارة من أعلى الطريق الجبلي حتى أسفل المنحدر لتنقلب عدة مرات و تسكن ...

كان من حسن حظهم أن خزان البنزين لم يشتعل ففتح الأشقر عينيه بتعب و اتصل بالاسعاف ...
دقائق فقط و وصلهم الدعم ليتم نقلهم ... كان شقيقه قلقا للغاية فهو على وشك خسارة عائلته الثانية دون رجعة ...

....
..........
......................

يجلس مع زوجته على مقاعد الانتظار أمام غرفة العمليات ... لقد نجى الطفل و بقي والداه اللذان خاطرا بحياتيهما لينقذاه و لكن لا توجد أي أخبار مبشرة من الطبيب منذ ساعات ...

خرج الأخير خافضا رأسه ليحدثهم بأسف "لقد فقدنا المريضين ... سيتم نقل الجثث إلى المشرحة!! ... يمنكم البدأ في اقامة الجنازة قريبا!!"

أتلفت الصدمة عقول الزوجين اللذين دخلا غرفة الناجي الوحيد من ذلك الحادث المؤسف لينظرا له ببرود شديد ...

دخل الطبيب المسؤول عن حالة الصغير ليحدث عمه بابتسامة "سيد هينورا ... سيستيقظ الصغير بعد ساعات و سيفقد ذكريات الحادث تقريبا كما أنه معرض لأن يفقد الذاكرة مستقبلا فرأسه متضررة بعض الشيء و تحتاج علاجا مع الراحة النفسية ... سيكون بخير بعد حوالي سنة و يتذكر بشكل صحيح!"

بقايا روح || Remains of a soul حيث تعيش القصص. اكتشف الآن