02

187 21 77
                                    

.
.
.
.

#آيريا

لم أكن خائفة ، رغم أنني كنت أموت ، شعور السيف البارد وهو يوضع على عنقي لم يجعلني أهلع كما هلعت لفكرة أن جريزيلدا على وشك الموت معي ، ظلماً !

أعترف بأن حياتنا كلها كانت تتمحور حول الحفلات والإستمتاع ، خاصة أنا كنت طائشة للغاية لكني على الأقل لم أكن أسبب مشاكل كبيرة مثلها ، وكنت أعرف ان أفرق بين السيء والجيد ، و أحمي نفسي من كل شخص لا أطمئن له .

توفي والداي عندما كنت في العاشرة من عمري ، أبي و والد جريزيلدا لم يكونا على وفاق حتى بعد رحيل أحدهما ، بسبب تخلي والدي عن لقب نبيل عائلة اورليان حتى يعيش حياة بسيطة برفقة والدتي ، مما أدى إلى سخط عمي وحقده مدعيا بأن الزواج من إمرأة عامية هو ما ضعف رابطة علاقتهما الأخوية ، و مع إنه والدتي توفت بعد ولادتي بسنتين لم يرى الصلح والسلام طريقاً إليهما ، بدلاً عن ذلك فضل والدي الإنتقال إلى منزل آخر يحارب فيه مشاعره التي فاضت بالوحدة بعد رحيل حب حياته ، كنت مدلله برفقته ، ولم يدعني اذق طعم الحرمان في حياتي ، حتى مات هو الآخر في حادث مروع مفاجئ .

اخذ عمي مسؤولية تربيتي ، لكنه لم ينسى خلافات أبي معه و شعوره بالعار الذي سببه للعائلة من أجل امرأة عادية ، لذا جهز لي قصراً كبيراً فيه كل ما أحتاجه ، و وظف بعض المدرسين لتعليمي و خدم لخدمتي .

وهكذا ظللت سنتين تحت رعاية المربيات و الخادمات وحدي في قصرنا الموحش ، ألعب و أكل وحدي و أتحمل نظرات الشفقة الموجهة لي من قبل الجميع ، و تمتماتهم الكثيرة عن كوني سيئة الحظ منذ ولادتي ، وعن إن ما يحدث لي هو عقاب لوالدي على معارضة عائلته كلها لأجل إمرأة واحدة .

بقيت وحيدة حتى أشفق علي عمي في أحد زياراته النادرة لي ، حين رآني العب بالدمى في الحديقة لوحدي ، و أحد الخادمات تراقبني من بعيد ، بعدها بفترة ضمني إلى عائلته الصغيرة ، حيث تعرفت اول مرة على جريزيلدا و والدتها اللطيفة ، هناك شعرت بدفء العائلة مجدداً ، ذلك الدفء الذي وعدت بفعل أي شيء لأحافظ عليه من أعين الحياة المخيفة .

رغم ذلك تربينا أنا و جراي كالأخوات ، بل كالتوأم إن صح التعبير ، هي تكبرني بسنة لكنها تجعلني أشعر بأني أكبرها بسنين ، طفولية للغاية لكن مرحة ومتفائلة لأبعد الحدود ، هي متقلبة المزاج و تعرف كيف تؤلم من يحاول إيلامها ، هي تهاجم قبل أن يتم الهجوم عليها .

لذا كنت مهملة بعض الشيء تجاهها في الأونة الأخيرة ، فقد سمعت بأن المرأة بعد زواجها تعقل ولا تثق بأحد خاصة بإمرآه ، لكن يبدو أن عزيزتنا قامت بخفض دفاعها مع السحلية هيلين .

على أي حال .. حان الوقت لإستغلال شري وذكائي بالنجاة من هذه الكارثة المسماة بهيلين !

" سيدتي .. هل إنت بخير ؟ "

لم ألحظ إني كنت أضحك بصوت غريب إلا عندما أتاني صوت الرجل الذي يقود العربة .. والذي يعتقد بأني مجنونة الآن لا محالة .

Deseiveds Ⅱ المخدوعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن