الفصل الثامن عشر

1.8K 77 21
                                    

الفصل الثامن عشر

انتقاء الملابس مهمة اصبحت تستعصي علي وانا التي لم انتقي ملابس خروج منذ سنتين، لم يتبقى لموعد ذهابي الى الجامعة مع احمد سوى يومين ولذا عزمت التسوق
علني اجد بعض الملابس لارتديها.

في نهاية المطاف وجدت ضالتي، عدت الى البيت منهكة تصطحبني امي لاهرع من فوري اجرب الملابس في غرفتي.

فرغم كم الملابس القابعة في جوف الخزانة الا انني ارفض الذهاب بها واصمم ارتداء ما هو جديد ، كخطوة اولى في حياتي الجديدة، الان بدأ الفصل الاول منها وكل ما مضى مقدمة تمهيدية لشيء اعظم.

كلما وضعت قطعة اتخيل اروش وهو يمتدحها ويثني على اختياري ، يصف تعرجات جسدي فيها، يسهب في الوصف والغرق بين الوان الخيوط التي تنسجها، اما انا فاغرق فيه اكثر، يجمح خيالي كثيراً في هذه الايام ولم اعد قادرة على ردعه كما كنت في السابق، سقط الجدار الطويل في قلبي حجر يتبعه حجر حتى اصبح عارٍ بلا حصن يحجب هبوب العواصف والرياح.

مرتدية فستان وردي طويل تعلوه سترة خفيفة كحلية ، احب ما ابتعته على قلبي ، تأملته طويلاً الى ان اغمضت عيناي نهاية ، شعرت بلمساته على ذراعاي وهمساته تعبق دفئاً في اذناي ، قبلة رقيقة تعلو عنقي ، ابتسمت وفتحت عيناي، انتقلت بعيناي الى المرآة وامعنت النظر ، كما توقعت كانت اثار قبلته تحتل لون قرمزي خفيف حيث قبلني، كنت بداية ارتعد خوفاً من اثار لمساته وقبله الا انني الآن ما عدت اتعرف نفسي بدونها.

عقدت في قرارة نفسي ان ارتدي هذا الفستان حين زيارتي القريبة للجامعة فبالنظر
الى ثقتي المتافقمة وهو يلف جسدي لا بد لي من وضعه على جسدي فانا بحاجة لبعض الدعم ولو كان ينبعرمن قطعة قماش.

علمت الآن لما تحب الفتيات اقتناء الملابس كما نفسي فلطالما استهوتني الاسواق قبل ان اتخذ البيت سجناً فللملابس قدرة خاصة لجعلك قنبلة تنفجر في كل من يقف في طريقك ان حاول اعتراضك او ان تنفجر فيك ان كان تمدك بالشعور الخاطئ.

سمعت هتافات امي تناديني من الصالة، خلعت الفستان بسرعة وارتديت ملابس البيت لاسارع نحوها واسمع ما لديها مبتسمة، افكر وانا التقط كلماتها والتي تأتيني من البعيد، كيف اصبحت انصت لمن يكلمني واهرع استجابة لنداء من يطلبني.

لم اعد ادري لمن اعد الساعات والثواني، لمقابلة اروش حلماً او لموعدي الكبير، الا انني اعلم جيداً بان حياتي في هذان اليومين تدوران حولهما فقط.

اقبل اخيراً، انتظرته لنصف ساعة امام البيت، أتى في موعده بالضبط لكني من فرط الحماس وقفت بالخارج مبكراً، ظناً مني انه قد يبكر بالمجيء او هذا ما اخذت اقنع نفسي به.

ابتسمت احييه واستقبلته بحرارة لم يعهدها مني من قبل فكان لها وقع الحيرة والخجل الذي بدى واضحاً على محياه، ودع امي بكلمات مقتضبات ثم التفت إلي يدعونني للمضي قدماً .

القريبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن