أحببت المطرلأجلها( قصة قصيرة)

1.1K 77 134
                                    

أتمنى يعجبكم هذا التخيل فهو نابع من صميم قلبي، يحمل جروح الدّهر، كما يحمل جمال الأمل.....
————————
لا تنسوا الضغط على النجمة تقديرا لعملي، فضلا و ليس أمرا🙏🏻💜
———————

أحببت المطر لأجلها!

البطل يروي....
إنّه يوم رمادي كالعادة، فصل الشتاء يدق على أبواب مدينه سيول، أجلس كعادتي مقابلا لنهر الهان، شاردا بذهني أنتظر تلك التي سلبت تفكيري ، الساعة السادسة مساءا، إنّه الوقت الذي تأتي به عادة لتجلس على ذلك المقعد القريب من الضفة، دوما ما تحمل معها كتابا، تأخذ وقتا ليس بقليل و هي تتمعّن بالمياه لفترة طويلة قبل أن تفتح كتابها و تستسلم للقراءة، تلك الفتاة سلبت عقلي بالفعل، ملامحها بريئة للغاية، و تصرّفاتها عفوية لمّا تنغمس بالقراءة ، تارة تبكي و تارة تضحك و أخرى تبدو جدّية للغاية، لكن ما جذبني لها هي نظراتها الحزينة ، هي تبدو وحيدة للغاية، كيف أعلم أنّها كذلك!؟ لأنّها تأتي لهنا كلّ يوم و بنفس الوقت لكن أبدا لم تصطحب معها أيّا كان....أوووه ها هي قادمة، واحد إثنان ثلاثة ، توقفي!

الكاتبة تروي.....
تعويذة سحرية فعالة ألقاها عليها، توقفت تلك الفتاة حقا بعد ذلك العدّ التنازلي! لحظات لتتأمّل المكان و كأنّها مرّتها الأولى، لكنّها في الحقيقة تحفظ تلك الطبيعة عن ظهر قلب ، كونها تأتيها كلّ يوم من دون ملل و لا كلل، فتاة متوسّطة القامة، نحيفة نوعا ما، شعر بسواد التّوت ينتهي ببعض التّموّجات، وجه صغير بملامح رفيعة، جمالها جذاب لكنّه بارد نوعا ما، السبب بذلك نظراتها، تبدو كشخص مقهور، شخص ألمه الدّهر او ربّما شخص حزين، و ذلك اليوم يبدو كغير الأيام التي سبقته، ذلك الذي يُقابلها يحفظ خطواتها بأخمص تفاصيلها، لكن ذلك اليوم و هي تحوم بنظرها نحو النهر، وضعت يدها فوق صدرها و كأنّها تربث على قلبها المريب...

البطل يروي......
كنتُ سأعدّ للخمسة، ذلك العدد من الخطوات يكفيها لتصل نحو ذلك الكرسي الخشبي، مكانها المفضّل، إنّها كالفتاة الآليّة لا تغيّر أبدا دورتها، لكن بهذا اليوم تبدو عن غير عادتها، فقد توقّفت لفترة أطول، سرحت لفترة أطول، حزنها يبدو أكبر، فأمّا ضرباتها على قلبها فتلك الحركة جديدة علي! أنا أراقبها لأكثر من شهرين،و في كلّ مرّة لم تُغيّر شيئا، فمالذي حدث معها اليوم، أشعر بالفضول حقّا!

هي الآن تجلس مكانها، في كلّ يوم تأتي أرغب بالإقتراب منها، أريد أن أتعرّف على تلك الفتاة التي خطفت عقلي، لكنّني أتردّد كثيرا و بالنهاية أستسلم، فكم شابّا حاول التقرب إليها من أمام عيني لكنّها تضع جدارا بينها و بينهم، ههههه(يضحك بدرامية) لا أزال أتذكّر أوّل يوم رأيتها به، أتيت لنهر الهان بوقت متأخّر، لمحت ذلك الكرسي و اشتهيت الجلوس عليه، لكنّها كانت تتربّع طرفه ، استأذنت منها للجلوس بالطرف الآخر و هي لم تمانع، أخرجت كتابا و بدأت أطالع، لكنني توقّفت بعد بعض اللّحظات، فقد لفح الهواء شعرها ليداعب أنفي عبق نسيمها، خليط بين عطر ورود الكرز و النقاء، رفعت نظري إليها، و ها هي تُرجع شعرها للخلف لتتسنّى لي الفرصة برؤية وجهها، لا أعلم لما و لكنها منذ تلك اللّحظة تسكن عقلي، و ربّما لأنّها شعرت بنظراتي المسلّطة عليها، بالرّغم من أنّني حاولت أن أكون متفرّدا، إلّا أنّها لربّما شعرت بي، نظرت لي كنتُ انتظر سؤالا منها لكنّها إكتفت بالنظر لكتابي ثمّ الرجوع على وضعيّتها المسبقة، لأكون صريحا كنت أنتظر منها محاولة تواصل ، ذلك ما يحدث كلّما تقاطعت طريقي بأي فتاة، لكنّها لم تفعل، إستغربت الوضع و تذكّرت أنّني أضع كمّامة سوداء و لعلّ ذلك أعاق التواصل، اذا أنهيت فترة راحتي و عدت لبيتي، مرّت بضعة أيام و عدت إلى ذلك المكان نفس التوقيت و نفس الموقف لكن هذه المرّة بما أنّه الظلام نزعت كمّامتي لآخذ راحتي، إلتقت أعيننا مرّة أخرى، ابتسمت لها تحسّبا لكلامها، لكن لا شيء اكتفت بتبادل الإبتسامة بعد أن نظرت بكتابي! و هنا حقّا جُرِح كبريائي و أخذت معه وسامتي كفّا، فكيف لها أن تتجاهلني، هل هي فضائيّةٌ مثلا!؟ أيّ فتاة بمكانها كانت ستغتنم الفرصة و لو بانشاء محادثة صغيرة، لكنها غير كلّ الفتياة! و أنا أحكي، أتساءل إن لم تعلق بذاكرتي لأنّها تجاهلتني و ليس لأنّ عيناها الحزينتان تأسرانني!؟ بعد ذلك اليوم صرت بكلّ مرّة تسنّت لي آتي لنهر الهان ، أجلس جنبها أو بعيدا عنها، لأحاول استجماع شجاعتي لكنّني أتنازل بالأخير و مع الوقت حفظت وقت قدومها، تفاصيلها و أيّ شيء يتعلّق بما سمحت لي برؤيته! انتظروا.......هل أنا مهووس! لا لا.... لا تفكّروا بي هكذا! أنا فقط فضولي! همممم أجل أجل، أنا فضولي فقط! لذا فلنعد ليومنا هذا، جلست أميرة الجليد مكانها المعتاد! أعطيتها هذا الإسم بسبب تصرّفاتها مع كل الشباب الذين حاولو الإقتراب منها، كنتُ أتساءل أي كتاب ستُخرج اليوم، لحظة، هل أرى جيّدا!؟ لا أصدّق، إنّه نفس الكتاب الذي بين يدي" الخطأ يرجع لنجومنا!" ذلك كان اسمه، في الحقيقة هو ليس نوعي المفضل، أحبّذ القصص المضحكة أو المانجا،ذلك الكتاب عبارة عن قصّة رومانسية درامية، لا أعلم لما أخذته للقراءة، لربّما تلك الفتاة تجعلني دراميّا نوعا ما! حقّا لا أصدّق تلك الصّدفة، لعلّه إشارة من القدر! هذه المرّة سأحاول التقرّب، هيّا يا رجل فلتتشجّع....

أحببتُ المطر لأجلهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن