معزوفة الألم …
الفصل العشرين …
تفتح عينيها السوداء ببطء و تنظر بجوارها فتجده نائم ، تظل تتأمل فيه و في ملامحه ، بشرته المقتربه من اللون القمحي و أنفه المستقيم و ذقنه السوداء و شعرة الغير مرتب يعطيه وسامه أكثر و يمتلك حواجب متناسقة مع ملامحه .
ملك : كم أنت وسيم .
تذكرت أنه بجانبها قامت مسرعة إلى الخارج و وجهها يشتعل ، نظرت إلى المرايا المعلقة نظرت إلى نفسها كانت لازالت مرتديه ثيابه .
كان يشوب بشرتها الفاتحة اثار الخدوش و الصفعات ذات أنف تتماشي مع ملامح وجهها الهادئة ، رفعت غطاء الرأس عن رأسها و نظرت إلى شعرها الغجري ذا اللون الكستنائي .
بينما هي شارة الذهن تتأمل نفسها .
ملك : كم أنا نحيلة و قصيرة .
حازم : و جميلة .
إبتسمت على إطرائه البسيط ، لكنه أسعادها .
ملك : شكرًا .
توجهت إلى الخارج ، لكن استوقفها صوته .
حازم : هل أنت بخير الآن .
ملك : أجل بخير شكرًا لك فلقد أتعبتك معي كثيرًا .
حازم : لا داعي لقول هذا ولا تشكرني مجددًا فأنت زوجتي .
ملك : حسنًا .
أكملت سير فأستوقفها مجددًا .
حازم : إلى أين .
ملك : سأعد الفطور .
حازم : لا تفعلي .
ملك : لما .
حازم : نأكل في الخارج اليوم .
نظرت إليه بخوف .
ملك : أرجوك لا أريد يكفي ما حدث بالأمس .
حازم : لكن يجب أن نسافر .
ملك : إلى أين .
حازم : يجب أن نذهب إلى بيت أهلي .
ملك : حسنًا .
حازم : بالمناسبة لقد أتيت لك بمفاجأة .
ظل صامته و لا يبدو على ملامحها أي شيء .
ذهب و أتى بكثير من الحقائب .
حازم : تفضلي هذه من أجلك .
ملك : شكرًا لك .
حازم : ألن تري ما بداخلها .
فتحت الحقائب كان يوجد بها العديد من الثياب و الحقائب و الاحذية .
حاولت أن تعبر عن شعورها بالسعادة بالذي أتي له بها .
إبتسمت بإمتنان .
ملك : حقًا شكرًا لك .
حازم : هل أعجبتك .
ملك : كثيرًا ، لكن أنا آسفة لك حقًا فأنا لا أستطيع التعبير عن مشاعري .
حازم : لكن أنا أشعر بقلبك السعيد .
ملك : أريد أن أخبرك أمرًا .
حازم : ماذا .
وضعت يدها على وجهها و أخذت نفس عميق .
ملك : في الحقيقة بعيدًا عن أي شيء وجودك يكفي ليجعلني سعيدة .
ثم ركضت نحو الخارج .
ظل هو مبتسم على تصرفاتها الغريبة الغير متزنه و أن دلت لا تدل غير على طفله صغيرة .
توجه هو أيضًا إلى الخارج .
حازم : هيا حتى نصلي .
ملك : حسنًا .
توضأ ثم أقام حازم الصلاة و بدأ يصلي بها و هي تصلي معه .
أنهيا الصلاة ، فأمسك حازم يد ملك و قبلها .
حازم : تقبل الله .
ملك : منا ومنكم .
حازم : هيا يجب أن تغيري ثيابك لأننا سنسافر الآن .
تغيرت ملامحها كأنها خائفة .
حازم : لما وجهك شاحب هكذا .
ملك : لا شيء .
توجهت إلى الغرفة و إرتدت الثياب و قامت بوضع الحجاب لكن لم يكن موضوع بشكل جيد .
توجهت إلى الخارج ، كان هو أرتدي ثيابه و حزم حقائبه .
حينما رأها أبتسم .
ملك : هل أبدو جيدة .
حازم : لا بل تبدين ملكة ، لكن دعيني أساعدك في لف الحجاب .
ملك : حسنًا .
اخذ بيدها عند المرايا و أخذ يضبط الحجاب حتى لفه بشكل رائع .
حازم : ما رأيك .
إبتسمت بشدة .
ملك : رائع للغاية ، أين تعلمت لف الحجاب .
حازم : كنت أرى أمي و هي ترتديه .
ملك : حسنًا .
أخذت حقيبتها و أخذ هو حقيبه ثيابها و توجها إلى أسفل البناية نحو سيارته .
*************
في شقة شاكر ..
تجلس نور و هي ترتجف من البرد و جسدها يؤلمها من الجلوس على الأرض و هي التي اعتادت على ريش النعام .
أنظر إليها الآن لن تستطيع معرفتها بعد أن كانت تعامل الناس من أنفها ، و تنظر إلى كل من حولها بإستحقار ، أصبحت أشبه شخص مختلف كأنها متشردة .
دخلت عليها سعاد و هي تحمل بعض الطعام و وضعته لها .
سعاد : تناولي هذا الطعام .
نظرت إليها بأسلوبها القديم فهي لم تتغير .
سعاد : يبدو أنك لا تريدين هذا أفضل .
أدارت ظهرها و هي تحمل الطعام .
نور : من قال إني لا أريد .
سعاد : ألن تتوقفي عن عجرفتك تلك .
نور : من تظنين نفسك يا محتاله .
شعرت سعاد بالغضب .
سعاد : لا يوجد أحد محتال سواك ، و ها قد وقعتي في شر أعمالك .
تركتها و توجهت للخارج .
رآها شاكر و في عينيه تسائل .
سعاد : لا تقدر النعم لنتركها بدونها قليلًا و ستتمني كسرات الخبز .
شاكر : هل ستتحمل .
سعاد : عجرفتها تبقيها على قيد الحياة ، لكن لما كل هذا القلق عليها ، هل أحببتها .
شاكر : لا تسيئ الفهم فهي ورقتنا الرابحة التي سأعيد بها ما هو لي .
سعاد : هل ستتركني حينما يعود ما هو لك .
شاكر : لما تقولين هذا .
سعاد : سيكون معك المال فبلتأكيد ستبصح عن فتاة في نفس مستواك حينما كنت صغير .
شاكر : ما الذي تقولينه .
سعاد : شاكر لا تكذب على نفسك أنت لم تكن لتتزوجني لولا أنه كونا معًا في نفس الملجأ .
و بدأت دموعها في الإنهيار .
مسح دموعها و احتضنها .
شاكر : لماذا تظنين ذلك يا قرة عيني .
سعاد : أشعر بذلك .
شاكر : لن أنسى أبدا انك وقفتي بجانبي في أشد ليالي ظلامًا ، كيف أتخلي عنك ، و كنت معي دومًا في الملجأ تخفيفين عني و عن آلامي و حتى بعد زواجنا لم تتغيري لازلتي كما أنت بجانبي تقفين مثل الجبال الصامدة فكيف أتخلى عنك .
شعرت بالسعادة من حديثة .
سعاد : شكرًا لك حبيبي سأظل بجانبك دومًا .
ابتعد عنها و أخذ خبز و دخل إلى الغرفة التي يضع بها نور .
شاكر : أعتذر لعدم وجود فراش وثير لأجلك ، لكن هذا ليس ذنبي .
نظرت إليه بغضب .
نور : إذا ذنب من .
شاكر : ذنب والدك المحتال الذي سرق جميع ثروة أبي .
نور : ولما لا تقول إنك المحتال و الكذاب الأشر .
نظر إليها بسخرية .
شاكر : ألم تتعلمي آداب الحديث بعد يا خائنة يا عبدة المال ، لقد أتيت حتى أعطيك هذا .
مد يده لها بقطعة الخبز .
فأخذتها من يده بسرعه البرق ، و تناولتها بسرعة غريبة .
شاكر : كنت أظن أنك لست جائعة .
نور : من قال هذا أنا لا أريد منك شيء هيا اخرج من هنا سأجعلك تندم أعدك .
نظر إليها بإستهزاء .
شاكر : انظر من يتحدث الخائنة .
ثم تركها و توجه إلى الخارج .
و ظلت تبكي و تتمني لو يأتي سليم لينقذها من كل هذا .
عادت بذاكرتها إلى الوراء .
تجلس في غرفة إستقبال الضيوف فيأتي معه شاب وسيم للغاية .
حينما رأها ظهر على وجهه علامات الخجل .
نادر : هذه شقيقتي نور ، نور هذا سليم .
أكتفي بأن أومأ برأسه للتحية .
توجهت نحوه و مددت يدي لأصافحة . فوضع يده على صدره .
سليم : عذرًا لا يمكنني مصافحتك .
فأمسك نادر يده و وضعها بيدي ، فأبعد سليم يده بسرعة و نظر إلى نادر بتعجب .
سليم : لا تفعل هذا مجددًا .
نادر : حسنًا لن أفعل .
بعد ذلك أتى إلينا كثيرًا ، كنت أجلس معهم دومًا ، علمت عنه كل شيء .
نظرت إليه بجشع و تحدثت .
نور : بالمناسبة سليم كم تبلغ ثروتك .
سليم : ليس لدي فأنا في بداية طريقي .
ظهر على وجهها علامات الامتعاض من إجابته .
ثم مرت الأيام و أتى ليطلب يدي لقد تفاجأت كثيرًا .
لكن أبي رفض فأثر أن يأخذ رأي .
سليم : أريدك أن تكوني زوجتي .
نور : لا أريد .
سليم : هل يمكن أن أعلم سبب الرفض .
نور : أنت شخص فقير لما أتزوجك ، لكن يمكن لخادمتنا أن تتزوجك فهي فقيرة مثلك هههه.
أخذت تضحك بسخرية ، فنظر إليها بإستحقار و تركها و ذهب .
لقد كانت تشعر بالإنجذاب نحوه ، لكن جشاعها كان أكبر من كل شيء .
ظلت تراقبه بعد أن علمت من أحد صداقتها أنه مليونير .
في أحد المرات أرسلت إليه .
نور : لماذا كذبت علي و أخبرتني انك فقير ولا تملك شيء .
فأجابها .
سليم : لا حاجة لى بشخص يتزوج أموالى .
ظلت تدور خلفه كثيرًا على أمل أن تعود إليه و كل محاولتها باتت بالفشل و الخزي .
يتبع …
#هاجر_عبدالمتعال
أنت تقرأ
معزوفه الألم
Actionحينما يتخلى عنك اقرب الناس إليك !؟ و تصبح كلاجئ بين اهلك ! حينما تكون الذكريات القديمة هي ملاذك الوحيد ؟ و حينما لا تسمع أذنيك سوى معزوفة الألم ! هل ستسكتها ؟ ام هي تخنقك بين ألحانها !؟ #هاجر_عبدالمتعال