- همممم... أنتِ هنا مجدداً!!في قرية صغيرة وهادئة... عند طرفها وأعلى التل توجد شجرة كبيرة تبدو وكأنها عملاق... شديدة الخضرة والنضارة، وتحت ظلها الواسع توجد فتاة صغيرة بعمر السادسة بشعر أشقر باهت وعينين زرقاوين كالسماء من فوقها، ترتدي فستان أبيض وتجلس على الأرض وأمامها زهرة صغيرة جداً لم تزهر بعد لا تكاد تُرَى تحت ظل تلك الشجرة
- لا أفهم لمَ أنتِ هنا
تقولها باستغراب بينما تميل برأسها
- قالت الأخت كرستين أن الأزهار تحتاج لأشعة الشمس لتنمو... انظري!! ليس هناك أحد غيركِ في هذا المكان المظلم، ما الجدوى من بقائك هنا؟؟
ولكنها لم تحصل على رد، تجهمت ونفخت خديها بطفولية ونهضت
- أنتِ لا تستمعين إلي... مجهودكِ هذا عديم الجدوى
سارت بانزعاج عائدة إلى منزلها
بعد مرور عدة ساعات... امتلأت السماء بغيوم شديدة السواد، نظرت من نافذة الكوخ الخشبي بقلق وحزن
- ( هل هي عاصفة رعدية؟؟ ستمطر بغزارة!! مالذي سيحدث للزهرة الصغيرة إذاً؟؟)
سارت ذهاباً وإياباً بينما تفكر بعمق، نظرت إلى الباب وعقدت العزم على الخروج، ركضت تحت المطر الشديد... أنفاسها القوية لم تكد تسمعها بسبب صوت الرعد القوي
- إنها عاصفة مخيفة حقاً!!
تعثرت ووقعت لتجرح ركبتها ولكن ورغم ذلك قاومت رغبتها في البكاء ونهضت متابعة الركض، كل ما كانت تفكر به هو رؤية تلك الزهرة الضعيفة
- ي... يا إلهي!!
وصلت أخيراً أمام تلك الزهرة، كانت الرياح تعصف بها يمنة ويسرة، تستطيع الجزم بأنها سَتُقتَلع بأي لحظة، نظرة الفتاة بحزن وغضب
- لمَ؟؟ لمَ تبدين وكأنكِ تقاومين ما يحدث؟؟ هل تريدين العيش لهذه الدرجة؟؟ لستِ بشجرة قوية الجذور... لستِ بوردة تخطف القلوب... لمَ ما زلتِ تقاومين؟؟ لمَ أنا أشعر بالحزن والضيق لرؤيتكِ؟؟
صرخت بها بينما تبكِ، كان صوت الرياح والبرق مخيفاً حقاً... ولكن تلك الصغيرة لم تأبه إلا لمشهد الزهرة التي تبدو وكأنها تقاتل أمام كل هذا
- لمَ؟؟
أخفضت رأسها بينما تمسك أطراف فستانها
- هل أنتِ مهتمة لأمرها كل هذا الاهتمام؟!؟
صوت لطيف مندهش، أدارت الصغيرة رأسها لمصدر الصوت بجانبها، لقد كان لفتى في السادسة أو السابعة عشرة، بشعر أسود وعينين حمراوين... يضع يده على خده بينما يجلس القرفصاء وينظر للزهرة بشرود، نظرت الفتاة بصدمة ودهشة... نظر لها الفتى بهدوء
- أنتِ حزينة على تلك الزهرة؟؟
قالها باستغراب وأمال رأسه لتنظر بارتباك
أنت تقرأ
The_flower | الزهرة
Fantasyدائماً أراها هناك... زهرة ضعيفة وصغيرة، ما المغزى من وجودها؟؟ ولمَ لا تختفي؟؟ هذا ما كنت أفكر به دائماً... لكن الأخ الكبير أراني جانب آخر من القصة