رن هاتفه أنه عمي يريد الاطمئنان علي ،ناولني الهاتف وخرج من الغرفة ، حدثت نفسي حينها آحمق هذا ،ألا يخشى أن أنهي مكالمتي مع عمي وأتصل بأحد من اهلي ،أغلق الباب وراءه بكل رفق ،تحدثت مع عمي سألني عن حالي وإجبته وقد سبقتني دموعي بأنني أريد الخروج من هنا وأنني اشتقت لأهلي وأصحابي ،وامسكت لساني عن قول ألا يوجد سوى هذا الرجل الممل والبارد لقد أصابني بحالة اكتئاب ، أنهيت حديثي مع عمي، وكدت ارتكب حماقة أخرى أو ربما هو من حقي كتبت رقم أمي وكنت سأتصل بها لكنني سرعان ما مسحته ،لا أعلم لم يهمني ذلك الشخص ولا أريد أن يصاب بمكروه ،مع اني لم اتعرف أليه سوى من ايام قليلة واحتمال لقائنا بعد خروجي من هنا يبقى محكوما للصدفة، أنشغلت قليلا بالهاتف أتأمل بعض الصور لا يوجد في هاتفه سوى صورتين أحدهما لطفلة ربما هي اخته والثانية معتمة لا يوجد بها سوى اللون الاسود ،تطفلت عليه استبدلتها** بصورة للشمس وهي مشرقة في وسط السماء واسفلهما البحر وقد تلون بلون السماء ، ثم أتتني أفكار تحدثني هل ستبقين هنا لأجل ذلك الشخص من هو؟ ستحزنيين لأجله ثم سرعان ما ستنسين ،فعاودت لكتابة الرقم ثم مسحته ،لقد قطع صراعي مع نفسي طرقه الباب يستأذن للدخول،لقد خسرت الفرصة ،بعدها ذهبت للقيلولة لا يوجد شئ أفعله سوى النوم.
بعد يومين ......لقد مر اسبوع تقريبا على احتجازي هنا
كنت قد قطعت حديثي معه ألا من بعض الأمور الضرورية.
جلسنا يومها على الطاولة نفسها بالأماكن نفسها لتناول الفطور، ( كنت خلال اليومين الماضيين أصعد بفطوري لغرفتي أما هو كنت أراقبه من بعيد كان يتناول شيئا خفيفا وهو واقف ،ربما ليقنع نفسه أنه أكل، طلبت منه مشاركتي فطوري وكنت قد جهزت نفسي للغضب أن رفض ،ومن دون أي تعليق أقترب من المائدة والتقط رغيف خبز وأنصفه واعطاني نصفا ،شعرت حينها بسعادة لم أفهمها كان اجمل نصف رغيف في حياتي ،لقد أكل كثيرا يومها أنهى النصف الذي بيده وأنهى ثمانية أنصاف بعدها .
بعد أن أنهينا الفطور ..... (الحمد لله)
أمير : هل ينقصكِ شئ ؛لنذهب لشراءه ،قفزت من الفرح عند سماع ذلك لقد ظن هو لأنني؛ سأخرج لكن الحقيقة كانت أن هذه المرة الأولى التي يبادر هو بالحديث أومئت بالموافقة أسرعت لغرفتي ،لكن أستوقفني تذكري أن لانقود لدي ،فألا بابتسامة بريئة ارتسمت على شفتيه ؛لم أقل ما كنت أريد بل حدقت بتلك الابتسامة وصعدت .
لقد وصلنا السوق ..... لم أستطيع إخفاء سعادتي بالخروج من ذلك المنزل فصرخت بصوت عالي (منذ مدة لم أخرج وتنهدت تنهيدة طويلة) رد علي باستهزاء لم تمضي ١٠ أيام حتى .في السوق....... اذكر أنني أتعبته كثيرا يومها .
بيلين: اسمع يا أمير سندخل السوق محلا محلا ،هز رأسه موافقا بتثاقل .
بعد أربعة ساعات ولا زلت على هذا الحال (هذا جميل بل هذا أجمل) أخذت رأيه في بعض الأشياء أحيانا كان يجيب وأحيانا لا ، حل غروب ذلك اليوم ولم أنتبه أنني أشتريت السوق بأكمله ،فضربني على يدي لتنبيهي ،وأردف قائلا يا جميلة أبقي شئ للزبائن الباقية .وحينما انتهيت عرضت عليه شراء شئ له ،رفض بشدة وقتها ،ألححت كثيرا كانت المرة الأولى التي أجد بها شخصا أعند مني ، أتعلمون لدرجة أنه رفض أخذ سندويشة مني كنت قد أشتريت لكل منا واحدة؛ فقد تعبنا وتأخر الوقت وبالطبع جعنا ،نزل من السيارة وأشترى واحدة له من نقوده لقد سحبها من مكان يختلف عن مكان نقود عمي ثم عاد وناولني باقي نقود عمي ،أمير : هل بقى شئ تريدين شراءه ،أجبت بغضب لا، ثم أوصلت ماذا أفعل بالسندويشة الأخرى هل أرمها وهل كان كان سيتحطم كبريائك لو أكلتها ،أمير :ما شائني أفعلي ما تشائين ،لم أقل لكِ أشتري لي ،ثم انتي لها تأكليهن وارتسمت على شفتيه ابتسامة خفيفة ، تنهدت قليلا حبست غضبي الذي ربما ليس بمكانه تحركنا بالسيارة مسافة نصف ساعة تقريبا ،
بيلين :ما رأيك أن نجلس على البحر قليلا أنه مكان مريح وهادئ ، فكر قليلا ثم قال: لكن عمك لم يقل ذلك ،بيلين لن يعلم عمي هذا وعد ، أوقف السيارة ونزلنا كان يلتفت يمنة ويسرة يمسك بي بعينيه يخاف أن اهرب ،جلست وقتها على مقعد أمام البحر (كان المنظر خرافيا أن تشاهد غروب الشمس على البحر ) تردد قليلا ثم أتى وجلس جانبي كان بيننا مسافة شخص تقريبا ، بيلين هل تحب البحر أنه المكان المفضل لدي ،أمير كل الأماكن متشابهة بالنسبة لي ، بيلين: ما همك أنت هل لديك جرعات زائدة من الكآبه ،أمير :أبديت رأي فقط ثم حاول تغير الموضوع كم من الاخوة لديكِ ،بيلين: لدي أخت وأخ وانت ، أمير : لدي أخت كما أخبرتكِ ،بيلين أهااااا نسيت، وحاولت أيصال الحديث بسرعة تجنبا للصمت ،ماذا يعمل والدك ،(رد علي وكأن سؤالي أثار اشمئزازه) أمير أبي لا يعمل، بيلين : لما؟ هل كبير بالسن لابد أن العمل أرهقه في شبابه ،أمير :بل لأنه؛ مدمن وقد أتعبه الشرب لدرجة أنه لا يقوى على الحراك ، بيلين : حزنت عليه أتمنى أن يشفى بأسرع وقت ، أمير :يستحق ذلك ، نظرت أليه حينها نظرة اشمئزاز وصرخت :كم أنت قاسي أنه والدك مهما كان مبررك ،أمير :أتعلمين توقعت أن تقولي هذا * أنسي هذا هل تريدين العودة ،شردت قليلا أفكر بما قاله (توقعت أن تقولي هذا) ثم تلاحقت نفسي بعد أن أمعن نظره فيّ وأنا شاردة ، بيلين : ليس قبل أن تعتذر لوالدك ،أبتسم وقتها أبتسامة وكأنه يستخف بعقلي وأردف قائلا هل تريدين المغادرة ،تجاهلت كلامه أسرعت للسيارة فتحت بابها وصعدت بالمقعد الخلفي .
عدنا للبيت في أقل من ساعة
كنت سأصعد لغرفتي، لكن أستوقفني وجود أمرأة غريبة في البيت ترد علي التحية (مرحبا أنستي ) رحبت بها وسئلتها من تكون ،الخالة : لقد أرسلني عمك لأرى أن كان ينقصكِ شئ*من أمور النساء يعني أو أن ... قطع أمير حديثنا مرحباً بها ، أحسست من أسلوبه أنهما على معرفة ، بيلين :هل تعرفين أمير يا خالة (لم يعد يهمني ما جاءت من أجله) الخالة :نعم أعرفه حق المعرفة بيلين: وهل هو دائما هكذا يا خالتي، الخالة :نعم يا أبنتي( لمست الخالة من كلامي أو من نظرات عيناي اهتماماً )لذلك أردفت قائلة : لكن يا أبنتي أياكِ والاقتراب منه أو محاولة ذلك؛ لانكِ ستندمين ،حاولت قطع حديثها للاستفسار عن السبب( لكنها أوقفتني بحركة من يديها طالبة مني الصبر إلى أن تنهي كلامها ) هدا الشاب يختلف عن كل من قابلتهم في حياتكِ يا أبنتي لا تثيري فضولكِ حوله حياته مليئة بالبؤس لا يتكلم سوى بضع كلمات خلال اليوم أو ربما لأيام ثم أنكِ أبنة رجل كبير لا تخطئي بحق نفسكِ وبحق أهلك (هل فهمت الخالة كل هذا من بضع كلمات أم أنها تستبق الاحداث لم أكن أعلم ماذا يدور في رأسها) انتظرت أن ترحل بفارغ الصبر لكي؛ أراه لم يقنعني أي شئ قالته أو ربما أنا لا أريد ذلك .
وبعد أن رحلت الخالة صعدت الطابق العلوي للبحث عنه فقد صعد ولم ينزل ، كان جالسا على درج الطابق . حاول أن يخفي لكني التقطت تلك الدمعة الحائرة في عينيهِ ،أخذ نفسا عميقاً ونظر ألي وقال: علينا أن نستمع لنصائحِ من هم أكبر منا.
أنت تقرأ
من اجلكِ.....سأكون قوياً
Romanceرحله العمر لا تبدأ منذ الولاده بل حينما نجد شخصا نبداها معه بكل تفاصيلها حلوها ومرها نستند اليه نغير ما في داخلنا ونمط حياتنا لاجله