،،،،،،،،،،،،
صباح الخير يا ذات الرداء الأسود
التفتت فاطمه لمصدر الصوت بعد ما كانت تضع البذور في التربه و ترويها بالماء
استقامت فورا و قالت له متسائله : صباح الخير لكن لم افهم ما بعدها ماذا تقصد
وضع يديه في جيوب بنطاله و عينيه ثابته علي وجهها المنخفض ارضا قائلا : لو فقد تنظري لي لفهمتي انني امزح
غمغمت فاطمه بخفوت : محمود ليس هنا
،،أعلم
رفعت عيناها و قالت بحذر : اذا لماذا اتيت
دارت عيناه علي ملامحها المحمرة و المتعرقه قليلا و عينيها التي تكون اكبر شيء في وجهها و اجاب دون وعي : لأجلك
اتسعت عيناها و ابتعدت خطوة للخلف بحذر ،ادرك هو ما تفوه و اعدل عنه علي الفور مكملا : لاسالك اذا احتجتي شيء فقط
خلعت فاطمه القفازين و القتهم علي الارض و اسرعت بخطواتها للداخل و هي تجيبه من خلف ظهرها : اذا احتجت شيء ساخبر اخي
نفخ وجنتيه بحيرة من امرها..لما دائما لا تنطر اليه، و عينيها بعيدة عن محيطه بتعمد، لما تنهي اي حوار دون ان يبدء حتي انها دائما متشحه بالسواد في كل شيء... و كم يليق بها اللون الاسود خصوصا في... لون عينيها تلك التي خفيها عن عينيه.
،،،،،،،،
بعد مرور عدة ايام لم يتغير حماس محمود و سعادته بتواجد فاطمة بالعكس، لقد اقلم نفسه علي تواجدها و اعتادها بجانبه، و لكن لم يكن هذا حال فاطمة ، دائما ما تشعر بأنقباضه بقلبها تحاول ان تتأقلم بصعوبه في البلد الجديد رغم جمال المدينه و رُقي الناس بها رغم النظام في كل شيء إلا انها غير مرتاحه ..اشتاقت لغرفتها و لبيتها اشتاقت لوالدها لاصدقائها اشتاقت للمسجد المحبب الي قلبها بجانب بيتها
فاطمة
استدارت لأخيها الذي انتهي للتو من الصلاه قائله مبتسمة : حرما يا حبيبي
قبل راسها ردآ عليها : جمعا ان شاء الله
أكملت فاطمة بارتياح : كنت خايفة من وقت ماجيت تكون بعدت عن ربنا
قال محمود بتساؤل : ليه بتقولي كده
،،،الحياه هنا منفتحه جدا و انت شاب، خوفت عليك من إغراء كل شيء حواليك تبعدك عن دينك و تترك صلاتك
ابتسم لها محمود بحنان مؤكدا : ابدأ و الله و ان شاء الله مش ها يحصل ، عمري ما نسيت كلام ابويا و أمي و أنتي كمان كل مالاقي نفسي شردت شويا افتكرك و أنتي بتصحيني للقيام عشان ائمك
واستطرد قائلا
يالا البسي ها نتمشي شويهانصاعت له ربما قليلا من السير مع الهواء يغير مزاجها قليلا
ارتدت هذه المرة بنطال فضفاض اسود يعلوه جاكيت لركبتيها و حجاب بنفس اللون الاسود
،،فاطمة ليه علي طول لابسه اسود
إجابت فاطمة لسوال محمودو: بارتاح في اللون ده و كمان غير ملفت
أومأ لها محمود و قال : زي ما تحبي استنيني بره ها جيب المفتايح و اجي وراكي
خرجت للحديقه و فتحت الباب ،اشتد الهواء البارد يلفح وجهها و بدءت حبات الثلج الصغير في السقوط كان منظر جميل لم تري كل هذا الثلج المتساقط من قبل ،رفعت يديها تستقبل حبات الثلج و لم تشعر بابتسامتها الواسعة الذي شقت وجنتها منذ قدومها الي هنا ، دارت حول نفسها رافعه يديها لأعلى مع وجهها مغمضه عينيها مستشعره برودة حبات الثلج علي وجهها ،نسيت انها واقفه علي الطريق فتحت عينيها علي صوت سيارة قادمة اتجاها قريبا منها ...قريبه للغايه و قدميها و كأنها تيبست بالارض منتظرة نهايتها الوشيكة ربما...
انتشلتها يدين قويتين من ساعديها بخطوات للخلف سريعه انتهت بتوقفه و اصطدام رأسها بصدرة بقوة ،لم يفلت يديها بعد ، ابتعدت برأسها و فتحت عينيها ببطء و جدته عابس الحاجبين و ملامحه مشدودة و فجأة لانت! ..
يقت عينيها بتشوش بسيط و كأنها رأته من قبل بنفس تعبيره و هذه العينين الذي لم تستقر علي لون لهما بعد ازرق ام اخضر و هذه الغرة الساقطة علي جانبيي جبينه...
نظرت للفراغ البسيط الذي يفصل بينهما و ،ابتعدت علي الفور للخلف ساحبة يدها من قبضته شاعرة و كأنها كالجمر علي يديها ...
لما ابتعدت فقد لو بقيت قليلا ماذا سيحدث!
هل يجب عليه مراقبتها دون علمها حتي تتيح له فرصه تأملها،
في كل محاولاته الأيام السابقة رغم قرب المسافة و التي تتعد في خطوات قليلة لايري و جهها دائما مخفضة و جهها ارضا ،ترد تحيته و تبتعد عن انظارة و الآن عندما شاهدها من غرفته تخرج من المنزل اعتقد انها خارجه بمفردها نزل درجات السلم في خطوات واسعه، و افكار عدة اقتحمت عقله، ماذا لو تاهت ماذا لو حدث معها اي شيء و هي لاتجيد الإيطالية و عند خروجه من أبوابه رآها رافعه يديها و رأسها الي السماء بمشهد طفولي جميل و الأكثر من الرائع هو ابتسامتها المتسعه الذي لأول مرة يراها و لم يتخيل انها بمثل هذة الروعة...طفله ..كانت فقد طفله تترقب الثلج بأعين منبهره،حتي رأي السيارة القادمة و هي غير منتبهه لم يشعر بنفسه إلا الان بعد أن وجد نفسه قباله وجهها دون أن تخفضه حتي لو للحظات ،
فاق من تيه بتأملها علي صوتها
قالت فاطمة بغضب : لا تلمسني مجداا ابدا
خرج صوته منفعل متعجبآ : هذا فقد ما اثار انتباهك ما الذي تفعلينه هنا في منتصف الطريق كادت السيارة تصدمك
ضمت شفتيها باحراج بالغ من الموقف برمتة بدايه من فرحتها بالثلج لحتي لحظة امساكها بها بعيدا عن الطريق ، قالت فاطمة بخفوت : لم اكن
قاطعها بحزم و حده : كيف تخرجي دون قدوم محمود أنتي لا تتحدثي الإيطالية كيف و اذا حدث معك مكروه كيف ستتصرفي بمفردك
دمعت عينيها المطرقه ارضا من تعنيفه دون السماح لها بالتبرير
،،ماالذي يحدث هنا
رفعت وجهها اخيرا و ركضت الي محمود الذي احتضنها علي الفور و ربت علي وجهها ،امامه الذي رأي احمرار وجهها و الدمعه الذي تحررت عندما رفعت رأسها للحظة لاخيها،ضم شفتيه و أنب نفسه لتوبيخها
قال محمود بضيق منفعل : احد يجاوبني ماذا حدث
اخذ يوسف نفس عميق و سرد ماحدث بإيجاز
قال محمود الي فاطمة الخافضه رأسها بصدرة بحنو : لما يافاطمة الم اقل لك انتظريني حتي اتي يبدو اني تأخرت كانت معي مكالمة
ووجه حديثة ليوسف بابتسامة : و شكرا ياصديقي لقدومك بالوقت المناسب ..كنت انوي أخذها لنزه و لكن الطقس له رأي آخر لقدد تبللنا جميعا هيا للداخل تعال معنا
قال يوسف و نظرة معلق بالطفلة المتشبثه بأخيها ،،لا لدي من العمل يجب مراجعته اراك غدا
و تحرك بخطوات واسعه لمنزله رفعت هي عينيها لظهرة و أول ما وقعت عينيها كانت علي شعرة الذي تبلل
،،،،،،،،،،،،،،بعد مرور ليله عاصفة لم يتوقف فيها الثلج عن السقوط التفتت لاخيها قائله بقلق،، هو انت لازم تخرج دلوقتي الجو برد جدا
ابتسم لها محمود و قال : ساعه بس و ارجع انا اتعودت علي الطقس هنا أنتي اللي مابطلتيش تترعشي من امبارح
ضحكت فاطمة و قالت : بكره ها تعود
قبل جبينها و هتف : اقعدي جمب الدفايه وخلي بالك من نفسك لحد ما ارجع
ردت عليه: و انت كمان
فتح الباب ونظر إليها بحنان قائلا : لا إله إلا الله
إجابته بخفوت : محمدا رسول الله
واغلق الباب خلفه و ضعت هي يدها علي قلبها مستودعه به الله
،،،،،،،،،،،،،،،
خرج مع يوسف من الشركة الذي انبه لقدومة في هذا الطقس منتظرين العامل الذي ذهب ليجلب السيارة
رد عليه محمود و هو يغلق الجاكت الخاص به مبستما كعادته كل ما رآه منفعلا،،مهلا يارجل فقد اشتاقت اليك
ابتسم له يوسف و قال،،هل انت صديقتي ام ماذا
ضم محمود المعطف لرقبته و قال : متي تنتهي هذه العاصفه فاطمة تتجمد بالبيت لم تعتاد هذا الطقس بعد
و علي ذكر فاطمة انتبه له يوسف و قال : علي الغد تقريبا
و قبل أن يرد عليه يوسف استمعوا لعدة طلقات نارية لا أحد يعرف من اين تأتي تفرقوا الجميع و حاولو الاحتماء منها بصعوبه نظرا لفراغ المكان من حولهم ...هدءت الطلقات و خرج يوسف من خلف العمود الحجري و بحث بعينه عن محمود الذي احتمي ايضا بالجدار بجانبه من الجهه الاخري...رأي يوسف محمود و هو ينزل ببطء علي الارض و ملامحه متألمه ،اسرع اليه و جثي امامه ممسكا بكتفيه بهلع : محمود انت بخير
ولم يكن سوالا بل تأكيد انه لابد أن يكون بخير
ولكن الدماء المتدفقه من جانبه توكد له انه ليس بخير
رفع يوسف وجهه محمود الشاحب اليه هاتفا : محمود افق لا تنام ستصبح بخير ستصبح بخير يا صديقي ارجوك
و صرخ بالتجمهر الموظفين من حوله،،احضرو الاسعاف لا تقفوا هكذا
والتف لمحمود مرة اخري بأعصاب متوتره و هلعه علي صديقه : محمود
رفع محمود انظاره ليوسف و همس بشيء لم يسمعه يوسف لذلك قرب اذنه منه ليستمع اكثر و قد استمع لم ينطق بشيء سوي اسم فاطمة حتي غاب عن الوعي
،،،،،،،،،
يتبع
في حكم خفض المرأة لعينيها عن الرجل
أمر الله النساء بغض أبصارهن عن الرجال، فقال تعالى: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور:31}.قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: فقوله تعالى: وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن. أي: عما حرم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن، ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة، ولا بغير شهوة ـ
واحتج كثير منهم: بما رواه أبو داود والترمذي ـ من حديث الزهري عن نبهان مولى أم سلمة أنه حدث ـ أن أم سلمة حدثته: أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة قالت: فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه، وذلك بعدما أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتجبا منه، فقلت يا رسول الله: أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو عمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟ ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.وذهب آخرون من العلماء: إلى جواز نظرهن إلى الأجانب بغير شهوة، كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل ينظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في المسجد، وعائشة ـ أم المؤمنين ـ تنظر إليهم من ورائه، وهو يسترها منهم حتى ملت ورجعت. انتهى من تفسير ابن كثير.
وخلاصة الحكم: أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة بالاتفاق، وأما النظر لغير شهوة فهو محل خلاف، والأولى تركه ـ أيضاً ـ إلا لحاجة
أنت تقرأ
في عشق الزهراء /سارة حسن
Romansالعشق.... وهل للعشق طريق؟ وهل تختلف طرقه؟؟ هي العشق الممزوج بالطهر والخجل.. صفائها وسكينتها... دعائها الخفي في سكون الليل...هي النور.. هي المتعبده وهو العشق.. الأجنبي المتفتح.. العاصي والمذنب.. هو المتعايش مع ظلامة .. لم يعرف يوما طريقآ للتعبد...