{part 03}

356 40 14
                                    

إذا كان هناك ما هو أشد خطورة من الإفراط في المخدّرات، فمن دون شك هو الإفراط في الوعي و إدراك الأشياء

-بارك جيمين

-عند الملك-

يقف داخل تلك الغرفة التّي لم يعرف أحد بتواجدها داخل ثنايا القصر، المرايا في كل زاوية منها، عيناه ترى انعكاسه في كل شبرٍ داخل الجدران الأربع ليبتسم بهدوءٍ متقدّمًا من إحداهن

"مرآتي، مرآتي... لقد اشتقت لكِ كما اشتقتِ لملامح وجهي المنعكسة على سطحك أ ليس كذلك؟"

بكل ثقة نطق حروفه لتتشكل الحروف على تلك المرآة ممّا زاد ابتسامة الواقف أمامها

'بالطبع، فما قد رأيت ملامح أجمل من خاصتك'

قرأ تلك الحروف مرارًا و تكرارًا يشعر بالعظمة تسري في عروقه مسرى الدم ليخرج أنفاسه بثقة و يجرّ خطواته خارج المكان بهدوء

و باستقامة خطا الملك مجتازًا من حوله بكل هيبة يرسم داخل افكاره ابشع الطرق لنحت جسد الناعم بسيفه حتّى يجفّ جسده من الدماء

دخل الساحة الواسعة لتلفحه رائحة العرق إثر تدرّب الجنود، ثمّ مدّ يده ليشعر بثقل سيفه ضدّ كفّ يده المنبسط ليحكم قبضته عليه و يرسم ابتسامة جانبية ما إن حطّ بصره على ذلك الذّي ينظر له بنظر أبرد من رياح الجليد

ليتقدم منه بهدوء كما فعل الآخر و يتقابلا وسط الميدان، ليجرّد الملك سيفه دون ازاحة عينيه عن الآخر

و من دون سابق انذار أطلق ضحكة صاخبة جاذبًا انتباه الحاضرين

"أنت حتّى لا تجيد إمساك السّيف، أنا لا أتوق صبرًا حتّى أرسم لوحتي عليك"

لكن المعنيّ تجاهله ناظرًا له بنفس النظرة الباردة و كأن أسماعه لم تلتقط شيئًا ممّا قيل

ليرفع سيفه ينتظر المبادرة من الحاكم الذّي فهم مقصده ليوجّه ضربة خفيفة لم يتحرّك على إثرها الأصهب شعرة

"ظننت أنّ مستواك أعلى من هذا، جلالتك"

جملة واحدة أشعلت غضب الحاكم الذّي عبّر عنه بابتسامة ساخرة ليشنّ ضرباتٍ سريعة بالكاد تفاداها الآخر لكنه فعل ليبدأ بصد هجمات الملك و الكلّ في حالة اندهاشٍ

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 18, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

𝓔𝓰𝓸 -𝚈.𝙼-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن