5|| رسالة من الماضي

17 1 0
                                    

انتفضت "تانيا" من مكانها غير مهتمة بالجمع الذي يحيط بها قائلة كالذي تذكر شيئاًً للتو:

_أين "تومي" ؟!.

ليقول براين سبارت محاولاً ارجاعها الى كرسيها: لا تتعبي نفسكِ، انه يدل الشرطة على اماكن غرفنا.

_لكن هناك شئ يجب ان اخبره به.

ارتقت السلالم مسرعةً و كأن الزمن و المكان توقفا عند الموضوع الواحد الذي تذكرته منذ لحظات، و كأن تفكيرها توقف عليه هو فقط لتتحرك كالشخص الآلي و الذي يتحكم بها هو ذلك الشئ الذي تذكرته.

عندما وصولها للطابق الثاني كانت الشرطة تهم بالخروج اذ قد انتهت من تفتيش الغرف.

نظرت الى "تومي" ليتبادلا النظرات الدالة على فهم كل منهما الآخر، و كأن تلك النظرات تقول "انا افهم ما تفكر به".

بعد خروج الشرطة قالت "تانيا" بصوت منخفض يصاحبه حذرٌ مريب: هل وجدوا حقيبة السموم ام لم يجدوها؟.

ليجيبها بنبرة مطمئنة:

_لا لم يفعلوا اذ اخفيتها بالدرج الخفي. و لكن...

هنا بدأت الشكوك تساور "تانيا" بعد سماعها ل (لكن)، الفضول و القلق كانا اكثر شعورين تكره أن تشعر بهما، رفعت أحد حاجبيها مبديةً اهتمامها بالتتمة، لتحثه على الأستمرار.

نظر محدثها يمينه و يساره ليتأكد من عدم وجود فضوليٍ مسترق ٍ للسمع في هذا الطابق.

ليبتلع ريقه أخيراً و يفجرها بقوله:

_هناك زجاجة مفقودة.

أرجعت "تانيا" نفسها للوراء غير مصدقة ما سمعته مستنكرة بقولها:

_ماذا تعني بمفقودة؟ و أي زجاجة تلك؟

_زجاجة سم الزرنيخ.

_لا اصدق انها الزجاجة الوحيدة التي تمنيت عدم سماع اسمها، هل يعقل هذا يا "تومي"، في ظل هذه الأحداث تختفي تلك الزجاجة بالتحديد!، هل... هل تخفي عني شيئاً يا "تومي"؟.

_ماذا؟ لا، هل تشتبهين بي؟ انا لا اخفي شيئاً صدقيني.

_نحن في وضعٍ يشك البوليس بالجميع، ماذا ستفعل اذا علموا بهذا الأمر.

_اذاً هل تقترحين ان نخبر البوليس؟.

_لا، لننتظر نتائج تشريح الجثة و نرى بعدها ما سنفعل.

قالت ذلك لتشعره بالأرتياح و لو كان ارتياحاً مؤقتاً.

•••••

"ڤالوري، رسالة إلى المستقبل"

عزيزتي العالمة "إينومي-ايم"،

يسعدني اخبارك بمجريات ما حدث خلال فترة انتظاري لنتائج التشريح، كنت طوال فترة انتظارنا، دائمة التردد الى مكتب المستثمرين اذ كيف لي ان انسى السبب الذي قدمت من اجله الى هنا؟، و لكم كنت متشوقةً لمجرد التفكير بأني قد اقتربت من وضع يدي على أموال "غريغوري"، موت عديم المسؤولية "غريغوري" لن يؤثر بشئ على الخطة، سأعود للمستقبل و انا غنية -بفضل مساعدتكِ لي- و بالطبع لن انسى حصتك من الاموال.

مَنْ طَرَقَ بَابَنَا؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن