الفصل الثاني و العشرون

8 1 0
                                    

معزوفة الألم …
الفصل الثاني و العشرين ...
تردد صوت قائد الطائرة قائلاً .
الرجاء من الجميع ربط الأحزمة إستعدادًا للهبوط .
نظر بجانبه رأى وجهها شاحبًا شحوب الموتى .
حازم : هل أنت بخير .
نظرت إليه و أصبحت تراه أثنين بدل الواحد .
ولا تستطيع موازنة رأسها ، تشعر بالدوار الشديد
ملك : حازم متى سأخرج من هنا .
حازم : لقد أوشكنا على الهبوط ، هيا إربطي   حزام الأمان .
أقترب منها و قام بربطه بسرعه لها .
وضع يده على رأسها وجد حرارتها مرتفعة .
بدأت الطائرة في الهبوط و يبدو عليها أثر الإختناق أخذ حازم الحقائب و قام بمساندتها حتى تستطيع التحرك لكن لا تستطيع بعد .
نظر حوله فوجد مضيفة الطيران .
حازم : رجاءًا لو تساعدني في حمل الحقائب لأن زوجتي لا تستطيع الوقف على قدميها .
أقتربت منه كان محتضنها .
المضيفة : يفضل أن تأخذها للمشفى بسرعة .
حازم : سأفعل .
قامت بمساعدته و هو قام بحمل ملك كطفلة صغيرة ، و توجه خارج الطائرة .
المضيفة : لقد طلبت سيارة لتقلكم إلى وجهتكم .
حازم : شكرًا لك .
ركبا السيارة و ذهب إلى أقرب مشفى ، كانت لا تزال متعبه .
حملها من السيارة فأستقبله الطاقم الطبي و اتجهوا نحو الإستقبال .
بدأت الطبيبة في فحصها .
ثم نظرت إلى حازم .
الطبيبة : لا تخاف ستكون بخير هذه أعراض ركوب الطائرة سأعطيها بعض الأدوية أتمني أن تلتزم بهم و ستكون بخير .
حازم : شكرًا لك حقًا .
ثم توجهت إلى الخارج و ظل حازم مع ملك التي بدأت تستعيد الوعي .
حازم : هل أنت بخير .
كان لازال على وجهها بعض آثار التعب .
ملك : الآن افضل بكثير من السابق فلقد كنت أختنق ، شعرت أن الهواء لا يصل إلى رئتيى .
نظرت إليه كان الخوف يبدو عليه بشكل واضح يمكن ملاحظته .
أمسكت يده و ربتت عليها ، و إبتسمت له كانت سعيدة بوجوده للغاية .
ملك : لا تخاف أنا بخير الآن ، لكن يبدو أنك لست بخير .
حازم : كيف أكون بخير و أنا أراكي هكذا متعبه .
ملك : أقترب .
حازم : ماذا .
صمتت هى فأقترب ، فأحتضنته .
ملك : لا أدري ماذا فعلت في حياتي لكني سأظل احمد الله عليك طلما حيت ، ليحفظك الله لي زوجي و أبي  و كل شيء في حياتي ، أرجوك لا تخذلني و لا تتركني في منتصف الطرق المظلمة وحدي أبكي ، لا تتركني وسط الطرقات تائهة .
حديثها كان بنسبة إليه مثل قطرات المياه في أرض جافه من شدة الحرارة .
حازم : بإذن الله لا أتركك .
ثم أبتعد عنها قليلًا .
حازم : الآن سنذهب إلى بيت أهلي .
شعر بإرتباكها فلقد كان واضحًا كالشمس .
حازم : لا تخافي هم أناس طيبون و سيحبونك كثيرًا .
ملك : أتمني ذلك .
حازم : هيا لنذهب .
ملك : حسنًا .
أخذها و توجها نحو الخارج ، و ركبا سيارة أجرة ظلت تسير بهم في طرقات تملئها الأشجار و يتساقط على أغصان الأشجار الثلج الابيض .
ملك : الأشجار مرتديه الثوب الأبيض كأنه زفافها .
أبتسم على حديثها .
حازم : ألم تري الثلوج من قبل .
ملك : حينما كنت صغيرة كنت أعيش مع أمي في منطقة يتساقط بها الثلوج .
بعد عدة دقائق توقفت السيارة أمام قصر كبير .
حازم : ها قد وصلنا .
ملك : حسنًا .
خرجا من السيارة و توجها نحو القصر الذي غطاه الثلج الأبيض الرقيق .
توقفت ملك و مدت يديها حتي أمسكت بقطعه ثلج .
و نظرت إليها بشكل طفولي و بدأت تتحدث بشكل طفولي .
ملك : حازم حازم حازم أنظر أنظر .
حازم : ماذا هناك .
ملك : أنظر إلى يدي ، أليست جميلة .
حازم : جميلة للغاية مثل التي أمسكت بها ، هيا للداخل حتى لا تتعبي أكثر من هذا .
ملك : أنا بخير الآن أشعر بالسعادة حقًا .
أخذ بيدها و قام بفتح باب القصر و من ثم قام بفتح باب القصر الداخلي .
كان قصر ضخم مثل الذي في الأفلام .
يتكون من ثلاث طوابق يوصل بينهم بسلم داخلي و يوجد ثرايا ضخمه معلقة في السقف غير الأثاث الأنيق .
وجدت سيدة كبيرة في السن تقترب منهم .
*********
في بيت سالم ..
يجلس و هو غاضب للغاية و ممسكًا زجاجات الخمر وجدها فارغة فألقها على الأرض بغضب .
سالم : سأنتقم منك يا ميسا .
الزجاج متناثر على الأرض شكله يوحي بأنه يريد الإنتقام مِن مَن حطمه .
وجد زجاجه خمر أخري كانت مملوئه بالنبيذ ، كانت هذه الزجاجة العاشرة .
كان ثمل حد الإغماء .
يشرب الخمر كأنه يشرب الماء .
بعد أن إنتهت ألقاها على الأرض و جسده اختل توازنه فسقط على الأرض و دخل الزجاج بجسده و في عينيه و في كل مكان فيه ، لفظ أنفاسه الأخيرة على نفس الشيء الذي ظل طوال حياته يفعله .
*********
في شقة شاكر ..
شاكر دخل إلى الغرفة التي تنام بها نور و كان بيده دلو من الماء و ألقاه على وجهها .
فأستيقظت فزعة تصرخ .
نور : ما الذي فعلته هل أنت أحمق .
شاكر : لا لست كذلك .
نور : ماذا تريد أبتعد عن هنا .
شاكر : لقد تخلى عنك أباك و ستظلين هنا خادمة لي و لزوجتي .
نور : هذا يحدث فقط في أحلامك هل تفهم .
شاكر : لا هذا سوف يحدث في الحقيقة ، هيا الآن قومي لجلي الصحون بعد ذلك لا تنسي ترتيب المنزل و مسح الارضيه و السقف ، أريد أن يكون كل شيء لامعًا هل تفهمين .
نور : لا أفهم ولن أفعل و هيا أخرج من هنا .
أصبحت ملامحه أكثر رعبًا .
شاكر : ماذا قلتي .
نور : لا أفعل .
فأقترب منها و ضربها بشكل مبرح ، و لقنها درس حتى لا تنسي كيف تتعامل معه .
شاكر : هيا نفذي ما طلبته .
توجهت إلى الخارج و إتجهت نحو المطبخ و بدأت في جلي الصحون و هي لا تستطيع الوقوف على قدميها من شدة الألم .
ظلت تبكي بشدة على حالها .
نور : لماذا يحدث معي هذا .
بعد مرور بعض الوقت أنهت التنظيف ، لكن لم يكن تنظيفًا فهي لا تعرف كيف تفعل شيء .
إتجهت نحو الخارج فوجدت سعاد .
سعاد : هل نظفتيه بشكل جيد .
نور : أجل .
سعاد : حسنًا خذي هذه ثيابي القديمه يمكنك إرتدائها ، لكن لحظه لأتأكد أنك فعلتي كل شيء بشكل جيد .
نظرت إلى المطبخ و المياه على الأرض و لا يوجد شيء مرتب .
فأنتشلت سعاد من نور هذه الثياب .
سعاد : أنت لا تستحقينها ، هيا قومي بتنظيفه بشكل جيد .
تركتها سعاد و توجهت نحو غرفتها و ظلت نور تبكي ، لكنها لم تتذكر أنها فعلت هذا و أكثر بإبنة عمها و الآن حان وقت الحساب .
***********
أمسك نادر بهاتفه و أرسل رسالة إلى جلال .
آسف لقد تأخرت لكن ها قد عدت و سنزيد السعر قليلًا و الذي أطلبه منك قليل وسط ثروتك الطائلة رجل شركاته تسيطر على نصف السوق .
سنزيد السعر لأربعين مليون دولار .
بعد قليل رأى جلال الرسالة و كتب إليه .
لن أعطيك فلس زيادة هل تفهم يا حقير .
رأي النادر الرسالة و كتب إليه .
لما هذه الإسائه ، لكن يبدو أنك مستعد لمقابلة الدولة ، إلى اللقاء فيجب أن تأخذ الدولة حقوقها منك .
نظر جلال إلى الرسالة بغضب عارم و زادت تجاعيد وجهه .
و بعث له رساله .
لك ما تريد لنتقابل غدًا حسنًا .
رأي نادر الرسالة .
حسنًا .
ظل جلال يخطط للتخلص من هذا الشخص و حتى هذه اللحظة لم يستطع الحارس إيجاد ميسا .
أمسك جلال هاتفه و طلب منهم تجهيز طائراته الخاصه حتى يذهب إلى نادر .
**********
أقتربت سيدة كبيرة في السن ذات بشرة بيضاء عليها بعض التجاعيد  متوسطة الطول .
ما أن رأها حازم حتى قبل يدها و إحتضنها .
حازم : لقد إشتقت إليك كثيرًا يا أمي .
سمر : و أنا أيضًا يا عزيزي ، كيف حالك .
ظلت ترحب بإبنها و ظلت ملك تراقب و يملئها الشوق إلى أمها التي فارق بينهم التراب .
حازم : أمي هذه ملك زوجتي .
نظرت إليه بغضب فشلت في إخفائه …
يتبع ...
#هاجر_عبدالمتعال

معزوفه الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن