استيقاظ

61 4 8
                                    

الامر هذه المره ليس كصداع في الرأس او طنين في الاذن أو خمول في الجسد انني الان اشعر بثقله وهو متسلق خلفي ظهري, كان شعوري به يزداد بقوه منذ ان خرجت من البيت بجواب الاعتراف وصوت لهثه حول اذني يزداد قوه ليعزل صوت العالم حولي فلا اسمع احد غيره وانا الان واقف في جماد علي بُعد خمسة وعشرون خطوة تفرقني عن الفتاة التي عليا ان اعطيها هذا الجواب, فقط سأعطيها هذا الظرف الصغير الذي وضعت به ما يكفي ليخبرها ما اريد ولكنني لا أشعر بأي قوة لاتقدم اكثر, أعتقد انه استنذفها كلها ليظهر بهذا الوضوح وليعلو صوته بهذا النقاء في اذني, ها هو الان ينزل من علي ظهري لكن ذلك لا يخفف عني شيئا فانا لا زلت اشعر بالشلل والان هو يطقطق عظامه النحيله كما يفعل كل صباح... ما اشعر به بجانبي الان هو شئ انتحل احد مشاعري التي عانيت منها مؤخرا, ما بجانبي الان يمكننا ان نناديه بأنه... "الحب"

تحدث بصوت مرتفع وغريب وقال بوضوح: يا صاااااح, لقد فعلتها فعلا . انها المره الاولي التي تقترب بها الي هذا الحد.

اجبته بصوت يحمل ضيق كبير: اجل وهذه المره لدي امل في التقدم أكثر...

قاطعني بصوت ضاحك وقال: أمل ؟!! انت حقا قلت هذه الكلمه ؟ يا صاح اخر مره تعلقت بهذا الشيئ المسمي امل عدت الي المنزل تتقيئ بشده والان تقول أمل ؟ أي امل ؟ أتسمي تلك القشه الضعيفه أمل ؟ أحقا تسمي اي شيئ في العالم علي انه امل ؟

-ربما ان فعلتها هذه المره سنتأكد من وجوده

اجاب بنفس النبرة الضاحكه: يا صديقي لا تهن هذا العقل الذكي بهذا القلب الضعيف, يمكننا ان نتأكد الان من النتيجه الحتميه التي تتغاضي عنها بقلبك.

-لا اري اي حقيقة في كلامك طالما انه لم يكن امر فعلي, ٍسأعطيها الجواب الان دون تردد

-احقا تهددني بهذا ؟

ثم ضحك بقوة ووضع يده علي كتفي واشار اليها بذراعه وتابع: يا غبي انظر, انظر اليها, انظر اليها كيف تقف مبتسمة بين صديقاتها بينما انت هنا تقف تجازف هذا السيل من الدم الذي يتدفق في عروقك كالمجانين.

أجبته بسرعه دفاعا عنها: ربما لأنها لم تلحظني بعد بالطبع سيتغير شيئ ما ان اقتربت اكثر

-صدقني لا شيئ سيتغير انها سعيدة هكذا, سعيدة وانت بعيد عنها وربما ستكون اسعد حينما تعلم انك تتألم بهذا الوضع

ثم ابتلع لعابه الذي يسيل بشراهيه وقال: انها حتي لا تعرف كم من مبدأ دهسته قدمك و كم من حقيقة تجاهلتها وانت غافل بالامل, حتي وان علمت بكل هذا فقد لا تدركه بل قد لا تقدره من الاساس وفوق كل هذا تظن انها قد تقبل بشيئ مثلك ؟ اتظن ذلك حقا ؟

اجبته بصوت ضعيف: ليس علي ان اجوب تفاصيل كل هذا الهراء ان الامر كله شعور غريب راودني تجاهها وكلما ابتعدت عنها المني واريدها فقط ان تنقذني منه.

شيء اسمه "حب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن