part 8

6 2 0
                                    


غادر 'مغوار' وهو يفكر

"مسكينة  'جسكا'  ﻻتستحق ما حدث لها حقا آلمني قلبي عليها"

وأردف"على الأقل هي سعيدة الآن"

ثم قال ساخرا
"هههههه يالها من غبية وتظن أنني صدقت قصة صديقتها تلك "

"أصلا فكرة الصديقة فكرتي ههههه"

"حتي أنها ﻻ تنتبه لنفسها حينما تقول حدث لي وحدث لي وتتبعها بحدث لها ههههههه يالها من غبيه "

"هههه تمنيت الضحك عندما سألتها عن إسم صديقتها بما كانت ستجيبني  'جسكا' مثلا هههههه آه يابطني لقد كان وجهها مضحكا"

وبعد ساعة من السخرية المتواصلة


"ولكن حقا قصتها حزينة"

وتحدث بجدية " إذا أمي أحضرتها إلى هنا ولكن من كان معها حينها إن كنت أعرف أمي فهي ﻻتحب الإخطلاط بالناس تري من تلك التي كانت معها"

"بدى لي من القصة أنهما منسجمتين حقا مع بعضهما  ومقربتين أيضا  ترى من هي من هي التي إستطاعت أن ترتاح لها أمي"

"مأكد أمي كانت الكبرى منهم فتلك ذات طابع هادئ مثلها تماما أما الأخرى فكانت أكثر عفوية وﻻ يمكن أن تكون هي أبدا"

"لا يمكنني حتي التفكير بها بالشخصية العفوية   يستحيل أن تكون هي"

غادرت 'جسكا' النافورة وهي تشعر براحة كبيرة وكأن حملا ثقيلا أزيح عن كاهلها

فالحديث عن قصتها لشخص ما  جعلها تعيد النظر في نفسها لتشعر بأنها تتمتع بأروع حياة قد تتمناها  أشخاص يحبونها ويهتمون لأمرها أسرة تحتضنها أمين حنونتين في نفس الوقت إذا مرضت يسهرون علي راحتها و يتبادلون عليها طوال الليل حتي تشفى و حتي وإن فقدت إحداهما فهذا جعلها تقدر قيمة الأم أكثر وأكثر

الآن حتى أكتشفت قيمة ما تملك  وما كسبت بعد كل تلك المعانات

لم تعد تتألم كلما تذكرت ماضيها بل أصبحت تفكر بما كسبت في النهاية جعلها الحديث عن آلامها تغير طريقة تفكيرها

فالإعتراف بماضيها وتقبله جعل جرحها العميق يلتإم و يشفى

في هذه الأثناء كان 'أنس' ينظم بعض الأوراق في مكتب 'السيدة ورده' بكل جد و خشوع ليتحدث قائﻻ

"هكذا سيدتي؟ "

"دعني أرى أجل هكذا أحسنت 'أنس' أنت تتعلم بسرعة"

"شكرا هذا يسعدني"

"خذ الملف الثاني على يمينك وتحقق من بياناته أيضا"

"حسنا"

"شكرا لمساعدتك لقد كنت بحاجة لمن يساعدني في هذه الملفات"

"العفو سيدتي ولكن لمى ﻻ توكلين هذا العمل لبعض  عمال الشركة"

"ﻻ ﻻأريد فالتحقق من بيانات الملفات أمر حساس جدا وﻻيحتمل الخطأ لذا أقوم به بنفسي وﻻ أتكله إﻻ على من أثق بهم "

mighwarحيث تعيش القصص. اكتشف الآن