الفصل الواحد و العشرون

6 1 0
                                    

معزوفة الألم …
الفصل الواحد و العشرون …
في المطار برفقه حازم متشبثة بذراعه .
تنظر حولها بخوف هناك الكثير من البشر و تخشى أن تفقده مره اخرى فهي لم تخطوا خطوة إلى العالم منذ زمن حبيسة بيت عمها .
بدأ الضيق يظهر على وجهه من أسلوبها .
حازم : هل يمكنك ترك ذراعي .
ملك : لا لن أتركها .
حازم : فضلًا ملك اتركي ذراعي فأنا لست معتاد أن يتشبث بي أحد هكذا .
تركت ذراعه فأمسكت بقميصه ، زفر بضيق و وضع يده على وجهه .
حازم : اتركي قميصي فضلًا .
ملك : إذا أعطيني يدك .
حازم : خذيها فهذا سيكون أفضل .
نظرت إليه متسأله ، و ظلت تفتح عينيها و تغلقها بشكل طفولي .
ملك : لست غاضبًا أليس كذلك .
حازم : ههه ، مما سأغضب يجب أن أعتاد على أنك طفلة .
ملك : هذا جيد للغاية .
قاما بختم الجوازات ثم توجها إلى قاعة الإنتظار .
ملك : لست متضايق مني أليس كذلك .
حازم : لا لما تقولين هذا .
ملك : حسنًا ، لقد شعرت بذلك ، أنا آسفة أضغط عليك كثيرًا بوجودي .
حازم : عزيزتي انظري قد أكون هنا معك اليوم لكن غدًا لا أدري أين أكون لذلك يجب أن تتعلمي أن تتعاملي مع الحياة .
نظرت إليه كأنها ستبكي .
ملك : أين ستذهب هل ستتركني  و ترحل مثل الجميع .
حازم : لم أقصد هذا .
ملك : حسنًا .
ظلت صامته تفكر هل حقًا سيتركها و يتخلى عنها .
أمسك يدها و أتجه نحو الطائرة ، كانت تمشي بهدوء خلفه .
وصلا للمقعد المخصص لهم ، ربط لها حزام الأمان ظل يحدثها لكن لم ترد عليه .
حازم : لما أنت صامتة هكذا .
ملك : كيف تزوجتني بالمناسبة لم أسألك عن هذا مسبقًا .
نظر لها بتسأل .
ملك : كيف غيرت أوراق قسيمة الزواج .
حازم : لما تسألين الان .
ملك : أليس من حقي السؤال ، و كيف علمت بالموعد .
حازم : لقد أخبرني سليم بأنه سيأتي بالمأذون لهم ، المأذون صديق عائلة سليم ، و سليم هو من أعطاه كافة المعلومات المطلوبه ، هذا كل ما في الأمر و الباقي أنت رأيته بعينك .
ملك : سأظل شاكره لصنيعك هذا .
حازم : حسنًا .
كان الجو متوتر للغاية ، و هي تفكر هل اهله أشخاص جيدين أم لا .
و هو يفكر هل سيتقبلها أهله أم لا .
هل سيظل بجانبها أم حينما تسنح له الفرصة سيركض و يتركها .
********
في بيت شريف ...
جمع شريف الأموال لصديق نادر .
أقتربت هبه منه .
هبه : هل جهزت الأموال المطلوبة .
شريف : أجل ها هى ذي .
أخذت الحقيبة منه و توجهت إلى الخارج .
ثم توقفت أمام البرج حتى أتى شاب .
و أقترب منها .
و أخذ منها الأموال كان يراقبها شريف من الأعلى و يستمع إلى كل كلمه و أخبرهم أنه بعد ساعتين سيكون عندهم .
********
في قسم الشرطة ..
داخل غرفة الحجز يجلس و عليه آثار الضرب فلقد أبرحوه ضربًا .
و داخله يتعهد بالإنتقام من الجميع .
ثم فتح باب غرفة الحجز .
شخص يرتدي ثياب الجنود .
الجندي : أين نادر شريف .
نادر : أنا هنا .
الجندي : هل سأتي حتى أخذك من مكانك ، هيا تعال إلى هنا .
توجهه نحوه فأمسكه الجندي من ذراعه ثم توجهه به إلى خارج القسم .
نادر : من أنت يا هذا و ماذا تريد مني .
الجندي : فاعل خير ، هيا أذهب من هنا ولا تعد هل تفهم ، لا تفتعل مشاكل مره اخري لانه حينها لن أستطيع أن أخرجك مره أخري .
ثم تركه في حيرة من أمره ثم تسلل نحو مكتب الظابط و قام بإتلاف كل التهم الموجهة نحو نادر .
أما نادر ظل يسير نحو منزل أبيه حتى وصل إليه ، ظل يجر قدميه و هو يشعر بالتعب و الإنهاك حتى وصل إلى باب الشقة ، طرق الباب فركض شريف و هبه  نحو الباب فوجد ابنه صاحب الطول المتوسط و البشره السمراء و عيون الثعلب يقف أمامه ، نظر إليه شريف و الدموع في عينه حينما  وجه إبنه لقد تغيرت ملامحه من كثرة ما نال من الضرب .
احتضنه شريف و ظل يربت عليه .
فأبعده عنه .
نادر : لا تمثل دور المحب .
شريف : ماذا تقول .
نادر : لو كنت تحبني لما تركتني هناك لحظة واحدة .
هبه : لكن أباك بذل ما في وسعه حتى يخرجك و ها قد فعل ذلك .
ثم نظر إلى أمه القصيرة ذات ألوان الشعر المتعددة كأن رأسها مهرجان شعبي ، و عيونها الجشعه .
نادر : أصمتي يا امرأة لأنك لو كنتم تحبوني حقًا لكنتم أخذتم مكاني هناك .
رفع شريف يده حتي يصفعه فأمسك بيده و قام بصفع والده .
وضع شريف يده على وجهه من هول الصدمة بعد كل هذا العمر يد إبنه تمتد عليه ، بعد أن فعل المستحيل لأجله بكل وقاحة يمد يده عليه .
صرخت هبه في وجهه .
هبه : كيف تمد يدك على أبيك .
نظر إليها بغضب ، و أمسكها من شعرها و بدأت تصرخ .
نادر : أصمتي أيتها الحقيرة لا أريد سماع صوتك .
ثم أفلته مجددًا ، فنظر لهم بإستحقار كأنهم يعملون لديه .
نادر : من اليوم كلمتي هي التي ستسمع في هذا البيت .
نظر إليه شريف بتحد .
شريف : هذا منزلي و أنا من يقرر من يبقي و من يرحل هل تفهم .
دفع والده و توجه نحو المطبخ و احضر سكين و رفعها على والده .
أخذت هبه في الصراخ .
هبه : هل ستقتلنا بعد كل هذا العمر ، هل ستعملنا كأننا رعاع ، كأنك أتيت بنا من سوق الرقيق هل نحن عبيد عندك .
رفعت يدها و صفعته .
هبه : إذا كان والدك مصدوم من تصرفاتك و لم يستوعبها بعد ، فأنا لا هل تفهم لقد عاملتك بشكل جيد للغاية لكن من هذه اللحظة لا مكان لك في هذا المنزل ، هيا أخرج من هنا .
رفع عليها السكين فأمسك شريف يده و أخذ  منه  السكين بعد صراع شديد معه و ضربه بظهر السكين على رأسه فأغمي عليه .
و نظر إلى هبه بغضب .
شريف : يبدو أننا دللناه زياده عن اللزوم .
هبه : لما تصرخ في وجهي هكذا .
شريف : ألم أترك لك تربيه الأبناء .
صرخت في وجهه .
هبه : و لما تصرخ علي هكذا ولما لم تقوم بتربيتهم أنت ، هل هم أبنائي أنا فحسب .
شريف : آسف نسيت ، فأنت لم تكوني منشغلة غير بنفسك و بعمليات التجميل و المكياج فكيف ستربين أولاد .
هبه : أتلونمي ، و أنت الذي أخذت بهم إلى الحانه ، ستلومني و انت الذي كنت سعيد بتسكع إبنك مع الفتيات و إبنتك مع الشباب ، ستلومني الآن ، لقد كنت أنا مضرب الأمثال في العفه و الأخلاق أم نسيت ما فعلته ، لقد فعلت كل الذي فعلت لأجلك تخليت عن كل شيء لأجلك أنسيت .
شريف : ماذا هل تعايرني الآن ، هل نسيتي أنك كنت بائعة متجولة في الشارع و حينما رأيتني ركضت خلفي ، و رميت بنفسك أمامي ، و شاركتني في أعمالي لا تنسي أيتها الفاضلة ، أتتذكرين حينما كنت تريدين سرقة أحدهم و أنا غطيت عليك هذا الأمر ، أنسيت أنني من جعلتك سيدة ترتدي أفضل الثياب و ذهبتي عند مراكز تجميل لم تحلمي يومًا أن تقرأي إسمها حتى .
رفعت يدها حتى تصفعه فأمسك يدها و صفعها .
فوقعت على الأرض .
شريف : لم أكن أتمني أن تمتد يدي عليك لكن أنت من أوصلني إلى هذا الحال .
كل منهم يلوم الاخر كأنه ليس مخطئ ،
من كثرة فعل الحرام استباحوه و علموا أبنائهم إستباحته ،ظنوا أنهم ليسوا مخطئين ، أطعاموا أبنائهم الحرام و يظنون أن الله سيبارك فيهم و في أولادهم و هم يعيشون حياتهم كلها حرام ، فيأسفي على من إستباح الحرام و ظن أنه حق له و لم يراعي حق الله فلا يلومن إلا نفسه .
يتبع ...
#هاجر_عبدالمتعال

معزوفه الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن