الفصل الثلاثون والأخير

26 1 0
                                    

معزوفة الألم …
الفصل الثلاثون …
بعد أن ملأت أركان القصر ببهجتها و مرحها الطفولي ، عم حزنها على أرجاء القصر .
أقتربت منها سمر و جلست بجوارها .
سمر : ملك أريد أن أسألك سؤال .
نظرت إليها و عينيها قد أنطفيء منها المشاعر .
ملك : تفضلي .
سمر : ما الذي يحزنك أكثر .
ملك : كل شيء أصبح مؤلم ، أتدرين رغم أنه كان شديد القسوة في معاملتي لكن كنت أعتقد أنه أبي ، و الذي جعلني أتألم اكثر هو أن والدتي فعلت هذا ، لماذا قلبت الحقائق لماذا جعلتني أنتسب لهذا المخادع و رغم أن هذا الأمر حرام ، لماذا جعلتني أظن أن أبي لا يحبني يكرهني تركني و تخلى عني رغم أنه لم يفعل ذلك بل مات منذ زمن طويل لم أراه و لم تشم أنفي رائحته ، و الذي كسرني أكثر بعد أن أخذ كل ما تملك قتلها بدم بارد حسبنا الله ونعم الوكيل لن أسامحه أبدًا .
قامت سمر بإحتضانها .
سمر : أتدرين عزيزتي لتحمدي الله أن هذا الخسيس ليس والدك ، قاتل و مجرم و مخادع قولي الحمدلله أن والدك كان رجل شريف عاش بشرف و مات بشرف لم ينهب أو يسرق أو يخدع لم يقتل .
ملك : الحمدلله .
سمر : لا داعي لحزنك فاليوم هو عيد لقلبك ، فلقد سقطت الأقنعة و ظهر كل شخص على حقيقته .
ملك : الحمدلله ، لكن أريد أن أذهب إلى ذاك الشخص قبل أن يقام عليه حد القصاص .
سمر : ماذا تقولين .
ملك : أين حازم ، هناك الكثير من الأشياء التى يجب أن أعرفها .
سمر : لا تذهبي .
ملك : هناك أمر يجب على أن أعلمه أرجوكي .
سمر : حسنًا ، هو جالس في حديقة القصر مع سليم .
ملك : شكرًا .
توجهت إلى الخارج وجدت أن حازم يجلس وحيدًا و أمامه فنجانين من القهوة .
ملك : حازم أريد أن أراه .
إلتفت إليها و على وجهه علامات الاستفهام.
ملك : أريد أن أرى دراك قبل أن ينفذ فيه القصاص .
حازم : لماذا .
ملك : هناك أمر يجب أن أعلمه .
حازم : لا
نظرت إليه بنظرات مليئه بالرجاء .
ملك : أرجوك حبيبي .
حازم : احم ، حسنًا لقد قلت حبيبي لن أرفض لك هذا الأمر ، لكني أخشى عليك أن يصيبك شيء من سمه فهو مثل الأفعى .
ملك : أعلم ، هيا بسرعة .
حازم : حسنًا .
قاما بتبديل ثيابهم بسرعة و توجها بسيارة حازم إلى السجن الذي وضعوا به دراك .
********
يسير و هو يشعر بالحزن متجهًا نحو قصره الذي لا يبعد كثيرًا عن قصر عائلة حازم .
يسير و هو يحمل بداخل قلبه حزنًا غريبًا يشعر بأن قلبه ليس له نصيب أن يُحب مثل ما يحب .
يشعر بأن هناك شيء إصتدم به ، فيلتفت نحو الشيء فيجد كرة ثلج أخرى موجهه نحوه .
سليم : حبيبه .
حبيبه : أيها العملاق متى عدت .
أنخفض على الأرض و جمع كرة ثلج بيديه و قام برميها نحوها ، فتركض و تختبيء خلف الشجرة .
سليم : أنت لم تتغيري يومًا مثل ما تركتك أيتها القزم الصغير عدت وجدتك كما أنت .
تغيرت ملامحها للغضب و خرجت من خلف الشجرة .
حبيبه : لست قزم أنا لست قصيرة بل أنت العملاق مثل أعمدة الإنارة ...
بينما هي تكمل حديثها وجدت كرة من الثلج إصتدمت بها .
سليم : لم تتغيري أبدًا لازالت كلمه قصيره تغضبك ، بالمناسبة أنا لست مثل أعمدة الإنارة لكنك القصيرة .
أشارت له بإصابعها السبابة بغضب .
حبيبه : و أنت لازالت كما أنت شخص مستفز .
سليم : بعد مرور هذه الأعوام و أنت لم تتغيري أتدرين ربما أنت قصيرة لكن لسانك هذا فاق طولي ههه .
حبيبه : ما رأيك أن أعطيك بعضًا من طول لساني حتى تستر بهم نفسك .
سليم : ههههه ، شكرًا لست بحاجه لهذا هههه .
حبيبه : الشكر لله ، بالمناسبة كيف حالك .
سليم : الحمدلله غارقين في نعم الله ، و أنت كيف حالك .
حبيبه : بخير الحمدلله ، ما الذي أتى بك بعد كل هذه السنوات .
سليم :  لقد أتيت من أجل زفاف حازم ، ربما أسبوع آخر و أذهب من هنا .
امتلأت عيونها البنيه بالدموع .
حبيبه : حسنًا مبارك لحازم .
سليم : و أنت ماذا فعلتي بحياتك .
حبيبه : لقد أنهيت الجامعة من سنه .
سليم : ألم تتجوزي بعد .
حبيبه : ههه ، هل تعتقد إني لو تزوجت سأفعل ما أفعله بالناس حاليًا .
سليم : أتوقع منك أي شيء في هذا العالم ، من صغرك و أنت مشاغبه .
حبيبه : لست مشاغبه لكني مرحه .
و ألقت عليه كرة ثلج أخرى .
ظلوا يلقون على بعضهم كرات الثلج و ظل سليم يضحك بشدة ، و هي كانت تبتسم و أصبح لون وجنتيها وردي بسبب ضحكات سليم التى تجعلها سعيدة بشكل كبير .
سليم : شكرًا يا حبيبه فلقد أخرجتني من حالة الحزن التى في قلبي .
حبيبه : حينما تشعر بذلك مره أخري مر من هذا الشارع و سألقي عليك الماء في الصيف و الثلج في الشتاء هههه .
سليم : حسنًا .
حبيبه : لكن ما الذي جعلك حزين .
سليم : لا تشغلي قلبك بهمي ، لكن أتدرين في صغري حينما كنت أمر من هنا و أنا أشعر بالحزن أجدك فتقومين بفعل أمر يجعلني أبتسم و أنسى الأمر الذي يحزنني .
إبتسمت بخجل على ما قاله لها .
حبيبه : ليجعلني الله سببا في فرح قلبك و إبتسام وجهك .
سليم : حبيبه أريد أن أرى والدك .
حبيبه : لماذا .
سليم : أنظري يا حبيبه كل هذه السنوات و انا أحاول الهروب منك حاولت إقناع قلبي أنه يحب غيرك و أن ما أشعر به نحوك مجرد مشاعر مراهقة و أنك أختي الصغيرة، و أيضًا كنت سمعت بإنك تزوجتي حينما كنتي في المرحلة الثانوية ، لكني لا أجد نفسي و سعادتي إلا معك .
إبتسمت بخجل و ردت بعفوية .
حبيبه : لست أختك ، و ما سمعته مجرد إشاعات مغرضه و مضلله للحقائق .
سليم : هههه ، أريد أن أتزوجك .
حبيبه : حسنًا يمكنك أن تأتي مساء هذا اليوم أبي سيكون في إنتظارك .
سليم : حسنًا سأتى .
أتجه نحو قصره و قلبه يرقص فقريبًا ستأتي الأميرة و تملأ قصر قلبه حياة .
*****
في زنزانة مكبل اليدين والقدمين يصرخ و يحاول أن يفك نفسه .
يفتح باب الزنزانة فتدخل ملك و معاها حازم و معهم حارسين .
دراك : ما الذي أتى بك إلى هنا ، أتيتي حتى تنتقمي ، أعدك بأنك لن تستطعين الإنتقام مني بل أنا من سيأخذ روحك بيدي مثل ما فعلت مع عائلتك أجمع .
كانت تنظر إليه و تتمني لو تخرج روحه بيدها .
ملك : لن تستطيع الخروج من هنا فكل الأدلة ضدك فإبن أخيك كين كان يحمل الكثير من الملفات التي تدينك انت و شقيقك ، لكن لم أتى إلى هنا من أجل هذا بل أتيت اليك لأني أريدك أن تخبرني من أين علمت أبي و كيف دخلت إلى عائلتي .
دراك : أنظري يا حمقاء إلى أنت و من معك ما فعلته ليس جريمة ، بل كان ذكاء لكنكم أغبياء و لن تفهموا ، لكن سأخبرك بما تريدين معرفته قبل أن أدفنك بجانب أبيك .
كانت كلماته تغضبها لكن حازم كان ممسكًا بيدها حتى لا تفعل شيء يندمون عليه .
دراك : لقد تعلمت ذكائي الذي تسمونه دهاء من أبي ، ثم أتيت إلى بلادكم تعلمت لغتكم و أسلوب حياتكم و قمت بالاحتيال على العديد من الأشخاص مثل ما فعلت في بلادي ، و غيرت إسمي إلى محمد ، ثم دخلت إلى شركة والدك بيسان و أخبرته إني أبحث عن عمل و اني فقير فوافق كان من السهل خداع والدك فلقد كان ساذج و يساعد الجميع لقد وثق بي كثيرًا و والدتك كذلك بعد مرور بعض الوقت دبرت أمر و قتلت والدك بحيث يظهر الأمر عرضيًا ، ثم بعد ذلك أقنعت والدتك بأن تتزوجني ثم اقنعتها بأن اغير إسمي لاسم والدك حتى لا تعلمي بأني زوج امك و تشعري بالحزن ، كنت أعاملك بشكل جيد أمامها حتى لا تطلب الطلاق مني لأجلك و بعد مرور الوقت سيطرت على الشركة و كل شيء و ميسا كانت مساعدة مخلصة لي ثم بعد ذلك قمت بقتل والدتك و بعثت بك إلى شقيقي و كين تولى باقي الأمر .
ظلت صامته و هادئه على عكس توقعات حازم .
ملك : الحمدلله الذي أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح ، أن الله يمهل للظالم فإذا أخذه لا يفلته ، سعيت في الأرض فسادًا و خربًا و ظننت أنه سيمر لا والله إنه لا يمر ، الحمدلله الذي أعاد حقوق المظلومين من الظالمين اليوم سيشهد كل من ظلمتهم على هلاكك أنت و شقيقك .
ثم شدت على يد حازم و خرجت من هذا المكان .
ركبا السيارة حتى يعودا إلى المنزل .
حازم : من أين أتيتي بكل هذا الثبات الإنفعالي ، فلقد كنت أريد أن أقتله .
ملك : لا أستطيع الإنهيار إلا و أنا معك لأنني أحبك و أثق بك فأنت إخترتني حتى أكون زوجتك و أكون سيدة بيتك لقد وثقت بي ، و أنا لا أجد الأمان غير معك .
حازم : كنت أريد أن أجيب على أسألتك لكنك قمتي بالرد  على كل شيء بدون أن أنبس ببنت شفة .
ملك : لأنني أصبحت أفهم حديثك بدون أن تتفوه به .
عادا القصر و كانت سمر في إنتظارهم و كانت ترتدي الثياب الثقيلة .
سمر : مرحبًا بعودتكم ، لكن يجب أن أذهب لخالتك سلمى حتى أساعدها في ترتيبات خطبة إبنتها حبيبه .
حازم : رائع من سيكون تع..، أقصد سعيد الحظ الذي سيتزوجها .
سمر : سليم صديقك .
حازم : حسنًا سأتحدث معه لربما يحتاج لشيء .
سمر : حسنًا و أنا سأخذ معي إبنتي ملك هيا إلى اللقاء .
حازم : ستتركوني وحيد إذا سأذهب إليه ، بالمناسبة أمي أريد أن أقول لك كلمة على إنفراد .
اخذ والدته و أبتعد قليلًا عن ملك .
و بدأ يتحدث بصوت هامس .
حازم : أمي أرجوكي إبعدي حبيبه عن ملك .
سمر : لما .
حازم : ملك بها بعض الجنان و أما حبيبه فهي مجنونه بالفعل ، و أنا أريد زوجتي بعقلها .
سمر :ههه ، ما الذي تقوله تأدب فلقد أصبحت عاقلة ، ولا تخشى على زوجتك لن يصيبها شيء .
توجهت سمر إلى ملك و أخذتها و ذهبت بها إلى بيت أختها سلمى .
******
يجلس حازم مع سليم .
حازم : هل أنت مدرك لما تفعله .
سليم : أجل .
حازم : إذا ليسعدك الله .
سليم : امين يارب .
حازم : لم أراك سعيد هكذا أم أنك تسير بمثل رافق المجانين تسعد و رافق العقلاء تمرض ههه .
سليم : أصمت أنت و لا تتحدث هكذا .
حازم : أجل ذكرتني بما لدي شكرًا ، هههه.
سليم : الشكر لله ، هيا بنا حتى لا نتأخر أكثر من هذا .
كانا سعيدين للغاية ، و ما أن وصلا أمام منزل حبيبه حتى رأوهم يرتدين فستانين ، و هي و ملك و يلعبان بالثلج .
حازم : ملك ماذا تفعلين .
ردت عليه بطفوليه .
ملك : ألعب تعال و ألعب معي .
حازم : ليس الآن ربما لاحقًا .
فوجد كرة ثلج تلقى عليه كانت سمر من ألقتها .
حازم : حتى أنت أمي .
ظلا يلعبون و يمرحون ثم دخل سليم إلى والد حبيبه و اتفاقا على موعد الزفاف سيكون في موعد زفاف حازم و ملك .
********
في ساحة الإعدام أمام أعين الجميع يقف مكبل الأذرع هو و شقيقه و ابنه اخيه فلقد كانت شريكتهم في الجرائم و جميعهم اعترفوا بكل شيء .
كانت لحظه مهيبة لحظه إنتهاء الظلم و نصرة المظلوم .
رفع الشخص الموكل بإعدام المجرمين يده و كان بها سيف عملاق و قام بقطع رؤوس الظالمين الذين خدعوا أعين البعيد و لدغوا القريب منهم .
كان اليوم مثل العيد لكل ما طاله فسادهم و ظلمهم .
******
بعد مرور عدة سنوات .
تجلس سمر على الثلج و حولها أحفادها الصغار .
سمر كانت سعيدة للغاية بأحفادها الذين ملئوا حياتها بهجة مثل والديهم .
سمر : مرحبًا بعودتك حازم .
حازم : مرحبًا أمي .
و ركض نحوه أطفاله الصغار و احتضنوه بشده ثم عادوا للعب
حازم : أين ملك .
سمر : تجلس بالداخل .
توجه إلى الداخل و ما أن رأته ملك حتى توجهت نحوه و أخذته في أحضنها الذي يشكل له العالم أجمع ، نظرت عيونها و حديثها كانا حياة لقلبه .
ملك : مرحبًا بك زوجي العزيز أنار المنزل بعودتك ، و سعد قلبي بقربك ، مرحبًا بمن رؤيته تمحي الألم و تجدد الأمل .
حازم : مرحبًا بنور قلبي و قرة عيني و رزقي من الله ، مرحبًا بنجمة سماء قلبي و قمر ليالي المظلمة ، مرحبًا زوجتي .
كانت له الدافع كانت له الروح ، و هو كان لها الحياة و ما فيها كان الشخص الذي أرسله الله فأنهي حزن و حداد قلبها و غير معزوفة الألم للأمل .
النهاية ..
#هاجر_عبدالمتعال

معزوفه الألمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن