الفصل التاسع عشر

8 0 0
                                    

معزوفة الألم …
الفصل التاسع عشر …
عادا إلى المنزل رغم ذلك لا يترك يدها يخشى أن تضيع من يده مجددًا أو يصيبها الأذى .
تنظر إليه و إلى فارق الطول الذي بينهم و تشعر كم هي قصيرة ، تشعر بإنها تحتمي به ، تشعر بأنها أيضًا عبء عليه ، بداخلها الكثير من الأسئلة .
يثني ركبتيه و يمسك وجهها بيده و ينظر في عينيها .
حازم : هل عينيك بخير .
تنظر إليه و الدهشة و الحيرة تعتلي وجهها ، غير لون وجهها الذي تغير .
ملك : أجل بخير .
حازم : إذا لما لم تستجيبي لحركة يدي أمام وجهك حينما أشرت لك .
ملك : آسفة يبدو إنني شرد ذهني قليلًا .
وضع يده على رأسها و أخذ يمسح على رأسها بيده حتى يطمئنها .
حازم : أنسي ما حدث ولا تفكري به مجددًا .
بدأت عيونها تمتلىء بسحابة من الدموع منذرة على يوم ملئ بالألم .
ملك : أنا آسفة لك .
نظر لها بتعجب .
حازم : عن ماذا تعتذرين .
ملك : منذ أن رأيتني و المشاكل تلاحقك .
حازم : لا تكرري ما قولتيه مجددًا .
بدأت دموعها تسقط من عينيها .
ملك : لكن هذه الحقيقة ، أنت شخص طيب ولا يستحق كل ما يحدث له بسببي ، حازم أنا آسفه لكن يجب أن أرحل فأنا لن أتحمل أن يصيبك شيء ، يكفي ما أصابك حتى الآن .
أظلمت عيناه البنية حتى ظهر سوادهم .
حازم : أن كررتي ما تفوهتي به ستندمين هل تفهمين .
ظلت دموعها تنهمر أكثر ، مسح دموعها و احتضنها حتى تهدأ .
حازم : لن أتركك أبدًا هذا عهد علي هل تفهمين ، لن تكوني يومًا عبئًا علي ولن تكوني ، لقد إختارتك رغم كل شيء و أنا لا أندم علي اختياراتي و لا أتركها بالتحديد أنت .
ظلت تبكي حتى صمتت أبعدها عنه وجدها تغط في ثُبات عميق مثل طفل صغير لا يجد الأمان إلا في أحضان أبيه .
**************
يجلس و القلق يميته لقد أتى الماضي حتى يصفي الحسابات القديمة التي يظن أنه اغلقها لكن ها هى ذي مجددًا عادت لتنتقم ، ماذا يظن نفسه ألا يعلم أن الدنيا مثل الدائرة تدور على الجميع و تصفي الحسابات حتى لو كنت على فراش الموت .
أتت هبه و جلست بجانبه و نظرت إليه .
هبه : ما الذي يشغل بالك .
شريف : الماضي لم ينتهي يا هبه لازال يطاردني مثل ظلي .
هبه : ماذا حدث .
شريف : أتذكرين السيد محمد ذاك الرجل الذي تعرفت عليه و أردت أن أكون شريك له ، لكنني إحتلت عليه و أخذت كل ما يملك ثم بعد ذلك مات هو و زوجته .
هبه : أجل يا عزيزي لكنك لست محتال بل عبقري .
شريف : لقد عاد لينتقم .
هبه : ماذا تقصد .
شريف : شاكر يكون ابنه و عاد لينتقم و يأخذ ثأر أبيه ، لقد تعقدت الأمور كثيرًا .
هبه : شاكر من .
شريف : زوج إبنتك .
هبه : ماذا سنفعل الآن .
شريف : يجب أن نخرج نادر بعد ذلك نفكر في شاكر .
هبه : لقد تواصلت مع صديق لنادر ، هو شخص يمكنه أن يدخل في القسم و يسير بين الشرطة و لا أحد يلاحظ أنه ليس منهم ، يستطيع اللعب بالاوراق الحكومية و إلى آخره ، أخبرني أنه سيخرج نادر و يمحي جميع سجلاته لدي الأمن العام و لن يصل ملفه إلى النيابة لكن هذا يحتاج إلى بعض المال .
شريف : كم يريد .
هبه : مليون دولار .
شريف : هذا كثير للغاية .
هبه : أهذا كثير على إبنك ، لكن لم يكن يحدث كل هذا سوى بسبب تلك الحقيرة إبنه أخيك .
شريف : ماذا يجب أن أفعل الآن .
هبه : نعطي صديق نادر ما يريد ، و نعطي شاكر ما يريد .
شريف : هل تعتقدين أن هذه الأمور ستكون بتلك السهولة التى تتحدثين عنها .
هبه : لا أدري ، هذا ليس مهم بالمناسبة أريد أن أذهب إلى مركز التجميل أنظر كيف أصبح شكلي من القلق و التوتر يجب أن أهتم بشكلي .
شريف : هل هذا وقتك .
هبه : أجل حتى لا يظهر علي علامات الضعف أمام أحد .
نظر إليها كأنه يود أن يقتلها ، لكن لما كل هذا القلق هل هو على أبنائه أم على أمواله أو الخوف من الفضيحة و أنه سيلقي ما تبقي من عمره خلف قضبان السجن .
الكثير من الأسئلة التي تدور في رأسه و هناك شيء يخبره أن أبنائه لن ينفعوه ليأخذ المال و يفر من هذه البلد و يذهب إلى أخرى و يتزوج بفتاة صغيرة أفضل من زوجته التي أصابها العجز و يعيش ما تبقي من عمره في سعادة .
****************
ظلت تدور في الشوارع و تتوسل البشر و تتذلل لهم حتى يعطوها مأوى أو حتى بعض الطعام والشراب .
جلست على أحد أرصفة المشاة و ظلت تفكر في حياتها بأكملها .
ميسا : يبدو أن هذا خطأ في حساباتي ما كان يجب أن أبقي أكثر مع جلال ، كان يجب أن أفلت بالذي بقى من أجلي لكني كنت غبيه حينما استمعت إليه .
ظلت تتحسر على أنها لم تحسبها بالشكل الصحيح و لكن  نسيت أنها ظلمت و أخطأ في حق الناس و إحتالت و الذي كان يحتال معاها إحتال عليها لكن هي في نظر نفسها لم تذنب و نسيت أنها كما جعلت أشخاص يعانون ستعاني لكن جشعها و كبرها منعها من هذا .
***********
في فيلا جلال ...
يجلس و في يده كأس من النبيذ و ينظر إلى ما حققه خلال الكثير من السنوات ،
يفكر في ذاك الشخص الذي يهدده و إختفي عن الأنظار فجأة و لم يأتي في المعاد .
جلال : من هذا الشخص الذي يعلم حقيقتي و كل شيء بأمري ، هل يمكن أن يكون مات سيكون هذا أفضل ، لكن لو حدث ذلك لن أعلم كيف وصل إلى كل هذه المعلومات .
ظل القلق ينهش بداخله ، و الأسئلة هل يمكن أن تكون ميسا من فضحت أمره و أعطت هذه الأوراق لهذا الشخص .
جلال : ربما بحاجه لرؤيتها مره اخري فهناك حسابات لم تغلق بعد على ما يبدو ، و أن كان ما يدور في عقلي صحيح سأجعلها تدفع الثمن مضاعفًا لتعلم كيف تلعب معي هل تظنني بذاك الشخص المغفل .
نظر إلى الوقت وجده متأخرًا .
طلب أحد الحراس الذين لديه .
أتى إليه الحارس .
الحارس : بماذا تؤمر يا سيدي .
جلال : ءأتى لي بتلك التي تدعي ميسا فورًا .
الحارس : لكن أنا لا أعلم مكانها .
ألقى الكأس الذي بيده و صرخ في وجهه .
جلال : قلت لك أجلبها حتى لو كانت في العالم السفلي تأتي لي بها حتى لو كانت في أحضان الشيطان أريدها هل تفهم .
الحارس : أمرك سيدي .
و أتجه إلى الخارج حتى يفعل ما أمره به
يتبع…
#هاجر_عبدالمتعال

معزوفه الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن