١

5 1 0
                                    

كانت قمر فتاة صغيرة بعمر ثمانية سنوات بوجه كالثلج و عيون كالماء و بشفة صغيرة    تعيش في بيت قرب الغابة كانت تعيش مع والدتها ميساء و والدها هاني كانت تحب الحيوانات و كانت تملك كلبا بلون القطن اسمه مايلو كانت غرفتها صغيرة ذات جدران زهريه و سجاد بنفس اللون نقش في وسطه زهرة عباد الشمس وقرب النافذة كان سريرها كانت النافذة تطل على الغابة و على الرغم من ضلام الغابةالكئيب في الليل الا انها كانت تحب ان تتفرج على تلك الشجار السوداء التي غطى الضلام كل ملامحها.
استيقضت قمر في ذلك الصباح المشمس غسلت وجهها غسلت اسنانها مشطت شعرها الذهبي و ارتدت فستانها الذي كان بلون السماء كانت تحب هذا اللون لانه يماثل لون عينيها نزلت الى الاسفل و ساعدت والدتها في تحضير الفطور انهت فطورها و وتجهت للخارج للعب مع مابلو بعد ان اعادة والدتها جملة لاتذهبي بعيداً الف مرة  راحت تركض حافية كي تتحسس العشب الاخضر ثم جلست تشاهد سرية النمل و هو يحمل اجزاء الطعام الى معسكره و بعدها تمددت على العشب و راحت تتأمل الغيوم و اشكالها كانت تحب النضر للسماء لانها تشبه زرقة عينيها كانت تحب كل شيء ازرق
فجأة فز الكلب مايلو من مكانه تأمل المكان قليلا ثم راح يركض بسرعة تجاه صوت قادم من الاشجار ركضت قمر وراء مايلو ترجوه ان يتوقف راح يركض و يركض بسرعة الا ان توقف و وقفت بجانبه قمر تلتقط انفاسها ثم قالت بنفس متقطع
_انها مجرد هرة يا مايلو تعال لنعود ادراجنا
الا ان مايلو استمر يركض ملاحقا تلك الهرة لتعود قمر مرة اخرى و تلحق به اصبح مايلو شيئاً فشيأً يتلاشا ركضت قمر باسرع مالديها لتتعثر بغصن شجرة و تسقط ارضاً
نضرت حولها كان المكان كئيباً فقط اشجار من حولها من سوء حضها انها اصبحت وسط الغابة جلست القرفصاء و راحت تبكي الا ان مسح مايلو لسانه بخدها حضنته و راحت تبكي مستندة على شجرة
سمعت الجنية الصغيرة ليلي بكاء قمر و هبطت عند ركبتها
_لمَ انتي
قالت و دموع انهمرت من عينها
_لقد اضعت طريق العودة الى البيت
_و اين هو بيتك ؟
_لا اعلم في مكان قريب من الغابة
فكرت الجنية الصغيرة و لم تجد سوى ان تذهب للساحرة الشريره هزار و ترجوها ان تساعدها انها فقط طفلة صغيرة
_لا تقلقي سأخذك لساحرة هزار لابد لها ان تساعدك اعلم انها شريرة لكنها ستعطينا لغز و ان حللنا اللغز سوف تساعدنا
_و اذا لم نحل اللغز ماذا ستفعل؟
_لا تقلقي انا متأكدة اننا سوف نحل اللغز
انطلقو ثلاثتهم الى بيت الساحرة الشريرة هزار كان كوخاً صغيرا ليس كبيت كما وصفته الجنية كان خشبه رطباً ربما من المطر و قبل ان تطرق الباب ناداها صوت من الداخل
_من الطارق؟؟؟ اوووو مهلا مهلا اسمك قمر و تريدين مساعدتي لكي  تعودي للمنزل
_كيف عرفتي
خرجت هزار وكانت رائحتها كالورد و وجهها دائري جميل مع خدين كشمس الغروب و عينين بلون الشجر و شعر بلون الليل
_السر في اسمي ياصغيرة
صفنت لتفكر قليلا
_هزار؟؟؟ اووو اجل ساحرة و هل ستساعدينني ؟
_امممممممم بالطبع لا
_ارجوك ارجوك والداي الان قلقان عليه ارجوك ساعديني
_الم تخبرك والدتك ان لا تدخلي الغابة؟
_نعم و انا لم اكن لادخلها لولا مايلو الذي لحق بهرة سوداء
_هممممممم اذا انه خطأك لما لم تعلمي الكلب يسكن مكانه عندما تناديه
_انه حقا مشاكس لكن اعدك ان اعلمه فقط ارجعيني الى
لعبت هزار بخصلت شعرها و صفنت قليلا و قالت
_حسنا سأساعدك لكن ستحلين اللغز اولاً و عندما تحلين اللغز لم تذهبي الى البيت
_ماذا اذن ماذا سافعل؟
_عقابا على خطئك
_انا لم افعل شي
_انتي لم تعلمي كلبك الادب ثانياً لا تقاطعيني حسنا ساجعل الحيوانات تفهمك و ستفهمين بدورك الحيوانات لكي يساعدوك في رحلت بحثك ساعطيك لغز ان لم تحلي اللغز ستعيشين بقية عمرك في الغابة و اذا حللته سأنفذ
كانت قمر مرتبكة جداً فأن لم تحل اللغز سوف تبقى في الغابة كانت في حيرة من امرها لتخرج كلماتها بتردد
_حسنا ما هو اللغز
_انها لا تمشي و لا تركض لكن تتحرك لاتملك مخالب لا تملك اذرع الى انها تقتل لا تملك اذنين لمنها تسمع فمن هيه؟؟؟
_يالهي انه صعب
اجتمعت مع الجنية و بدئت تعصر مخها اعادته اعادة كلمات اللغز مراراً تعطي جواب و ترد الجنية بجواب اخر صفنت و صفنت الى ان رئتها نعم لابد انها هي الحل عادت الى الساحرة و وقفت امامها و قالت بكل ثقة
_انها الافعى لاتمشي لا تركض لكنها تزحف لاتملك مخالب و لا اذرع لكنها تملك سم لكي تقاتل لاتملك اذن خارجيه لكنها تملك اذن داخلية تساعدها على السمع
تعجبت الساحرة من جوابها و نضرت لها و قالت
_اصلاً انه لغز سهل
وضعت الساحرة سبابتها على شفتي قمر و قالت كلمات غريبة انها تعويذة لتسقط قمر و تفقد وعيها ثم بعد مدة قصيرة بدئت قمر تفتح عينيها شيء فشيء كانت تسمع اسمها يقال من مصدر قريب كانت الرؤيا ضبابية الى ان اتضحت كلياً و مازال اسمها يقال لتنضر له لم تعد تسمع نباحه بل تسمع اسمها منه
_مايلو انت تلفض اسمي
_لحضة انا افهم كلماتك كيف انها التعويذة ياقمر
_اجل لقد نجحت
و عندما ارادة ان تكلم الساحرة كانت قد اختفت هي و الكوخ و كأنهما لم يوجدا
وقفت حيرانه لاتعرف من اي اتجاه تذهب كان الوقت عصراً و الغابة تعج باصوات السناجب و العصافير و الزئير و كل تلك الضجة وقفت الجنية على كتفها و همست في اذنها
_اعتقد ان عليه الرحيل فقد اقترب الغروب و ساستغرق وقتاً كي اعود للبيت اتمنى لك حظاً موفقاً في رحلتك
غصت قمر بكلماتها فهي لاتعرف احد هنا ضنت ان هذه الجنيه ستكمل معها المشوار
-حسناً شكراً لك على المساعدة لن انسى معروفك
قبلت الجنية خد قمر وطارت بعيداً لتتلاشى بعد فترة قصيرة و اكملت قمر رحلتها تمشي بين تلك الابنية الخشبية المرصعة بالخضار تسمع كلام الطيور و دردشة الاسماك و همسات السناجب كل من يراها يبتعد يختبئ يخاف فهي بشرية والحيوانات تضن انها هنا كي تصطاد اقتربة من بركة ماء لكي تتحدث مع احدى الاسماك عاينت السمكة قمر و ضلت ساكنة
-اسمي قمر و انا هنا تائهَ هل تعرفين طريقاً يخرجني من الغابة ؟
ضلت السمكة تراقب وجه قمر لتغطس داخل البركة دون جواب اكملت قمر طريقها مكسورة الخاطر لم تكلم مايلو ابداً تعتقد بانه السبب ولكن من يدري ربما هذه المغامرة المرعبة قد تكون ذات منفعة الى الان هي لم ترى الجانب الايجابي فهي اصبحت تفهم لغة الحوانات و كذلك نحن عندما ندخل في امراً صعب او مغامرة من نوع مختلف نرى فقط الجانب السلبي اننا نكره هذه المغامرة و نكره هذا الشخص و ذلك الامر لكن لو رئينا الجانب المشرق من الامر فقد نكون قد تكون اكتسبت الصبر من تلك المحنة الصعبة او قد تكون اكتسبت الخبرة في شيء ما من تلك المغامرة او قد تكون علاقة صداقة جديدة مع ذلك الشخص الذي تكره لسبب من الاسباب
كانت قمر تتلفت يميناً يساراً نعم انها تسمع صوت استغاثة لكن الغريب هنا هي لم تعد تفرق بين اصوات البشر و اصوات الحوانات هي فقط تسمع كلمات تفهمها اقتربت اكثر فاكثر لتجد ارنبا ابيض اللون واقع في احدى فخاخ الصيادين كان معلقا على الشجرة يتلى من الغصن يمينا و يسارا و ما زاد الطين بلة ان هنالك ذئب تسلق الشجرة و راح يقع الحبل من على الغصن ارتبكت قمر هل ستترك هذا الارنب عشائاً للذئب الوقت يمر و يرخى الحبل شيئاً فشيئ حتى لو سقط يبدو ان الارنب مصاب بقدمه فالون الاحمر لقدمه اليسرى قد طغى على اللون الابيض قطع الحبل و قبل ان يسقط الارنب على الارض احتضنته قمر و راحت تركض لم ترد ان تلتفت فهي تعلم ان الذئب خلفها لكن لم ترد ان تراه كان صوته مرعب و قرقشة انيابه مخيفة ضلت تركض و تركض حتى اشار لها الارنب
-هناك الفتحة التي في شجرة لم يستطيع الدخول
انطلق ياقصى سرعتها و انزلقت لتدخل الى الفتحة ضل الذئب يحاول الدخول مد يده ادخل فكه لكن لم يجدي ذلك نفعاً ادخل عيناً واحدة ضل ينضر الى قمر عاينها بكل اجزائها ثم رحل تنفست قمر الصعداء و خرجت من الشجرة
-اشكرك حقا لولاكي لكنت عشائاً لذلك الذئب اخبريني كيف ارد لك الجميل
-اسمي قمر و انا تائه في الغابة هل تعرف طريقاً للخروج من هنا
فكر الارنب مليا و قال
-حرفياً انا لا اعرف طريقاً لكن اعتقد ان الغزلان تعرف فهي كثيرة تجول في الغابة خاصة تلك الطرق البشرية التي تؤدي الى الغابة انها تحب ان صوت حوافرها على تلك الارضية الصلبة اهم قريبون من هنا هيا بنا
حملت الارنب و انطلقت به اينما يشير هي تذهب و لكن بقية قمر مستغربة هو ام يستغرب من انها تفهمه كما فعلت تلك السمكة
-لم انت لست مستغرباً من انني افهم لغتك ؟؟؟
-حسنا انت لستي اول بشري فهم لغت الحيوانات هناك عند الجبل
رفعت قمر رئسها لترى ذلك الجبل ذو الارتفاع الشاهق
-يسكن رجل يفهم لغتنا قالت لي امي مرة انه تكون مع الغابة لذلك يفهمنا جميعنا كنت اعرف ان هنالك غيره يستطيع ان يفهمنا هاهم هناك مجموعة من الغزلان
انزلت قمر الارنب طلباً منه
-لكنك مصاب كيف ستعود
-لاتقلقي سأتدبر امري شكراً على اية حال و اتمنى لكي حظاً موفقاً
-اشكرك و اتمنى ان تتعافى قدمك بسرعة
ودعها الارنب و راح يذهب بطريقاً اخر و توجهت قمر صوب الغزلان وقفت امام بضعة امتار سحبت نفساً عميقاً ليكسر مايلو حاجز الصمت الذي بينهما
-اعلم انك تلومينني لكن انا اسف لم اقصد ان يحدث لك هذا
-اعلم ياميالو لاتحزن ستبقى صديقي اذا فارقت الحياة هنا اريدك ان تجد طريق العودة و تخبر والدي بمكاني
-سنرجع سوياً يا قمر اعدك بذلك
و اكملت متجهتاً صوب الغزلان
هناك عند صرحاً كبير وقف الذئب يحد انيابه بلسانه و نضراته كادت ان تحرق الغابة من شدة شرها و بين مخلبه الارنب ذو الساق المصابة
-حسناً اشكرك دليتني على وليمتاً اكبر ياصديقي
و غسل فكه بدماىه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 13, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

اسمي قمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن