الفصل السادس

16 3 11
                                    

معزوفة الألم ....
الفصل السادس ....
بدأت تحرك يدها بصعوبة و فتحت عينيها ، كانت عينيها تائهتين في الفراغ يملئهم الألم القابع داخل صدرها .
ملك:جسدي يؤلمني ، يبدو أنني على قيد الحياة .
تحركت من مكاني و في قرارة نفسي أن أنهي آلامي بيدي فلقد تعبت و ضقت ذرعًا .
خرجت من الغرفه متجهة إلى باب الشقة فوجدت عمها مستيقظ هو و زوجته .
شريف: إلى أين في هذه الساعة .
لم تجب عليه و أكملت طريقها إلى خارج الشقة ، فقامت زوجته هبه و أمسكت بيدها .
هبه : أليس من الذوق أن تجيبي علينا و تخبرينا إلى أين أنت ذاهبه .
نظرت إليها و غضب العالم في عينيها .
ملك: ليس مش شأنك حتى لو ذهبت إلى الجحيم .
هبه: لا بل من شأني أن أعلم إلى أين ستذهب خادمتي .
ملك: لست خادمة هل تفهمين يا امرأة .
شريف: يبدو أنه أصبح لك لسان حتى تردي علينا .
قام من على كرسيه و أخذ يمشي بإتجاهها و بداخله ينوي شر لها .
فأفلتت يدها منها و فتحت باب الشقة و صعدت السلم إلى الأعلى هربًا منهم .
******************
فتح هاتفه الذكي و رأي في أخبار الفلك بأن  مذنب هالي سيمر الليلة على الأرض .
حازم : رغم أنني متعب إلا أنه أمر هام  و يجب أن أراه .
حمل التلسكوب الخاص به ، و فتح باب شقته الذي اقفله توًا و دخل إلى المصعد .
حتى وصل إلى الطابق العشرين .
ما أن خرج من المصعد حتى سمع صوت خطوات أقدام تصعد السلم يصحباها أنين ألم .
نظر فوجدها فتاة البارحة ، لكنها ليست كالبارحة بل أسوأ ، ثيابها تقطعت من كثرة الضرب الذي تلقته ، وجهها و جسدها مليئن بالخدوش و الجروح.
ترك ما بيده و ركض نحوها .
حازم: ماذا حل بك .
لم تجب فقط تبكي ، أخذها من يدها .
ملك: ماذا تريد أتركني .
حازم: لا تخافي ، سأقوم بمساعدتك لا تقلقي ، سوف نذهب للمشفي .
لم تستطع إجابته و ظلت صامته .
أوصلها للمصعد و أخذها و هبط بها المصعد حتى وصلا للدور الأول ، و ما أن خرجا .
************
في فيلا جلال .
تجلس ميسا في الحديقة ممسكة هاتفها بحرص شديدة و تتحدث فيه مع أحد ما .
ما أن رأها جلال حتى ذهب خلفها ممسكًا بيده خاتم من الماس هدية لها .
ثم فجأة توقف .
ميسا: جلال لايجب أن يموت الآن إنتظر قليلًا ، فنحن لم نأخذ كل شيء منه بعد .
ما أن سمع هذا حتى تسمر في مكانه .
ميسا: حبيبي قريبًا ستكون كل أملاكه لنا أنا وأنت فحسب .
صمتت قليلًا ثم أجابت .
ميسا: أبنته لا تقلق بشأنها فهى في بيت عمها مثل الخادمة ولا تعلم أن لها شيء من أبيها، حتى هم لم يجعلوها تكمل تعليمها .
أخذت تضحك بشر .
إختبيء جلال ثم هدأ من روعة ثم خرج إليها بعد أن أغلقت مكاملتها .
اقترب منها و اغمض عينيها بيده .
جلال: من أنا.
تحدث معاها بمرح كالمعتاد .
ميسا : من ياترى ربما حبيبي و زوجي جلال .
جلال: دومًا هكذا تكتشفين أمري .
اقتربت رأسه من جبهتها فقبلها ثم جلس على الكرسي المقابل لها .
جلال: هل تغمضي عينيك عزيزتي .
أغمضت عيونها ثم أخرج من جيبه علبه حمراء فاخره و فتحها و بها خاتم لامع شديد الجمال ينعكس به ضوء القمر فيخرج الضوء أضعاف .
ميسا: هل أفتحهم الآن .
جلال: أجل عزيزتي .
من أن رأت الخاتم حتى كاد يتوقف عقلها من الذهول من شدة جمال الخاتم .
ميسا: أهذا لي يا عزيزي رائع .
أخذته و ارتدته بسرعة فائقة و ظلت تنظر إليه بشغف كبير .
ميسا: شكرًا لك حبيبي .
جلال: العفو حبيبتي .
مَثَلْ عليها الحب و محى الألم الذي يعتصر جوفه ، فهو ممثل بارع .
********************
تمشي في غرفتها بتوتر و تقضم أظافرها بعصبية على غير المعتاد ، تود أن تتحكم في كل شيء ، لم تستطع النوم حتى الآن .
نور : ما الذي أتى بك إلى هنا يا سليم .
أمسكت هاتفها الجديد الذي جلبه لها شاكر ، و قامت بطلب رقم سليم مجددًا ، رغم أن الساعة تجاوزت منتصف الليل .
سليم:من المتصل.
كاد أن يتوقف قلبها حينما سمعت صوته .
نور : هذه أنا نور حبيبتك .
سليم: أن إتصلتي على هذا الرقم ستندمين أعدك .
ثم أغلق في وجهها الهاتف .
نور: ماذا تغلق في وجهي سأجعلك تندم ، و تتذوق من نفس ألمي الذي تذقني إياه ، أعلم أنك تحبني لكنك تكابر .
و جلست في غرفتها تحترق بشرها و حقدها و طمعها .
نور: لو كنت أعلم أنك ثرى لما كنت تركتك ، لكن أيضًا شاكر ملياردير ، لكنك وسيم و مفتول العضلات ، لكن شاكر هذا أشبه بكيس ارز كبير يشبع بطن ملئها الجوع .
**********************
و ما أن خرجا من المصعد حتى وجدا نادر أمامهم ، لكنه كان في حاله سكر فلم ينتبه إليهما .
أمسك حازم يدها و أخذها إلى سيارته بحرص .
فأقترب نادر منهم و هو في حالة من اللاوعي .
نادر : أهذه أنت ملك هاه هاه ، لا بل خادمتي ، ههه ، بل سجينتي .
حازم: بماذا تهذي أنت .
نادر: أيتها اللعينة أصبحتي تركضين خلف الرجال من الآن ،كنت تقولين عني زير نساء ، أما الآن في ماذا إختلفتي عنهن ، ههههه، سأقتلك .
اقترب من السيارة و كان يريد أن يفتح الباب لكن قبل أن يفعل ذلك أمسك حازم يده ، و نظر إلى عينيه بإشمئزاز .
حازم: أن تفوهت بمثل هذا الهراء مجددًا سأريك ما لا يحمد عقباه ، هيا أبتعد .
كاد أن يتهجم عليه ، لكن قام حازم بصده فهو يفوقه في الطول و قوة الجسد ، أكتفي حازم بإن جعله يقع على الأرض .
كانت تسمع ما يقول ولا تقوى على الإجابة من شدة ألمها .
ركب حازم سيارته و قادها  إلى المشفي .
كان يقود على عجلة من أمره .
حتى وصلا إلى المشفي ، تم استقبالها في قسم الحالات الطارئة .
قاموا بفحصها و تأكدوا من عدم وجود كسور في العظام ، ثم قاموا بتضميد الجروح و وضع المراهم على الكدمات التي ملئت جسدها .
كان حازم بالخارج بينما تولت الممرضة تضميد جراح ملك .
خرجت الممرضة من الغرفة .
حازم: هل يمكنني الدخول .
الممرضة : لا بأس بذلك و أيضًا يمكنكم المغادرة الآن .
حازم: حسنًا شكرًا لك .
الممرضة:  لكن قبل ذلك ، لن تغادروا إلا بعد يتم فتح محضر لتوثيق الحادثة و معرفة من الجانى .
حازم: لا بأس .
فتح باب الغرفة وجدها تجلس على السرير بهدوء لا تبكي لا تتألم فقط صامته .
ظل ينظر إليها و القلق ينهش قلبه يتمني أن يعلم من فعل بها هذا و يختلع قلبه من صدرة ، نظر إليها و إلى وجهها الخالى من التعابير كأنها شخص ميت أو جثة هامدة تنظر إلى الفراغ و لا شيء سواه .
حازم: هل أنت بخير الآن .
لم ترد عليه و ظلت صامته ولا تحرك ساكنًا لها .
شعر بالقلق أكثر ، فأقترب منها و قام بالاشارة بيده أمام عينيها .
فأنتفضت كأنها كانت بداخل كابوس مخيف و نظرت إليه .
ملك: من أنت ، و أين أنا .
يتبع…
#هاجر_عبدالمتعال

معزوفه الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن