عندما كنت صغيرة كنت اذهب الى بيتهم لرؤيتها فقط لاني كنت اعتبرها قدوتي وكنت اتصورها مثل سندريلا واحب مراقبتها وتقليدها لدرجة اني كنت ارفض اللعب مع الاطفال وارفض التفرج على التلفزيون فقط اجلس معها وانظر لوجهها الملائكي الجميل فقد كانت جميلة ورقيقة لدرجة لاتوصف كانت لديها شعر كستنائي طويل وسرح وبشرة بيضاء كالثلج وعينين عسليتين وفم وردي وخدودها مثل التفاح الاحمر وعندما كانت تضحك كانت تتكون كورتان صغيرتان على خدودها وانفها انف يوناني ومنحنيات جسمها متناسقة بشكل جميل مع طولها ، لا اعرف كيف اوصفها
وأظن سبب حبي الكبير وإعجابي الشديد بها هي انها كانت تشبه امي المتوفية حسب قول جدتي الله يرحمهما .
وكل مرة عندما كنا نذهب الى بيتهم كنت ابحث عنها وكنت في أغلب الاحيان اجدها في المطبخ تعمل المعجنات كانت جيدة جدا في صنعها وانا كنت اجلس عندها من دون حركة او كلام حتى لا ازعجها، فقط عندما تسألني اجيبها كنت اشعر بحبها لي كانت حنونة معي وكل مرة كانت تسألني بإستغراب لماذا لا تذهبين لتلعبي في الحديقة ؟ كنت اجيبها لا اريد سأبقى معكي.
كنت الاحقها اينما تذهب وعندما نذهب لغرفتها كنت اتفرج على ملابسها الانيقة الجميلة واحذيتها لقد كانت لديها كل الالوان في دولابها فكانت مثل القوس والقزح وقد كانت مرتبة بشكل لا يوصف وانا اتفرج عليها وألاحظ القطع الجديدة ودائماً اندهش واتعجب، ومرةً سألتها
"هل ابيك اشترى لك كل هذه الملابس الجميلة؟
" قالت لا ياعزيزتي انا اعمل وعندما استلم راتبي
قلت وهل تنفقينها كلها بالملابس
ضحكت و
"قالت لا ، اقسمها لنصفين متساويين
"قلت كيف و لماذا؟
" قالت انا اعطي النصف الاول لأمي
"قلت لامك!
" قالت نعم هذا حقها لانها من ربتني وتعبت ولو انه شيء بسيط لما فعلته من اجلي ولاكني اشعر بالرضا لاني اعطيها ذلك المبلغ والنصف الثاني اقسمها لثلاثة اقسام
"قلت ماذا ! ولماذا؟
" قالت حسناً اعطي قسماً لإخوتي الفتيات
وقسم لأشتري به الملابس مثل ماترين والقسم الاخر اضعه في حقيبتي واستخدمه كأجرة تنقل ومصروفات يومية الى ان ينقضي الشهر واستلم الراتب من جديد هل فهمت ياعزيزتي
"قلت نعم وانا سأفعل مثلك عندما اكبر .
لقد كانت موظفة في دائرة حكومية ثم
"قالت عندما تكبرين سأعطيك قسم من ملابسي
"" قلت وأحذيتك؟
"ضحكت وقالت نعم واحذيتي ايضا
كنا أقرباء ونزور بعضنا بإستمرار عائلياً اسبوع نحن نذهب واسبوع هم يأتون كنت افرح في الحالتين وهكذا في يوم رجع جدي
" قال لجدتي يجب ان نذهب لبيت اخي لان ملاك سيخطبها ابن صديقي محمد
"قالت حقا وماذا يعمل الولد؟
" قال انه طبيب وهو شاب جيد وعائلة محترمة ووضعهم المادي جيد جدا
وهكذا ذهبنا لبيتهم وكانت اجواء الفرح طاغية على البيت ولم استطع التقرب منها والجلوس معها لانها كانت العروسة وكان الجميع حولها ويهتمون بتزينيها وكنت اقول في نفسي انها اجمل منكم جميعا لماذا تريدون تزينيها هي لاتحتاج انها ملكة جمال وكنت واقفة خارج غرفتها كي اشاهدها ولاكنهم كانوا يطرودني ويقولون اذهبي والعبي مع اصدقائك وهكذا نزلت العروسة وجاء العريس كان شابا جميلا جدا كانا مثل سندريلا وعريسها جميلين جدا جدا هي كانت اجمل ولاكنه كان رائعا ايضا نظرت لوجهها لم افهم هل هي سعيدة ام حزينة لم افهم لأنها كانت تضحك قليلاً ولاكن العريس كان سعيدا لانه كان يضحك بإستمرار وكان البيت مليئا بالأهل والاقارب ولبسا خاتم الخطوبة وبارك الجميع لهما ومرت ساعتين من الفرح والتهاليل وبعدها بدأ الناس بالذهاب وكنا نتحظر للذهاب وفجأتاً حضر العريس ووقف امام جدي
"قال انا افسخ خطوبتي ولن اتزوج ملاك ووضع الخاتم على المنضدة امام جدي
" قال جدي بإندهاش ماذا حدث ولماذا ! انت اخبرتني انك تحبها وتعشقها اخبرني ماذا حصل ؟
طردوني لخارج الغرفة وانا ركضت باحثة عنها وجدتها كانت في غرفة الضيوف تبكي بحرقة واردت الدخول اليها ولاكن اغلقوا الباب بوجهي لا اعرف كنت قلقة عليها واريد ان افهم ماذا حصل
طردونا نحن الأطفال للحديقة وبعد ساعتين او يمكن اكثر من ذلك رجعنا للبيت انا وجدتي ولاكن جدي بقى هناك وفي الطريق سألت جدتي ماذا حدث
"قالت لا تتدخلي هذا ليس من شأنك
وبعد اقل من سنة سمعت انها تزوجت من ابن خالتها ومن دون فرح او معازيم لا اعرف لماذا فقط سمعت جدي وهو يخبر جدتي بالموضوع
" َقائلاً ملاك تزوجت من ابن خالتها !
"قالت جدتي الله يتممها على خير مسكينة الله يسعدها
" قال جدي لا اظن هذه الزواجة فيها خير انا لا يعجبني ذلك الشاب انه انسان غير مهذب وانتي تعلمين ولاكن ماذا اقول الله يسعدها انشاء الله اطلع غلطان وتكون سعيدة معه.
وانا من قلبي تمنيت لها السعادة وكنت اتمنى رؤيتها بفستان الزفاف وهكذا مرت الايام وانا لم انسها كلما كنا نزور بيت اهلها كنت اذهب لغرفتها واتذكرها وكنت اشتاق اليها وكلما اسأل لماذا لا تأتي الى هنا كانوا يقولون تأتي ولاكنكِ لا تصادفيها وهكذا مرت السنين كبرت وتزوجت وفي يوم عندما كنت في بيت جدي الذي انتقل لنفس البلد الموجود بها ملاك التقيت بها هناك ، في ليلة كان جدي مريضا حضرت ملاك مع زوجها وانا فرحت جدا جدا برؤيتها واحتضنتها بقوة وبشوق ولاكنها كانت عادية معي ولم تتكلم ، ثم بعد عشر دقائق نهضت من جنب زوجها ودخلت للمطبخ وانا ذهبت خلفها متسائلة ان كانت بحاجة لشيء وعندما دخلت كانت بإنتظاري وعانقتني بقوة وقبلتني ولم تكن تتركني و
"قالت يا عزيزتي ياصغيرتي لقد اشتقت لكي حد الموت لقد اصبحت فتاة وتزوجتي ماهي اخبارك كم اصبحت جميلة غبية.... كانت تقول لي تلك الكلمة كأنها عسل كنت احب تلك الكلمة وافرح بها كإنها أكبر إطراء لي لم اكن احسبها إهانة منذ صغري وهي كانت تقولها لي وانا كنت افرح بها لانها عندما كانت تنطقها تنزل على مسمعي بأحلى لحن واجمل المعاني وبعد خمس دقائق من العناق والقبلات.
قلت لها مستغربا لماذا لم تعانقيني عندما عانقتك الم تتذكريني في الاول
" قالت لا خوفاً من زوجي
"قلت ماذا خوفاً منه هو ولماذا ؟!
" قالت انه متوحش وعصبي ولا يعجبه العجب ويضربني لأتفه الاسباب
وفي هذه اللحظة سمعنا صوت زوجها وهو يناديها هي فزعت ونهضت بسرعة
" قالت يجب ان اذهب
"قلت اعطيني رقم هاتفك
" قالت ليس لدي هاتف ولا اعرف رقم الهاتف الموجود في البيت فزوجي وامه لا يسمحان لي بلمس الهاتف ولا يسمحان لي بالخروج وحدي حتى بيت اهلي منعوني من زيارتهم ! او زيارة اي احد من اقاربي ولم يدعني اعمل لقد استقلت من عملي قبل زواجي بإسبوع...
وكانت تتكلم والالم والحسرة في صوتها و
"قلت مستغربة ولماذا !
ولاكنها لم تستطع الاجابة لان زوجها نادى عليها وهي ذهبت مسرعة اليه يا إلهي لقد لاحظت كمية هائلة من الخوف عليها بدت مثل طفل صغير بدون حول او قوة بدأت يديها بالإرتجاف كنت ممسكة بيدها سحبتها من يدي بسرعة
" قالت يجب ان اذهب حتى لا يغضب
ذهبت ، وانا دخلت بدوامة للحظة انقطعت عن التنفس حتى اصابني صدمة قوية ماذا حدث لتلك الفتاة القوية الشخصية الذي كان الكل يتمنى نظرة من عينيها كانت تعتبر رئيسة العائلة فكان الكل يحبها ويحترمها ويسمع كلامها كانت لديها ثلاث اخوات وخمسة اخوة كانوا يثقون بكلامها علماً انها لم تكن الكبيرة كان ترتيبها الرابع من بين اخوتها الا ان بشخصيتها القوية الجميلة وبذكائها استطاعت ان تكون اكبرهم !
جلست وانا افكر لماذا يعاملها ذلك الغبي بكل هذه القسوة ولماذا هي تقبل واهلها كل هؤلاء الإخوة لديها خمس اخوة وهم رجال اشداء ولهم اسمهم وشخصيتهم خاصة اخيها الكبير الذي يعتبر رئيس العائلة وهو انسان محترم وذات مركز وهيبة ومال لماذا لا يساعدها بصراحة هذا الموضوع يحير وجدا. مضت سنة على رؤيتها هناك وفي يوم كنت عند جدي عندما اتصلت اخته به اي اخت جدي وبعد تحدثمها سكت جدي لفترة ثم نظر بإتجاهي وطلب مني مرافقته ....
"قال يجب ان اذهب الان هل تأتين معي ؟
" قلت الى اين؟
"قال تعالي يجب ان نسرع سأخبرك في الطريق
" قلت حسنا لنذهب
وفي الطريق اخبرني ان ملاك في المستشفى لانها انجبت ولدا وعمتك اتصلت لتخبرني انها وحيدة وليس معها احد لا زوجها ولا حماتها مسكينة وانتي تعلمين امها واخوتها في مدينة اخرى....
"قلت جدي لماذا تسمحون لها بالبقاء مع ذلك الرجل عديم الرجولة !
لماذا لا تتدخل انت مثل والدها بل انت بمكان والدها ؟
" قال يابنتي انا مستعد لاضحي بحياتي من اجلها هي ابنة اخي وحبيبة قلبي انتي تعرفين كنت اتمنى ان ازوجها لابني الكبير وهي وافقت وهما كانا معجبين ببعضهما ولاكن امها رفضت وعارضت الفكرة بشدة لهذا ذهب ابني بعيدا وتزوج من اخرى وهاهي المسكينة تعاني مع الشخص الذي اختارته لها امها
"قلت مندهشة الم يكن هذا اختيارها
" قال بصراحة لا اعرف مثل ماتعرفين انا لم افهم كيف حدث سمعت بخبر زواجها بعد ذهابها لبيت زوجها لهذا اظن نعم قد يكون إختيارها
وصلنا للمستشفى كانت راقدة على سرير ولم يكن معها احد سوى عمتها التي استوقفت جدي لتتكلم معه بسرية وإبتعدا عني كي لا اسمع ولاكن فجأتاً سمعت جدي يقول بصوت عالي وبغضب ذلك العديم الشرف !
دخلنا للغرفة كانت تبكي وتتألم من الولادة ومن وضعها ، احتضنها جدي وقبل جبينها وبارك لها وانا قبلتها وباركت لها ونظرت لمولودها كان ولداً جميلا يشبهها ..
" قال لها جدي يا ابنتي ارجوك اتركي ذلك النذل وتعالي عيشي ببيتي انت تاج راسي سأحميك واحمي ابنك ارجوك انا سأحارب معك وسأساعدك وعند خروجك من المستشفى سأخذك لبيتي مع ابنك
بدأت بالبكاء و
"قالت شكرا ياعمي انت اعظم انسان ولاكن لا استطيع ان اترك بيت زوجي !
"قال لماذا لماذا اتحبينه لهذا الحد
"قالت اي حب ! لقد هددني بأنه سيأخذ مني ابني ويحرمني من رؤيته الى الابد
" قال لن يستطيع هناك قانون سنرفع عليه دعوة لن يستطيع منعك من رؤيته
"قالت بلا يستطيع انت لا تعرفه انه متحجر القلب وقاسي الطبع هو لديه جنسية بلد اخر وهددني بأنه سيأخذ ابني مني وانا لا استطيع ان اترك ابني لرجل حقير وعديم الانسانية مثله
"قال ولاكنك يا إبنتي ستتدمرين لن تتحملي كل هذه المعاناة وحدك سيقتلك قسوته ثم انت لديك اهل واشقاء وام وانا موجود سأتكلم معه ان لم يفهم بالكلام...
" قالت لا ياعمي ارجوك ان عرف اني تكلمت سيغضب وممكن انه يأخذ ابني مني وحتى ان اخذ ابني مني فهو لن يتركني ...
"قال انا لست موافقا على ما تقولين انت لست مقطوعة من الشجر وانا اعتبر نفسي والدك وانا اتألم من عدم تدخلي وفعل شيء لك مستحيل سأذهب لبيته الان لأفهم ماسبب قسوته معك ان كان لا يريدك ليطلقك
ونهض جدي
وهي صرخت وبكت
" قائلة ارجوك ياعمي من اجلي لا تذهب ولا تتكلم معه ارجوك ارجوك فهو لن يسمع كلامك بل سينفذ تهديده معي ارجوك دعني ولا تتدخل في حياتي انا من اجل ابني سأتحمل ارجوك ان تحدثت ستكون السبب بحرماني من ابني لن أسامحك ولن استطيع العيش من دونه سأقتل نفسي
وفي هذه اللحظة جلس جدي و
"قال حسناً يا إبنتي كما تريدين ولاكن لتعرفي ان بيتي وقلبي مفتوحان لك في كل وقت.
نظر بإتجاهي و
" قال هيا يا إبنتي لنذهب
ودعناها وخرجنا كان جدي غاضبا جدا
" قال هذه ستدمر نفسها من اجل ذلك الصغير الذي لا يستحق لانه ابن ذلك الحقير مع الأسف لا ادري ماذا حصل لها وماذا فعل لها لتهابهُ الى هذا الحد .
بعدها جدي لم يتدخل حسب رغبتها وايظا لانه مر بوعكات صحية واصبح مريضا وضعيفا وجزتي اصبحت مريضة و إنشغلنا بهمومنا .
ومرت السنين ولم اسمع عنها الى ان في يوم وبعد خمسة عشر سنة تقابلت مع ابنة عمتي لا إراديا سألتها هل تعرفين شيئا عن ملاك وكيف حالها ؟
"قالت اوه تلك المسكينة خابرتني يوماً وهي تصرخ تقول انقذيني زوجي وامه سيقتلوني وانا ذهبت مسرعة لبيتهم لم يفتحوا الباب لي وطردوني وانا استعنت برجال زوجي انتي تعلمين زوجي رجل عسكري وبعد ان ذهبت مع العساكر اضطروا لفتح الباب بحثت عنها في كل انحاء البيت واذا بها مرمية في السرداب مكان لا يعيش بها سوى الفئران وكل جسمها كدمات وجروح اخرجتها وذهبت بها للمستشفى وهناك اخبرتني بأن زوجها بدل الاكل يطعمها الضرب بأنه عندما تعطش يضع رأسها في كورسي التواليت ويجبرها على الشرب من هناك وانه يضربها على رأسها وكل جزء من جسمها ويغتصبها وانها لا ترى اولادها قربها لان والدة زوجها اخبرتهم انها مجنونة ولا تدعهم يقتربون منها
"قلت لماذا كل هذا ولماذا لا تخرج واين إخوتها لما لا يدافعون عنها وكم ولد لديها ؟
" قالت لديها ولد وبنت
"قلت والان اين هي؟
" قالت في بيت زوجها
"قلت ماذا ولماذا رجعت وكيف سمحتي لها بالعودة الم تشتكي عند الشرطة هذه جريمة
" قالت لقد إشتكيت ولاكنه اخبر الشرطة انها وقعت بسبب فقدانها لتوازنها وهي اكدت على كلامه...
" قلت وهل صدقت الشرطة الم يفحصوها ليتأكدوا من الكدمات اذا كانت بفعل فاعل او بسبب وقوعها كما ادعى ؟ ! ! !
"قالت لا....
اتعرفين اقتل وسيخفون لك الجثة ان كان يساندك احد المسؤولين الكبار وهو كان لديه واحد منهم لهذا أغلقت القضية ليس هذا فقط بل اصبح لديه تقرير طبيب بأنها مجنونة وفاقدة للذاكرة تحسباً اذا جائته شكوى من طرفها او طرفنا نحن ، اهلها لا ! لا اعرف كأنهم باعوها او يعتبرونها ميتة فهم لم يكن لديهم موقف ولم يتدخلوا ليساندوها وطبعا لاني لست قريبتها من الدرجة الاولى مثل الأخت او الأم لهذا لم يهتم احد لكلامي بل أخبروني ان اشكر الله لان زوجها لم يقدم شكوى ضدي لإزعاجه وإزعاج السلطات
"قلت للأسف مانوع هذه الغابة التي نعيش فيها انهم وحوش من اجل مصلحتهم تغاضوا عن ظلم واضح ضد تلك المسكينة الله ينتقم منهم يارب ولاكن اخبريني كيف انتهت بها المطاف بالزواج من هذا الوحش انا اتذكر انها كانت ستتزوج من ذلك الشاب الوسيم لا اعرف لماذا فسخت الخطوبة ولم تتزوجه كنت صغيرة حينها وكم حاولت فهم الموضوع لم يسمحوا لي ، اخبريني هل عشقت هذا الوحش الى هذا الحد لتضحي بذلك الشاب الذي كان مكتملا من كل الانحاء جميل وطبيب وابن ناس جيديدن وميسورين الحال هل كان بسبب حبها ام ماذا ارجوك اخبريني لماذا ؟
"قالت يا حب يا بطيخ المسكينة كانت معجبة جدا بخطيبها الاول وفرحانة ولاكن هذا الحقير لم يدعها تسعد اتعرفين ماذا فعل !
" قلت ماذا قولي سأجن منذ ذلك اليوم وانا كلما اتذكرها اسأل نفسي عن السبب ولا اعرف ولاكن كل مرة كنت اقول لنفسي لابد انها عشقت زوجها الحالي ولاكنك قلبتي الموازين تقولين انها كانت سعيدة بخطيبها ومعجبة به اذا لم يكن بسبب الحب لاي شيء اذا فسخا الخطوبة ؟!!!
" قالت سأخبرك انا كنت موجودة في تلك اللحظة التي انتهى بها كل شيء هذا السخيف زوجها تعرفين هو ابن خالتها وتعرفين امها كم هي متعلقه بأقاربها وتعزهم اكثر من اولادها حتى وعزمتهم لفرحها بالرغم من معرفتها بتهديد ابن اختها بإفساد فرحتها
" قلت ماذا هل وهذه أم ! لا بل هي تعتبر زوجة اب ان تسمح لاحدهم بإفساد فرحة بنتها وتشويه سمعتها !
" قالت نعم مثل ماقلت لكي هي تعز اهلها حتى على حساب ابنائها في ذلك اليوم بعد الخطوبة اخبرنا والد العريس ان نأخذ العروسة للغرفة ليبقيا وحدهما قليلا ليتعارفا اكثر ولانهم سيسافرون بعد ساعة لمحافظتهم وانا واختها سحبناها من بين الحضور واخذناها لغرفة الضيوف وكان العريس بإنتظارها وفجأة خرج العريس سألني اين ابي ؟
"قلت اظنه في الحديقة
" قال لقد نسيتُ الهدية معه
ذهب لإحضار هدية لخطيبته وفي هذه الاثناء دخل الحقير ، ابن خالتها للغرفة وانا دخلت خلفه كي لا اتركها وحدها معه لاني كنت اعرف انه طلب يدها وهدد بإفساد فرحتها...
" قال لها هل انتي سعيدة بخطيبك رفضتيني انا إبن خالتك لاني معدم ولست خريج الجامعات وفضلتي هذا الغريب الذي لا تعرفين اي شيء عنه ووافقتي على الزواج منه وانتي سعيدة وتضحكين لاكن طالما انا حي لن ادعك تسعدين وتتهنين ولن تكوني لغيري انا ، ستكونين لي شئت ام ابيتي ولاحظنا ان العريس عاد
"قلت له ارجوك اخرج من الغرفة
" قال نعم سأخرج واقترب منها وامسكها بقوة وقبل ملاك من فمها والتصق بها مثل الحشرة وفي هذه الاثناء دخل العريس وشاهد كل شيء ولم يكتفي بهذا
" قال للعريس هذه من مخلفاتي اقدمها لك انا انتهيت منها لقد كانت مثل زوجتي منذ سنين وهي لك وخرج من الغرفة سعيدا لانه عرف انه حطم كل شيئ وشوهه سمعة المسكينة
"قلت وانتي كنتي شاهدة لماذا لم تخبريهم الحقيفة لماذا لم تساعديها
" قالت والله تحدثت معه ومع والداه ومع اخوتها ومع جدك لم يصدقني احد فكلما كنت اتحدث كان خطيبها يقول انا شاهدت وسمعت كل شيء بنفسي لم يخبرني احد وبهذا فسخ الخطوبة من دون اي ضجة وحلف انه سيحافظ على سرها ولن يتحدث عنها الا بالخير وعندما سألها والده عن سبب خداعها لهم توجه نحو ابيه وقال لا يا أبي هي لم تفعل شيئا نحن المخطئين لم نسألها عن رأيها قبل ان نتمم الخطوبة هل تكلمت معها انت او امي او انا لا نحن خطبناها مثل الزمن القديم والان ليس مثل قبل كل شيء تغير لهذا لا تجرحها لا داعي كل شيء قسمة ونصيب اتمنى لها السعادة والتوفيق في حياتها
وهكذا تم إلغاء الخطوبة اتعرفين هو لم يأخذ شيء من هداياه ولم يأخذ فلسا من المصروفات التي صرفها لإقامة الحفلة كان شخصا تتمناه كل بنت في احلامها انه كان شخصية خيالية حتى الآن لا اصدق ان هناك وجود لأشخاص مثله في الحياة..
"قلت ياللأسف ولاكن اذا كان ذلك النذل سبباً لتحطيم حياتها وان كانت لا تحبه لماذا تزوجته؟؟؟
" قالت طبعا انتي تعرفين انه شوه سمعتها ولم يكن هناك مجال لهربها من واقعها المؤلم سوى بزواجها منه طبعاً هي عارضت وبشدة الزواج منه كانت من الاساس ترفضه لانها لم تكن تستطيع اعتباره زَوجاً لها فهي كانت تعتبره مثل اخيه لانهما تربيا معا منذ الصغر ولاكن اصرار امها والذي ادى الى إصرار اخوتها لم تستطع المقاومة والرفض اكثر تزوجته وكان الزواج بسرية ومن دون حفلة او مناسبة حتى انا ابنة عمتها واقرب صديقاتها لم يخبروني وهم بتزويجها منه ودعوها للابد كأنها ماتت ولم يسألوا عنها حتى زياراتهم العائلية قلت بنسبة كبيرة واصبحت رؤيتهم لبعضهم كل سنة مرة وفي معظم الاوقات خارج البيت وبعيدا عن عيونها لا اعرف السبب من وراء هذا التصرف هي الضحية وانا لحد الأن لا اعرف السبب وراء قسوتهم وظلمهم الكبير لتلك المسكينة وبعد معرفتي للحقيقة انصدمت وحزنت لاجلها شغلت تفكيري ليل نهار ...
مرت الايام والسنين ولم انسها للحظة وبعد عشر سنوات توفت جدتي وبعدها جدي في تلك الاثناء سمعت خبراً عنها أخبروني انها اصبحت مجنونة وزوجها الحقير اودعها في مستشفى للمجانين قررت زيارتها ولاكن الظروف لم تساعدني فقد تعرض ابني لحادث وكان راقداً في السرير والذي حال دون ذهابي اليها عندما اخبروني ووصفوا لي حالتها بانها اصبحت لحم على عظم وهي لا تستطيع التعرف على احد وانها فقط تصرخ ومجرد لحظات تهدأ فيها تنادي ابنها وان ادارة المستشفى لاتسمح بزيارة احد سوى اخوتها وامها بأمر من زوجها هذا قيدني واحزنني جدا جدا كنت سأجن ولاكن لم اكن استطيع فعل شيء لها ، لو كان جدي حياً لأختلف الوضع ولاكنه توفى منذ عشر سنين وفي السنوات الأخيرة من عمره لم يكن بخير صحيا ذهبت لبيت ابنة عمتي لأسأل عن احوالها
"قالت للأسف ليست بخير ، ولم استطع الذهاب لزيارتها لانهم اجبروني بالإمضاء على ورقة لعدم التعرض لهم وايضا اختي ذهبت ولاكن المستشفي رفضوا إدخالها واخبروها الزيارة مسموحة فقط للأقرباء من الدرجة الاولى خوفاً على صحتها لانها مريضة صعبة ومضرة لمن حولها ونخاف ان تقتل نفسها او زائرها ولاكننا بعد الاستفسار علمنا انهم قبضوا المال من زوجها لمنع زيارة
"قلت واهلها هل ذهبوا لزيارتها ؟" قالت لا اعرف ولا اظن ..
رجعت من بيتها وانا حزينة لدرجة اني كنت سأجن ومتألمة من قلة حيلتي وعدم قدرتي لفعل شيء لها كنت اكلم نفسي وادعوا من الله ان يحميها ويشفيها وينقذها من هؤلاء المتوحشين وفي يوم سمعت خبر وفاة اخيها الاكبر الذي كان الاب الثاني لهم بعد وفاة والدهم وبعد مدة ذهبت لبيت عمتي وجدت اختها الكبرى التي كانت اكبر منها هناك ولم تكن متزوجة كانت تعيش مع والدتها تكلمت معها وكنت متعصبة لدرجة كبيرة
"قلت لها اولاً اخبريني عن حال اختك هل هي بخير هل مازالت في المستشفى اريد ان نذهب معاً لزيارتها انا سأجن من التفكير بها
" قالت والله للأسف هي ليست بخير لقد اصبحت مجنونة وفقدت الذاكرة وهي لاتتعرف على احد منا كل الذي تعرفه ابنها حتى ابنتها لا تتذكرها وهي ليست في المستشفى إنها في بيت زوجها لقد أحضر لها فتاة لتخدمها وترعاها وهي تصرخ طوال الوقت
" قلت وانا انظر في عينيها والدموع كانت تنزل من عيني من دون توقف كنت ابحث عن دمعة دمعة او نقطة حزن في عينها وهي تتحدث عن معاناة اختها بل لنقل عن معاناة انسانة لا وللأسف لم اجد تلك الدمعة لهذا غضبت واخبرتها
" قائلة مابك اللذي تتحدثين عنها اختك انها ملاك جميلة الجميلات المفعمة بالحيوية والحياة التي كانت مخصصة جزء من راتبها الشهري لكم انتم اخوتها البنات لديها ثلاث اخوات وخمسة اخوة رجال اشداء وكأنها مقطوعة من شجرة لماذا نبذتوها هكذا ماكان ذنبها وان كانت قد أخطأت هل هذا يعني تركها للكلاب والذئاب لتنهش بجلدها وروحها وحياتها كيف ولماذا سمحتم لذلك الحقير بأن يعذبها بهذا الشكل اللإنساني الى ان وصل الحال بها لتجن لماذا وتخبريني ان زوجها حبسها في السرداب ووضع لها فتاة لتخدمها وهل انتي سعيدة بفعلته هذا ولماذا لا تجليبيها لبيت ابيها وتخدميها وتعطيها الحب والحنان والامان لماذا كيف يسمح لكم ضميركم كيف تنامون مرتاحي البال وانتم تعرفون ان اختكم تعاني الامرين في بيت زوجها ولا تتحركون لمساعدتها هل اخوتك يمكن تسميتهم رجال !!!
وهل هذا من شيم الرجال ان يتركوا شخصاً من دمهم يتعذب ويتألم ولا يقدمون خطوة لمساعدتها اخ لو كان عندي القوة والسلطة كنت وضعتكم جميعكم في السجن وكنت اعطيتكم من مر كأسها ولاكن ماذا اقول
"قالت عزيزتي مابك انها اختي انا اتظنين اننا لا نحزن من اجلها لقد حاولنا ولاكنها لم تبقى عندنا
" قلت والله اشك بإخوتكم أخبريني ماذا فعلتم عندما ولدت ابنها الكبير لم تكونوا قربها وعندما اتصلت بإبنة العمة لتنجدها لم تقفوا معها ولم تساندوها ولم تعطوها الامان اين كنتم عندما كان يعطيها القاذورات عندما تعطش اين كنتم عندما كان يضربها على رأسها لتجن اين كنتم لديها ثمانية، ثمانية اخوة يا ريتها كانت مقطوعة من الشجرة
"قالت لا تقولي هذا والله اخي الكبير توفى بجلطة في القلب بعد رؤيته لها وهي في مستشفى المجانين اتعرفين لم تتعرف علينا ولاكنها قالت له هاقد جاء ابي واخير جئت يا أبي ! اخي تألم كثيرا وقرر اخراجها من المستشفى ولاكنه توفى بعد يوم من زيارتنا لها ونحن انشغلنا بحزننا عليه ولاكني انا عندما اخرجها زوجها من المستشفى ذهبت يوما واخذتها معي لبيتنا لا تعرفين كدت اجن معها لم استطع السيطرة عليها كانت تصرخ بأعلى صوتها وتقول انهم اختطفوني وسرقوا ابني انا اتصلت بزوجها قلت انها تطلب رؤية ابنها ارسل ابنها اليها سكتت عندما رأته وضحكت ونامت لانها لم تنم منذ اربعة ايام رجع ابنها وعندما استيقظت عرفت انه غير موجود بدأت من جديد وكادت ان تقتل نفسها كانت تضرب رأسها بالنافذة والباب وانتي تعلمين انا اعيش وحدي مع امي المريضة وهي مقعدة ومشلولة لم اكن استطيع السيطرة عليهما معا وانا لست شابة انا في الخامسة والخمسين من عمري لهذا طلبت من زوجها اخذها لبيتها من جديد والله انا مثلك ليس بيدي حيلة من اجلها
"قلت نعم صحيح كلامك لاكن لديها اسبعة اشقاء وانتم ميسورين الحال كنتم وظفتم لها شخصين ولو اخذتوها لطبيب مختص ولو طلبتم من ابنها البقاء قربها او على الاقل زيارتها كل يوم صحيح كنتم ستعانون في البداية ولاكنها كانت ستتماثل للشفاء مع الوقت على الاقل كانت ستكون في مكان لن يضربها احد عندما تصرخ ولا يعطيها القاذورات عندما تجوع او تعطش كان هذا بمقدوركم ولاكنكم اخترتم الطريقة التي فيها راحة لكم فكرتم بنفسكم وليس بها ومع الاسف ارجوك والان لم يفت الاوان بعد احضريها لبيتكم وانا اوعدك بأني سأساعدك بدفع راتب موضفة لتخدمها ارجوك غدا عندما تموت لا سامح الله ستندمون ولاكن لن يفيدكم الندم ارجوكي تكلمي مع باقي اخوتك وساعدوها ارجوكي
"قالت لا بالتأكيد لن نتركها لقد انشغلنا بإمنا وبحزننا على اخونا انت تعلمين هو لم يكن فقط الاخ كان والدنا هو اهتم بنا ورعى العائلة من بعد وفاة ابي لا تقلقي سأخبر اخوتي سنساعدها بالتأكيد ..
هكذا شعرت براحة لاني اخبرتها عن مشاعري وعن ماكنت اريد قوله لهم منذ سنين وهي استمعت لي من دون ان تغضب لانها كانت تعرف إني على حق وان كلامي صح ولاكني لا ارعف لماذا لم يكن شعوري جيدا عندما قالت سأخبر كلامك لإخوتي وسنهتم بها لاني لم اثق بكلامها بانهم سيساعدونها ولاكن احببت ان اظن هكذا وهكذا وبعد سنة سمعت خبر وفاتها وللآسف واخبروني انها في ايامها الاخيرة اصيبت بسرطان وكان السرطان منتشرا في كل انحاء جسمها وكانت تعاني كثيرا ولاكنها بالرغم من كل تلك المعانات كانت تبتسم عندما تنظر لوجه ابنها وكان المها شديدا وكان جسمها مليئاً بالأورام السرطانية للأسف حزنت جدا جدا وبكيت لاكني بعدها واسيت نفسي قائلة لقد انتهت معاناتها اخيراً يجب ان افرح من اجلها لأنها ذهبت لحياتها الابدية والحقيقة ذهبت الى رب كريم ورحيم ، وابتعدت عن شر عديمي الإنسانية وبعد تفكيري هكذا قررت الدعاء لها ليدخلها الرب لفسيح جناته.
بعد يوم من وفاتها حضرت خالتي واخبرتني بالذهاب لعزائها
كنت رافضة في البداية لان اخوتها لم يكونوا اخوتها بل كانوا جلادها. ولاكن عندما اخبرتني بمكان العزاء قررت الذهاب لانظر لوجه اخواتها هل هؤلاء بشر هل يعتبرون انهم يعرفون الله وعذاب جهنم كيف امكنهم هذا بعد موافقتهم على كل الذي حصل لها لم يكلفوا نفسهم بإخذ العزاء لها في بيت ابيها بل جلسوا في بيت القتلة ليستقبلوا الزوار يا إلهي ماهذا كيف يسمحون لنفسهم بتسميتهم ببشر انهم مجردين من كل معنى الإنسانية ذهبنا كان بيتا كئيبا لا أعرف احسست بضيق تنفس بالطبع لم يكن بسبب الجدران والابواب بل بسبب الكم الهائل من القسوة الموجودة في وجوه الاشخاص الموجودين والساكنين في ذلك البيت اختها الصغيرة طبعا هي كانت اكبر مني بخمسة عشر سنة ولاكنها كانت اصغرهم عمرا سألتها لماذا سمحتم لخالتك وابن خالتك بتعذيب تلك البرئية لماذا لم تنقذوها انتم كنتم اخوتها حتى لو اخطأت كان المفروض ان تساندوها وتحموها وتحبوها ولو انها لم تخطء بل كانت ضحية !!!
"قالت الصراحة كل هذا بسبب امي كلامك صحيح كنا نعرف كل شيء ونعرف انها لم تكن تحب هذا النذل منذ البداية وانه فعل كل شيء لتدمير سمعتها وحياتها وكي تجبرها على الزواج منه حتى اخوتي كانوا يعرفون ولاكن انتي تعرفين امي كم هي إمرأة قاسية ومسيطرة علينا انتي تعرفين هاهي اختي الكبيرة انقضى عمرها بالرغم من كل العرسان ورغبتها بالزواج لم تسمح امي بزواجها وانتي تعرفين انا احببت شخصاً وهددتها بالرحيل معه او قتل نفسي وبسببي تجرأت اختي الاخرى على تقديم حبيبها وبهذه الطريقة تزوجنا واخوتي كانت تسيطر عليهم وهاهي زوجة أخي الكبير وافقت على زواجها من اخي بعد ان وافقت على شروطها بالتخلي عن اهلها وعدم ذكر اسمهم وهي وافقت لانها عشقت اخي وسيطرت عليها بقسوتها وجبروتها وسافر ثلاثة من اخوتي للخارج ليهربوا من سيطرتها ولو اننا مهما ابتعدنا فهي تظل تسيطر على حياتنا بطريقة ما وهاهو اخي الاخر سمح له بالتزوج من ابنة عمنا فقط لان امها اخبرتها انها نذرت نذر اذا خرج زوجها من السجن انها ستمنح هذه الفتاة التي ببطنها عند بلوغها سن الزواج من دون مهر ولن تطلب اقامة عرس لها وانتي تعرفين انه اكبر منها بعشرين سنة ولاكنها طلبتها له وتزوجها والحمدلله يجب ان يشكر زوجة عمي فلولاها لظل من دون بيت او عائلة طوال حياته واما بالنسبة لاختي المتوفية كنا نسمع ان زوجها يضربها وكان ممنوعا ذكر اسمها بالبيت وزيارتها كانت حماتها تلك البغيضة تتفاخر بتعذيب ابنها لبنتنا وتقول لقد كسر ابني انفها العالي وتفاخرها علينا انها مرمية تحت اقدامنا مثل الخدامة وكنا ننتظر من امي ان تقول كلمة لا كانت تضحك وعندما كانت تذهب تنظر لوجهنا وتقول لا اريد كلمة منكم عن موضوعها اتريدون ان اتعارك مع اختي وان نصبح على لسان اللي يسوى واللي ميسوى ويفرحوا اهل ابوكم ويقولوا ان علاقتنا ليست جيدة مع بعض وعندما كنا نقول ولاكن هي اختنا ومسكينة وليس لديها احد كانت تقول هذه قسمتها ونصيبها ومن منكم يتدخل بحياتها او يقول كلمة سأحرمه من الميراث اتريدون اذهب للمحاكم ضد اختي لا مستحيل انا وانتم جميعكم فدوة لاختي دعوها سيتحسن علاقتهما فهو يحبها السبب اختكم مازالت تتفاخر عليه وتذكره انه فاشل ومعدم المال والثقافة وكانت تقول لا اريد ان يعرف احد او يسمع احد من اهل ابوكم انها ليست بخير او غير سعيدة .
لهذا نحن كنا مربوطين اليد ولم نكن نستطيع فعل شيء بسبب تهديداتها ومرة غضب اخي الكبير عندما سمع معاناتها الا ان امي أغمي عليها وارتفع ضغطها وخفنا عليها كثيرا وعندما تحسنت طلبت من اخي عدم ذكر موضوعها ابدا وهو مراعاتاً لصحتها وافق وللأسف عانت اختنا كثيراً اسفها كبير
"قلت اسفة ولاكن انتم ضحيتوا بِها من اجل الثروة
" قالت لا والله بس لم نكن نستطيع فعل شيء لها والله.
ونهضت من جنبي متعذرة بحجة الضيوف
وانا بحثت عن ابنها واخبروني انه هناك وعندما نظرت اليه كان الحزن ضاهراً عليه وسألت عن ابنتها لم تكن هناك وعند خروجنا رأيتها جالسة في الحديقة مع صديقاتها ولم تكن مهتمة كانت تضحك كأن اليوم عيدها واخبرتني احدى اخوتها بان ابنتها لم تكن تقترب منها بحجة الخوف منها وهي تعتبر جدتها امها وتحبها هي وتدافع عن والدها وجدتها عندما يتهمهما احد ما َكانت تخبر الناس ان امها كانت مجنونة ووالدها كان رجلا شهما وطيبا معها لانه استحملها كل تلك السنين وسمعت هناك ان الحقير قد تزوج عليها بعد سنتين من زواجها منها
"قلت لخالتي ارجوك لنخرج من هذا البيت المشؤم لو بقيت هنا سأحرقهم بغضبي كلهم
خرجنا كنت ابكي طوال الطريق
" قالت خالتي لا تبكي انتهى عذابها المسكينة الموت راحة لها لابد انها ارتاحت اخيراً في قبرها المسكينة تعذبت كثيراً الله سينتقم منهم جميعهم صدقيني الله يمهل ولا يهمل
وهكذا مرت الايام كنت ازورها في قبرها واتكلم معها وبعد مرور اشهر توفت امها بعد معناة من مرضها وبعد قرابة سنة سمعت ان حماتها توفت وانها سقطت امام الحمام وسقط رأسها في التواليت وبقت فترة تعاني على السرير واصيبت بقروح وجروح السرير ومن ثم ماتت قد يكون انتقاما من الله لتلك المسكينة الله اعلم وبعد هذا الخبر ابتعدت عنهم لان بموت ملاك ماتت تلك العائلة بالنسبة لي."هذه قصة تخبرنا وتؤكد لنا بأنه يجب علينا ان نساند بعضنا مهما كانت اخطائنا كبيرة ،
ولايجب التخلي عن بعضنا البعض فبتخلينا عن بعضنا نكون ضعفاء ويتمكن منا الذئاب والضباع وينهشوا لحمنا
وخاصة افراد العائلة الواحدة لهذا الله امرنا بأن نصل صلة رحمنا لاننا بحكم الدم اقرب الناس لبعضنا فعندما يخطيء اي شخص لا يعني هذا رميه في سلة المهملات بل يجب دعمه ومساعدته الى ان يعرف خطئه ويعرف الطريق الصح وجعله يفهم مهما اخطأ هناك من يدعمه ويقف معه ويحبه بالرغم من كل شيء ولو ان بطلة قصتنا لم تخطء بشيء ولم يكن ذنبها إلا ان اهلها حكموا عليها واصبحوا جلادها بدل ان يكون حماتها واعتبروها مخطئة ومتهمة مع سبق الاصرار مع علمهم بالعكس هذه هي الحياة قد نظلم ونجرح من اقرب الناس ، ويكون جرحهم اكبر واشد قسوة وألم من جرح الغريب لهذا يجب ان نقول ربنا احمنا من غدر القريب قبل والغريب.اتمنى لكم قراءة ممتعة
ارجوكم اخبروني رأيكم شكرا لكم يا أعزائي
أنت تقرأ
الضحية
Short Storyهذه القصة ، هي قصة حقيقية من واقعنا المؤلم. حدثت لفتاة ويمكن ان يحدث لأي فتاة بإسم الحب. هي كانت الضحية ! ضحية من ضحايا الحب الكاذب ، ضحية لإنسان مريض، مريض بمرض يدعى الانتقام. إنها قصة فتاة قد تجد نفسها وحيدة في عالم قاسي واناني ومتوحش رغم وج...