الفصل الرابع و العشرين

8 1 0
                                    

معزوفة الألم ..
الفصل الرابع و العشرين ..
في داخل إحدى غرف القصر الكبير تجلس سمر في حالة من الحزن على ما فعله أبنها .
سمر : تزوج بفتاة لا نعرفها ولا نعرف من نكون و ترك إبنه أختي ذات الحسب و النسب و الأصل الطيب ، ماذا فعلت بنا يا حازم .
صوت حركه في الخارج تلفت انتباه سمر فتقرر الخروج من غرفتها لترى ماذا هناك ، تنظر فتجد حازم متعب للغاية  و يبدو أنه حاول الاستناد على الطاولة لكنها سقطت أو إصتدم به ، تركض سمر نحوه و القلق ينهش قلبها .
سمر : هل أنت بخير بني .
حازم : بخير شكرًا أمي .
نظرت إليه و نظرات الحب و الخوف الذي داخلها تفضحها رغم غضبها منه فهو في النهاية أبنها .
سمر : انظر عزيزي هيا أذهب للنوم الآن .
رد عليها بصعوبه .
حازم : لا يمكنني أمي ملك متعبة للغاية لا يمكن أن أتركها .
سمر : يبدو أن تلك الفتاة قد فعلت لك سحرًا سلبت به عقلك .
حازم : أجل أمي كل سحرها في قلبها .
تنهدت بعمق .
سمر : لا تقلق سأهتم بها أنا ، هيا أذهب أنت و أرتح قليلًا حتى لا يحدث لك شيء .
نظر إليها بقلق .
سمر : لا تخاف هكذا هيا حبيبي .
قبل رأسها .
حازم : شكرًا لك أمي ، ليرضي الله عنك .
توجه هو نحو أحدي الغرف حتى ينام ، و ذهبت والدته إلى غرفته التي تنام بها ملك .
توجهت نحوها و من أن رأتها حتى تحركت مشاعرها بالشفقه على الفتاة .
جلست بجوارها و بدأت تضع لها الكمادات و فعلت بعض الأمور الأخري فهي أكثر درايه من أبنها بأمور المرض فلقد كانت ترعى أبنها دومًا .
سمر : ربي إيشفها و اعفوا عنها ربي أنك أنت الشافي إيشفها يا الله .
صمتت و ظلت تنظر إليها و إلى ملامحها التى تشبه الأطفال .
فجأة بدأت ملك في حالة من الهلوسه و الحديث بدون وعي .
و بدأت تحرك يدها .
ملك : أمي عودي أمي .
ثم بدأت في البكاء و صمتت .
ملك : حازم .. يا حازم أين أنت .
أمسكت يدها و بدأت في إيقاظها ، فقامت فزعة من النوم و نظرت بجوارها وجدت سمر بجانبها .
سمر : هل أنت بخير .
ملك : الحمدلله ، لكن أين حازم .
سمر : نائم في الغرفة المجاورة لقد كان بجانبك منذ مدة حتى أصابه التعب .
ملك : هل هو بخير ، لأذهب إليه .
وضعت سمر يدها على رأس ملك وجدت حرارتها لازالت مرتفعة قليلًا .
سمر : هو نائم لا تقلقي الآن إجلسي مكانك .
ملك : حاضر لك هذا .
جعلتها تتناول الدواء .
سمر : سأعد لك بعض الحساء حتى تتحسني .
ملك : أرجوكي لا تتعبي نفسك سأفعل ذلك بنفسي .
سمر : أصمتي و لا تكثري من الحديث أنا أفعل هذا من أجل إبني و ليس من أجل سواد عيونك .
نظرت إلى يديها و صمتت شعرت بالحزن من لهجة حديثها .
توجهت إلى الخارج و ذهبت إلى المطبخ حتى تعد لها الحساء .
******
يجلس نادر ممسكًا حاسوبه المتنقل و بدأ ينقل عليه العديد من الملفات الهامة .
و نظر إلى الهاتف بشر .
نادر : الليلة ستتحقق أحلامي الليلة سيضحك القدر لي .
أنهي أعماله و أغلق الحاسوب ثم غط في ثبات عميق و ظل يحلم بأحلام الثراء .
********
تجلس نور في غرفه تثعل بشدة و لا تجد من يراعها .
نور : اين تلك اللعينة التي كانت تعد لي الحساء و تجلس تهتم بي أين منزل أبي .
ظلت تبكي على حالها و ترتجف من البرد القارص .
***********
تفتح باب الغرفة و تجر معاها طاولة الطعام و ثم توقفها أمام السرير ، تجد ملك نائمة ، فتيقظها بهدوء .
ظلت تفتح و تغلق عينيها .
سمر : هيا اعتدلي حتى تتناولي الحساء .
ملك : لا استطيع التحكم في أعصابي آسفة ، ربما في وقت لاحق أتناوله شكرًا لك أتعبتك معي .
سمر : لا يوجد وقت آخر الآن ستتناوليه .
و أقتربت منها حتى تعتدل ، ثم أمسكت الطبق و بدأت في إطعامها كطفل صغير .
تذكرت ملك والدتها حينما كانت صغيرة كانت عندما تمرض والدتها تفعل معاها هذا .
كانت تمسك دموع ذكرياتها بصعوبة فلقد بلغ الشوق في قلبها مداه .
كان طعم الحساء نفسه كل شيء .
عادت من ذكرياتها و نظرت إليها .
كانت تشعر أن والدتها أمامها لكن الصورة مشوشة .
ملك : شكرًا لك أمي .
سمر : لا تقولي لي أمي مجددًا .
فاقت على كلماتها و نظرت إليها .
ملك : لقد رأيتها أخيرًا .
سمر : أنظري لا تحاولي أن تكسبي عطفي .
ملك : لن أفعل ، لكن شكرًا لك سأظل ممتنه لك و لإهتمامك ، شكرًا لأنك لم تسمحي لي بالتفريط و عدم تذوق جمال ما صنعت يدك ، أنا لا أجمل الأمر لكنه جميل للغاية .
سمر : الشكر لله .
أنهت إطعامها ثم ذهبت حتى تتوجه إلى الخارج فأمسكت ملك يدها .
سمر : ماذا تريدين .
ملك : حينما جعلتني أعتدل وقتها يدى كان يمكنها أن تتحرك ، لكن كنت أريدك أن تطعميني بيدك فلقد رأيت فيكي والدتي التي توفت حينما كنت طفلة صغيرة ، سأظل ممتنه لك على هذه اللحظه طوال حياتي ، شكرًا لأنني أتعبتك معي .
أقتربت منها و مسحت على رأسها حتى نظرات الغضب بداخلها بدأت تتلاشى .
سمر : إستريحي الآن يا صغيرة .
شعرت ملك بأن قلب حازم أخذه من والدته فمهما حاولت أن تكون قاسية ألا أنها تملك قلب طيب .
ملك : حسنًا .
توجهت سمر للخارج و بدأت عينيها تفيض بالدموع على ذكرى إبنتها التى توفت حينما كانت تبلغ من العمر أشهر ، كانت تتمني وجودها كانت تريد أن يكون عندها فتاة .
فتاة تضفر شعرها ، فتاة تشاركها الحديث ، إبنه تراها عروس في أحدي الأيام .
سمر : الحمدلله ، لله ما أعطى و لله ما أخذ و كل شيء عنده بمقدار .
مسحت دموعها و توجهت لفراشها حتى ترتاح قليلًا .
*******
يجلس في الطائرة و بداخله يحترق حتى أنك يمكنك ملاحظه ذلك بسهولة .
جلال : سأقتله بعد أن أخذ ما أريد منه سأجعله يندم أجل هذا هو الحل الوحيد  .
ظل يفكر كثيرًا و يخطط لفعل ذلك .
********
تمشي بخطى هادئة حتى لا يشعر بها أحد ثم تقوم بفتح خزنه أموال زوجها و تأخذ الأموال التى بها و تتجه إلى الخارج .
ثم تشعر فجأة بأن هناك ألم ينتشر بداخلها فتصرخ صرخه مدويه فيضع يده على فمها .
شريف : بعد كل هذا العمر تقومين بسرقتي .
يخرج نادر من غرفته و من أن يرى ذلك حتى يختبئ و ثم أخرج هاتفه و بدأ في تصوير والده .
هبه : كنت أريد انقاذ إبنتي .
شريف : بسرقتي كيف وثقت بك و أدخلتك منزلي .
هبه : لا تمثل الشرف و أنت لا تعلم عنه شيء .
فيخرج السكين من ظهرها و يطعنها في  قلبها فتنقطع أنفاسها ثم يأخذ جثتها و يخرج بها إلى الخارج .
ظل يقود السيارة حتى وصل إلى مكان خالى من السكان و بدأ في حفر الأرض .
و رمها بداخلها و أغلق عليها التراب و عاد إلى المنزل و مسح جميع الأدلة التى تدينه .
ثم يتوجه إلى غرفة نادر فيجده نائم .
شريف : اليوم أمك و غدًا أنت أنتظر سأجعلك تندم على صفعك لي أنتظر فالحساب لم ينتهي .
يتبع …
#هاجر_عبدالمتعال

معزوفه الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن