جريمة(1)

45 3 0
                                    

( الجواهرجي )

يغلق محله باكرا كعادته في فصل الشتاء فهو الجواهرجي (ميشيل حنا ) ليس كأي جواهرجي طبيعي فهو اقل ما يقال عليه انه مهووس بعشق الذهب ، ومعروف أيضا ببخله اللامتناهي اتعرفون أنه و من كثره بخله أنه لا يقوم بتغير ملابسه اتعلمون ان هناك ما يقارب الأربعون وخزه في بنطاله و العشرون وخزه في قميصه أكاد اقسم أنه لم يقوم بتبديلهم منذ أن كان في ثانويته وها هو على مشارف الستون من عمره  وبالطبع هو غير متزوج فكيف لبخيل مثله ان يصرف على احد غيره اذا أنه يبخل على نفسه فكيف لا يبخل هذا الخبيث السمين القصير الاصلع ذو النظاره الضبابيه إنه حتى لا يكلف نفسه ويقوم بشراء ولو منديل ورقي واحد لتلميعها هو شخص ذو صفات رثه لا يستطيع أحد تخيلها هو معروف أيضا سمعته المشبوهه والمشكوك فيها إنه حتى يقوم بالتحرش بالأطفال عن طريق اصطحابهم معه في وقت الظهيرة وهم يلعبون في الشارع ليخدعهم بقوله( يا اولاد الجو حر عليكم...تعالوا معي لتأخذوا بعضا من الماء المثلج الذي أملكه في محلي) وبالطبع لايذهب جميع الاطفال بل يرسلوا واحدا فقط من بينهم ليحضر الماء ويسقي جميع أصدقائه وعندما يذهب معه الطفل يقول له ذلك الخبيث( الماء ليس في المحل بل داخل المخزن الذي في الأسفل...تعال معي لتأخذه) وبمنتهى البراءة يذهب معه الطفل ثم يفعل معه جميع الافعال المشينه و التي اتت في اذهانكم الآن وغيره وغيره هذا العجوز الخبيث الذي دب الرعب في قلوب أطفال ابرياء لسنوات عده وكان هذا الحقير يفعل كل هذا لأجل منعهم من اللعب في الشارع وبالأخص امام محله وكل ذلك بسبب ان الاطفال عندما يكونوا يتعبون من كثره اللعب كانوا يستندون على زجاج محله الذي يكون امام المعروضات لمنع سرقتها لأنه لا يريد أن يكلف نفسه حتي بشراء معطر و بعض المناديل الورقية و تلميعها وفي صباح يوم أمس كنت امسك الجريدة كعادتي وانا احتسي كوب من القهوة البرازيلي التي اعشقها وأعشق رائحتها فقلبت الجريده على صفحه الحوادث كعادتي في فصل الشتاء لأرى خبر اقسم ان قلوب كل من يقرأ هذا الخبر سوف ترقص فرحا فها هو خبر مقتل الجواهرجي اللعين ( ميشيل حنا) لا اقدر ان أوصف لكم كم الراحه التي شعرت بها وانا اقرأ هذا الخبر ولكن لم اقدر على قراءة عنوان الخبر فحسب فأنا بطبعي شخص احب التفاصيل لأنزل بؤبؤ عيني قليلا لأقرا( لقد تم العثور على الجواهرجي ميشيل حنا مقتولا بطريقه بشعه جدا امام بابا بيته وعقب التحريات لم تقدر الشرطه للوصول إلى المتهم بل أكدت التحريات ان طريقه قتل هذا الجواهرجي لا تختلف كثيرا عن طريقه القاتل المجهول وهو قاتل الشتاء) و اخيرا ها قد أوشكت على إنهاء فصل من فصول روايتي التي أكتبها منذ أن كنت صغيرا ففي خلال السنه اكتب ثلاثة فصول بثلاثة قصص مختلفين والتي افضل كتابه جميعها في فصل الشتاء...... وبعد مرور نصف ساعة كنت قد أنهيت قهوتي واتممت قراءة الجريدة ذهبت إلى غرفة مكتبي لأنهي كتابة فصل آخر من فصول روايتي والتي عنوانها ( الجواهرجي ) ولا اريد مفاجئتكم فقد خمنت كيف قتل هذا الخبيث( فهو كان عائدا إلي منزله الذي يكمن في زوايا من زاويات المدينة كان يمشي يترنح في مشيته كعادته فهو خمورجي من الدرجة الأولى فلا ينافسه أحدا في الخمر كان يحمل في يده اليسرى الزجاجهفهو كان اعسر مما جعل تنفيذ عملية القتل سهله بعض الشئ علي القاتل لتنفيذ المهمة بشكل أسرع وبنتيجة افضل ولا اخفي عليكم فأنا اظن ان هذا الجواهرجي كان يشعر ان هناك أحدا خلفه ولكن من كثره سكره لا يستطيع أن يلتفت خلفه ويرى من يسير خلفه ليظل القاتل وراءه إلى أن وصل إلي باب منزله ليظل يبحث في جيبه عن مفتاح شقته ليلمح خيال واقف خلفه ليلتفت إلي ذلك الخيال وقبل أن يرى ملامح هذا الرجل كان ممدد على الأرض والدماء مبعثره في كل مكان لينحني هذا القاتل بجزعه قليلا ليلتقط نضاره هذا الخبيث ليكسرها الي أشلاء صغيرة ومن ثم يتمتم في أذنه ببعض الكلمات ويبدو انها تدل على أن هناك ثأر قديم بينه وبين هذا القاتل ومن ثم قام ليخرج من جيبه زجاجة صغيره يوجد بها ماده تشبه الرمال ولكن كالتراب في ملمسها  ليلقيه على وجهه كل هذا يحدث امام عين ذلك الخبيث ولكن لا يقوى على الكلام ولا الحركة ومن ثم يخرج هذا القاتل من جيبه ورقه مجوفه بحرفين ليضعها على وجه الخبيث ومن ثم يخرج ولاعه و زجاجه اصنص من جيبه لتطبع هذه الحروف على وجه ذلك الميشيل ولكن بشكل قاصي على هيئه حرق في وجهه ثم يأخذ هذا القاتل السكين المخصص له ويرفع القميص الرث الذي كان يرتديه الضحية ويمررهذا السكين على بطنه الممتلئه بالمال الحرام ومن ثم يجمع هذا القاتل اشياؤه بهدوء شديد وكأنه متمرس في مثل هذه الأمور كثيرا ليقوم بعد ذلك بضرب الضحية عده ضربات متتالية على رأسه ليموت على اثرها ليرمقه القاتل بنظره اخيره تدل على الانتصار وهزيمة الشر و إنقاذ الأطفال مما كان يفعله معهم) وهذا هو تحليلي للجريمة هذه وهذا رأي ونفسيري الوحيد الذي أشعر أنه قد حدث....وبهذا اكون قد اتممت فصل من فصول روايتي.
.
.
.
.
.
.
.
( الكاتبه)

" يحدث في فصل الشتاء."حيث تعيش القصص. اكتشف الآن