بَـارت:١٧

863 85 362
                                    


"‏ليسَ هُنالكَ مرضٌ يقتلُ جَسَدكَ أكثرُ مِنْ الحُزنِ!"

_
__
___

على سَريرِيهَا تَرقُدُ رَقيْقةُ المَنظرْ مُستعذبةُ المنبَعِ
ومُنكسرةَ الخَافقْ وحَولهَا يجتمعُ البقيةُ بمعالمهم
الحزينةَ على حَالهِا..

على كفّهَا الأيمنِ أناملٌ قد أحاطتهَا برفقٍ تودُّ لو
تخفف عنهَا بعضًا من آلامهَا..

كانت السيدةُ يوهيون تُمعنُ النظرَ إليهَا بِمُقلتيها
المغرورقتانِ بالدمعاتِ الحارّة،وبجانبهَا المُنهارةَ
الأُخرى التي ما إن ولجت لم تكفَّ عن إسقاطِ
مياهها وحَبسِ شهقاتها الناعية لـيَا..

على بُعدٍ منهما يقفُ ذوالملامحِ الفارغةِ مُسندًا
ظهرهُ للجدارِ بذراعينِ معقودين لصَـدره، لم
تتحركَ في داخلهِ ذَرةُ عواطفٍ أو مشاعرَ
ترثي حالَ طريحةِ الفرَاش بعدَ تلقيهَا
صَدمـةٍ أفقدتها قواهَـا بلحظة..

جين، هوسوك، مينا، مومو وحتى الطفلةُ سوزي
كانوا جميعهمْ قلقينَ حيَالهَا لذا فضلوا البقاءَ
بعيدًا لأجلِ راحتَها وتخفيف الضغط عنهَا..

بعدَ فترةٍ وجيزة تحرَكتْ أجفانهَا ذاتِ الأهدابِ
الكثيفةِ ببطئٍ ثم فتحتهَا شيئًا فشيئًا
حتى اتضحت لهَا الرُؤيـة أكثر..

" ليـريـا..."

تمتمت يوهيون بِهدوءٍ محاولةً تمالكَ أنفعالها
وما كانَ إلا أن رفعَ الآخرُ أنظارهُ بعدَ أن كان
يُمعنُ النظرَ إلى الأسفل، وجّـه بصرهُ
باتجاهها بدونِ شعور..

"أمي... أمي.. أينَ هي؟ أنا أريدُ أمي.."

نَبستْ كلماتهَا بتقطعٍ وصوتٍ لا يكادُ يُسمعُ من
شدّةِ اختناقِ العَبرة..

"ليريا.. عزيزتي إهدائي.. "

قَالتْ لها يوهيون بترجي لتجيبَهَا الأخرىٰ..

"أينَ هي؟ خذوني إليهَا..هي بخير صحيح؟ "

بدأت تنفعلُ شيئًا فشيئًا وصدرهَا يهبطُ ويصعدُ
هيَ لم تكن تعي ما يحدثُ وكأن الحقيقيةَ
أمامهَا هي مُجردُ أوهام..

"ليريا، أمكِ رحلتْ أرجوكِ تقبلي الواقع"

بكت يوهيون كثيرًا وغطت على فاهها مُديرةً
بجسدهَا للخلف..

" مم.. مستحيل...أمـيْ"

لا زالت تنفي برأسهَا وعينيهَا مغمضتانِ، حتى
اقتربتْ ليا منهَا تنبسُ وسطَ حشرجاتها..

 لِـمَــاذَا?𝑾𝒉𝒚حيث تعيش القصص. اكتشف الآن