السابعة صباحا
استيقظ أهالي بلدة " مورجناس " على فاجعة كبرى ذلك اليوم ، عشرة جثامين مصلوبة في ميدان تلك البلدة بلا رؤوس ، موضوع بجانبهم لافتة يبدو أنها كتبت بحبر من دمائهم مكتوب فيها " تمت التضحية بهم من أجل إرضاء الشخص الأعظم في هذا الكون .. الشيطان " .
مئات من الرجال والنساء ذوى الثياب الرَثةِ يقفون حول هذا الميدان بوجوه يكسوها الرعب والجزع في مشهدِ يدل على البؤس والشقاء ، مشهد يدل على عِلمهم بما كُتب على تلك اللافتة ، الجميع صامت لا تسمع لهم إلا صوت نحيب أهالي من صُلبت جثامينهم في وسط الميدان وبين الحين والآخر يعلو نحيبهم ليصل إلى مستوى صوت الصرخات والمُحزن أن بقية الناس يضعون أيديهم على أذانهم كي لا يسمعوا تلك الصرخات المستغيثة بهم ، بين تلك الجموع كان يقف رجل وزوجته تحتضن إياديهم بعضها البعض ينظرون إلى تلك الأجساد نظرة عطفِ وإشفاق ويتمتمون بما يبدو وكأنها صلوات محفوظة لجلب الرحمة لأرواح تلك الأجساد ... التاسعة صباحا
انفض جمع الناس حول هذا الميدان ولم يبقى غير الجثامين المعلقة وذويهم وسط الجرح الغائر الأكبر في تاريخ تلك البلدة البسيطة .
سار آدمجر بجانب زوجته سلميار في طرقات البلدة وعلى وجه كل منهم تظهر ملامح الدهشة والاستنكار ، صمت طويل ذلك الذى داهم سير آدمجر وزوجته حتى قام آدمجر بقطع هذا الصمت سائلا زوجته .- إلى متى سيظل هذا الوضع في بلدتنا
- لا أعلم يبدو أنها لعنة لن تنقضي
- خطأ .. خطأ نحن من نجلب اللعنة لأنفسنا
- ماذا سنفعل إذن أخبرني هل نقاتل .. ثم من نقاتل ؟
أجابها بلهجة ساخرة
- الجميع يعرف جيدا من القاتل ولكنهم يخشون حتى ذكر اسمه كما تفعلين أنتِ الآن .
- حسنا وماذا نفعل إذن .. هيا احمل معي عودين من الحطب ثم سر بي إلى بيته لنقتله
- الأمور لا تُحل بتلك الشاكلة ولكن لابد من حل فكل عقدة لها طريقة للفكاك منها
- حسنا عندما تجد الطريقة أخبرنيرمقها آدمجر بنظرة نارية ثم زاد من سرعته حتى وصل إلى باب البيت فدفعه بقدمه دفعة كادت أن تودى بحياة هذا الباب المسكين ، مر من خلال الباب وجلس على قطعة مربعة الشكل مجمعة من أعواد القصب واضعا ركبتيه حذاء صدره ويديه تتشابكان أمام ركبتيه تعلو وجهه علامات خيبة الأمل وبين الحين والآخر يرمق زوجته بنظرة حادة ، اقتربت منه زوجته وهى تحبو على أرضية هذا البيت البائس ثم وضعت يدها على يده ثم رفعتها إلى شفتيها ووضعت قبلة رقيقة على باطن يده وتوجهت بحديث يشبه الهمس إليه
- لم أقصد أن أحبطك يا آدمجر ولكنك تعلم أنى أذوب فيك عشقا وأخشى عليك من هذا المتجبر.
- ومن انا .. ألست واحد من سكان تلك القرية وستصيبني قرعة التضحية شئت أم أبيت
- ولكن ..!
- ولكن ماذا .. لماذا لا تريدين الاعتراف بانها الحقيقة الواضحة ، وأن حياتنا جميعا ملك يمين هذا الرجل يتلاعب بها كيفما شاء .
- حسنا ..وماذا سنفعل
- هذا ما أحاول الوصول إليه