جميلةٌ هي أنتِ

49 6 0
                                    

أنت دائماً تبتسم و كأنك على وشك البُكاء
أكان السبب التنمر الذي تتعرض له ؟
لا أفهم لم يتم نبذك فقط من لون عيناك الدامية
تبدو كلونِ التُفاح بالنسبة لي
فاكهةٍ ناضجة، حمراء زاهيه.
هذا لطيف

ها أنت ذا تبدأ بالتنهُدِ مجدداً كما العادة
بوح لي بما يُحزنك ؟
كما لو أنك تفهمني لتبدأ بسرد ما يجول بخاطرك

نهضت من على التل و أنت تقوم بالتربيت على ملابسك على أمل أن تتطاير ذرات الغبار منه و تنحل عنه
ثم شرعت بالعودةِ إلى المنزل فقد بدأت الشمس بالمغيب

شعرتُ بأنك تفتقد لشيءٍ ما
-

أتيت اليوم و بيدك لوحة و تجلس كعادتك أعلى التل بينما تنظر نحوي بنظراتك المُحببة
إرتسمت إبتسامه لطيفه تُزين ثغرك

" لنبدأ ! "
ضربت يداك في بعضها بحماس لتبدأ بأخذ الفرشاه و تشرع في موهبتك
تسرق نظراتٍ نحوي بين الحين و الأخر و أنا احاول أن اجعل من نفسي جميلة كفتاة مُراهقه كالبشر

تستمع لصوتي كما لو أنه معزوفه بينما تنظر إلي بمحبة

تبسمت برضى لتُدير اللوحه ناحيتي كي تُريني
لقد أحببتها كالعادة !
حقاً فعلت !

وضعت اللوحة بجانبك لتشرع في التكلم معي عن حُزنك و ألمك و أنا لك أذانٌ صاغية

كُنتَ على وشك البُكاء
"هل أنا مسخٌ حقاً كما يقولون ؟ "
عيناك تلمعُ بالدمع المالح

لا...بل أنت اُحجيةٌ لهم لم يستطيعوا أن يقوموا بحلها  ..مثلي تماماً" أردت ان أقول لك هذا و لكن خفت أن تفزع

بدأت الشمس بالغروب ليحين وقت وداعك فأراك تنزِلُ من التله حتى تتلاشى عن ناظراي

زفرتُ بحُزن.

-

أتيت اليوم مُبكراً للغاية فقد كانت الشمس على وشك البزوغ
شعرت بالغبطةِ تُغرقُني

بدأت بسرد بعض النكات و كنت تبدو مضحكاً
تساءلت لم قمت بذلك لتردف كما لو انك تعلم ما يجول بخاطري

" شعرتُ بالسوء كوني أقوم بملِئَ إياكِ بحُزني"

دُهشت من قولك لتكمل مع نكاتك الظريفه

كنت تتحرك و تُمثل نكاتك و كنت أنا خائفة

تحقق خوفي بإنزلاق قدمك من التل

تحركت لا شعورياً لألتقفكَ في أحضاني

فتحت عيانك لتراني أقوم بإحتضانك

قمتُ برفعكَ بأمواجي بلطف و وضعكَ على الأرض

إعتلت الصدمة محياك

" كيف لي أن أكون سبباً في موت من أحبني ؟ "
أردفت قائلةً

وضعتُكَ على إحدى الشواطئ البعيدة عن أنظار البشر

" كيف هذا؟ ماذا حدث؟!"

سألتني و شعرت بالحزن في نبرة سؤالك لي و أنت تُناظِرٌني في تلك الأمواج التي تتراقص

كُنتُ مُتأكدةً بأنك تستطيع رؤية هيئتي في تلك الأمواج حيث تتجلى لك فتاة بشعرٍ ابيض و فستانٍ أبيض

لم أرك هيئته كي لا تفزع من قبل لكنني ظهرت عنوةً لك

فكان السبب يعود لعيناك , تحملان القدرة على ذلك

عيناك التي لطالما نبِذتها و تعرضت للتنمر بسببها، لها القدرة على رؤيتنا نحن من نظهر في الطبيعه ، نحن من نبذنا العالم من إختلافنا.

صفعتَ نفسَكَ لأنفجر أنا بالضحك

" لا تستطيع الإستيقاظ فهذا ليس حُلماً "

لا أعلم إن كنت شعرتَ بالحرج فعند إكتشافك بأنني البحر الذي يستمع إليك و يواسيك بأمواجه فإكتفيت أنت بالصمت

" جميلةٌ هي أنتِ ببشرتكِ البيضاء و عيانكِ الجارفةِ إلى الأعماق بلونها ، كالأمواج الزرقاء تبعُثين بالراحة و السكينه ككل وقت "
تُخرجُ كلماتٍ لطيفةٍ كالورد و إبتسامةً فاتنه زينت ثغرك

" كُنتِ ملاذي للهروب من الألم "
نظرت نحوي بمحبةٍ لتُربت بجانبك تُشير لي بأن أجلس بجانبك

" و كُنتَ ملاذي من الوِحده "
أردفتُ بينما أتخذ مكاناً بجانبِك لأجلِسَ و ننظر لبزوغ الشمس معًا

" لم أعلم بأن البحر بهذا اللُطف "
أدركتُ بأنك تفتقد لمن يجلس بجانبك و يشاركك
تفتقدُ لصديق

و أنا سأكون لك ذلك الصديق في حين حاجتك بكل سرور

-

-

💙
《END》

🎉 لقد انتهيت من قراءة جميلةٌ هي أنتِ || Sea Breeze 🎉
جميلةٌ هي أنتِ || Sea Breezeحيث تعيش القصص. اكتشف الآن