الجزء التاسع :
التسرع ، هي كلمة تؤدي بنا للتفكير مباشرة في العواقب فما من متسرع سينجو من مصيره السلبي المحتوم لكن أسوأ أنواع التسرع هو في إطلاق الأحكام سواء على المواقف أو الأشخاص و لذلك تريثوا قبل الحكم على أي كان فمن ترونه سببا في دماركم قد تثبت لكم الأيام أنه أول من انتشل جثثكم من تحت الأنقاذ...
" هي بخير فقط تحتاج لبعض الراحة مع أخذ الأدوية التي سأصفها لها بشكل منتظم "
شكرا لك يا دكتور ، لكن ما السبب وراء ما حصل لها ؟
إنها أشعة الشمس ، و بالتالي ليس عليكم السماح لها بمواجهة أشعة الشمس مطولا
حسنا ، يا دكتور ، شكرا لك مجددا
الشحوب لم يفارق وجه إيمان إلا بعد مدة فوقع صدمة ما قالته الممرضة و الدخول المفاجئ و السريع لوالديها و ورائهما الدكتور جعلا جسدها يدخل في حالة معقدة تجتمع فيها عدة أحاسيس غير مفهومة لكن بكل تأكيد هي احاسيس رعب...
عليكم تركها هنا هاته الليلة لنتابع حالتها الصحية و التطورات التي ستطرأ عليها بشكل جيد
حسنا ، كما ترى يا دكتور
انصرف الوالدان بعد أن أوصيا صغيرتهما بأن تهتم بنفسها جيدا و أنهما سيتصلان بها لاحقا ليطمأنا على حالتها ، لكنهما لا يعلمان أن حالتها الآن تسوء فهي تدرك جيدا أن إصابتها لا تحتاج لأن تبقى في المستشفى و الأغرب من هذا أن الدكتور لم يخبر والديها بالحقيقة ، فهل تراه لم يكتشفها فعلا؟ أم أنه يخطط لشيئ ما ؟ تبا لهاته الأيام و الأحداث الغريبة التي تتوالى علي...
بعد مغادرة الوالدين بدقائق دخل الدكتور مجدد لتلك الغرفة متجها صوب مريضته متفقدا حالتها بينما إيمان غير مرتاحة تنتظر منه تفسيرا و هي غير قادرة على فتح الموضوع فقد تقحم نفسها في مشكلة كانت ستتجنبها لو صمتت :
ما السبب في ما جرى ليدك؟
اااا ، ألم تقل أنه بسبب الشمس يا دكتور ؟
و هل أنت مقتنعة بذلك؟
لا أعلم ، أنا لست طبيبة
ما حصل لك كان بسبب حريق ، لكن من الغريب أنك لم تتذكري ذلك و حتى والداك لا يعلمان ! فهل هناك من سبب لنخفي عن والدينا أمر تعرضنا لحريق ؟
لا ، لا ، في الحقيقة أنا ، اااا ، أنا ، أنا لم أرد إخافتهما فقط
نظرة رعب مرسومة على ملامح ذلك الطبيب و التي رمق بها إيمان ليمحو من ذاكرتها نظرة أستاذها سابقا ، و التي كانت تمثل أقصى درجات الصرامة بالنسبة لها ! أشاحت بوجهها بعيدا و هي لا تدري ما الذي عليها قوله أو فعله ولا ما الذي ينتظرها فهي قد وقعت في ورطة الآن...
أيتها الفتاة ، هل لك علاقة بعالم " السادية " ؟
ماذا ؟ عالم السادية ؟ و ما هو هذا ؟