33. Grief

492 57 71
                                    

"لورين" قالتها بيل بصوت مرتجف يُنذر ببكاء قريب و يداها الممسكة بالقرط لازالت ترتجف من شدة الفزع.
أمسك ديلان بيداها ليجد أنها باردة كالثلج لكنه تجاهل الأمر و سحب القرط و المظروف من يداها. بعدما قرأ ما كُتب علي المظروف أنعقد حاجباه و مزقه بعينان تلمع بالغضب. بدون أن يتلفظ أحدهم بكلمة أخرى عانقها ديلان عناق أخوي دافئ و همس في أذنها بنبرة حنونة " لا تخافي بيل، لن أدعها تقترب منك مجدداََ مهما حدث"
أجهشت بيل بالبكاء بين ذراعيه ليسحبها إلي غرفتها كي تستريح.
عندما صعد أندرو الدرج متجهاََ لغرفة أنابيل بدأت تساؤلات الجميع عن من هي لورين و ما الذي تريده من بيل. حاولوا إستجاوب إيما لكنها مثلهم لا تعرف شيئاََ عن لورين.
عاد ديلان مجدداََ لغرفة المعيشة ليرمقه الجميع بنظرات قلقة، لكن طفح كيل أيزاك و لم يعد قادراََ علي الإنتظار أو الصبر ليتفوه ب "من هي لورين ديلان و لمَ تسعي ورائها؟"

الأسي الذي بدي علي ديلان بعد سؤال أيزاك زادهم قلقاََ علي قلق، كما لو أنه يريد أن يصف لهم كم أنها شخص بشع لكن الكلمات لن تكفي أبداََ لوصف جشعها و وصف ما تسببت به من ألم لعائلة جونسون بأكملها.
"أنابيل تحتاجكم بجانبها، فقط لا تسألوها عن أي شئ الآن فهي لن تحمتل" هذا كل ما أستطاع ديلان قوله. أومأ الجميع لكن أيزاك لايزال لم يُشبع فضوله من الأمر
"ديلان.." قاطعه ديلان بسرعة قائلاََ "ليس الآن أيزاك، كل ما يجب أن تعرفه للآن أنها حطمت حياة بيل. أعتقد أن هذا سبباََ كافياََ لتتخذها عدواََ" أكتفي أيزاك بالإيماء بعدما لاحظ أنه بتلك الطريقة يجبره علي الحديث و يضغط عليه.
"ستخبركم هي بنفسها عندما تتحسن حالتها" أومأ الجميع لديلان. نهضت إيما من مكانها و صعدت الدرج لغرفة بيل كي تتفقد حالها "إيما أنتظري" صاح بها ديلان
"لن أتحدث عن هذا الشأن ديلان فهمت" قالتها إيما بإختصار و صعدت لتطمأن علي صديقتها الوحيدة.

طرقت إيما علي الباب ثم دلفت للغرفة سريعاََ. تفاجأت بعينان بيل الحمراء بسبب البكاء، ملامحها الباهتة المرهقة، ألم قلبها الذي يبدو واضحاََ علي وجهها. خفق قلب إيما بأسي بعدما رأت صديقتها علي هذا الحال.
جلست بجانبها علي الفراش و عانقتها بسرعة لتبكي أنابيل أكثر و تصرخ بألم.
"لا بأس صغيرتي، لا بأس" قالتها إيما بينما تضمها أقرب إليها و تقبل جبهتها. مؤلمة تلك الدمعة التي تتساقط و أنت صامت، لا تشعر سوى بالقهر و الألم و لا أحد بإمكانه جعل ذلك الألم يتوقف.

وراء باب الغرفة يقف هو مسترقاََ السمع، صوت شهقاتها و تألمها هو كل ما يصل إلي مسامعه. أراح رأسه علي الباب بحزن و أغمض عيناه بيأس، فكرة أنها تعرضت لأذي كبير من تلك الفتاة و لم تتخطاه أبداََ تذكره بنفسه، مما يجعله أشد تشبثاََ بها.
ذكري عابرة لهما معاََ في تلك المصحة خطرت بذهنه ، عندما كانت تريح رأسها علي زجاج غرفته تستمع لبكائه و شهقاته تماماََ كما حاله الآن وراء الباب غرفتها، أخبرته ذلك اليوم بأنها من سينهي حزنه مهما تطلب الأمر. لم ينكر قط أنه كان بحاجة ملحة لمن يفعل ذلك من أجله لكنه تفهم الآن بأنه ربما يكون هو الشخص المنكسر لكنها هي الوحيدة التي تحتاج للإنقاذ، لكن علي الرغم من ذلك تجاهلت كل شئ كما لو أنه هباءََ من أجله، ربما أعطاها أيزاك كلمته و أخبرها بأنه سيرحل بمجرد أن ينتهي الأمر لكن وعده الأول لها هو أنه سينهي كل شئ، هو لن يذهب لأي مكان سوى بعد أني يفي به أولاََ.

Isaac // أيزاك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن