04

214 19 50
                                    


.
.
.
.

جراي

" ألم تصل بعد ؟ "

" لا سيدتي "

تنهدت ألعب بأصابعي من التوتر ، ألقي بين فترة وفترة نظرة سريعة على الساعة الجدارية أمامي ، حيث أشارت عقاربها إلى الثامنة مساءاً إلا خمس ، وتلك الآيريا لا تزال خارجاً إلى الآن !

سارة أحست بقلقي ، فراحت تحاول إطمئناني :

" أنا متأكدة بأن شيئاً لم يحدث لها ، لا داعي للقلق "

تنهدت كرد فعل على كلامها ، ثم جلست على أريكة غرفتي البيضاء ، تمتمت وأنا اتكئ بخدي على كف يدي " أتمنى أن يكون ذلك صحيحاً ، أتظنينها ذكية بما فيه الكفاية لتخرج نفسها من أي مشكلة قد تقع فيها ؟ "

تجنبت النظر إلي بينما تجيب بنبرة مترددة " بكل تأكيد "

" حقا ؟ "

" بالطبع "

عم الصمت بيننا لدقائق طويلة ، كسرته أنا بقولي :

" أنتِ ترينها مجرد غبية صحيح ؟ "

فضلتْ الصمت ، لأردف أنا متنهدة " يا رجل وأنا من ظننتني أظلمها عندما أقييم ذكائها "

دقائق معدودة مرت قبل أن تتشرف الآنسة إلى غرفتي ، بفستانها الأصفر ذا اللون الفاقع المؤلم للعين و شعرها الأسود الذي غطى نصف وجهها بفوضوية ، مظهرها كان أقل مت يقال عنه رث ، وما كان مني إلا أن أقطب حاجباي بإستنكار شديد .

" أنتِ لن تصدقي ما حدث "

" أؤكد لك بأني سأفعل " قلت وأنا أمسح مظهرها بعيناي ، لتتثائب هي بلا مبالاة قبل أن تجلس على الأريكة أمامي قائلة " أحزري أين كنت ؟ "

" في الحضيرة ؟ "

أطبقت شفتيها بشيء من القوة تحاول من خلالها السيطرة على غضبها التي هاج بسبب سخريتي ، ثم نطقت وهي تستريح بجلستها أكثر " إذا لنجرب شيئاً آخر ، أحزري ماذا كنت أفعل ؟  "

" تلاحقين الدجاج ؟ "

تأوهت متألمة عندما رمت حذائها القذر بوجهي ، لأصرخ فيها مشمئزة " لقد جننتِ بالكامل يا أنتِ ! "

في ظاهرة غير نادرة الحدوث تجاهلتني بالكامل ، بدلاً عن إزعاج نفسها بدخول نقاش عميق معي إبتسمت في وجه سالي الواقفة قربنا ، ثم طلبت منها كوبين من الماء ، و حالما خرجت من الغرفة لتنفذ أمرها تفاجأت بها تنظر لي من أعلى أنفها و كأنها تزوجت الملك العجوز لتوها ، لمعة الفخر مرت في زرقاوتيها بينما تهتف بإنتصار  :

" كنت برفقة أميرتنا المستقبلية اتسوق و اتبضع  "

ضيقت عيناي بتشوش " إلا وهي ؟ "

" إلا وهي تلك الأميرة التي حارب الأمير زين العائلة المالكة لأجلها يا غبية ! التي انتشرت حقائق عن كونها تعرفت على سموه في مقهى بسيط يسمى لاروز "

Deseiveds Ⅱ المخدوعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن