1

54 1 0
                                    

يقف امام المرآة يهندم من نفسه و الفرحة ظاهرة في عينيه . هو لا يهتم حقا لا يهتم. لا يهتم بتلك العائلة التي سلبته اغلي املاكه فيما سبق . لا يهتم بتلك الحروب القائمة و التي ستقام ضده . لا يهتم بنظراتهم التي تشبه الخناجر . بل كل هذا جيد بل رائع بالنسبة له . فليتذوقوا قليلا مما اذاقه طوال الثلاثة اعوام السابقة . ليرو كيف يكون الخذلان و الوجع . كيف يجب ضبط نفسك و اظهار السعادة في الوقت الذي ينزف قلبه فيه.. حقا لا يهتم ليذهبو للجحيم السابع و سيكون اكثر من مسرور عندما يرى نظراتهم بالاسفل.

استفاق من تفكيره علي صوت ابن عمه السخيف سعد: شايفك فرحان اوي ما شاء الله.

أواب بابتسامة مستفزة : و مفرحش ليه . هو مش النهاردة كتب كتابي ولا المأذون اللي تحت ده كومبارس ؟

رد سعد باستفزاز و سماجة و استغراب زائف: فرحان اوي كدا ونت بتتجوز مرات اخويا ؟

علم أواب ماذا يريد ولن يجعله يصل لمراده ، فهذا البغيض يريد غضبه لكي يتهور و يُلغي الحفل ، حتي لو تمالك نفسه فقط سيفسد عليه فرحته، لكن ما لم يستطع فهمه ابدا ان اليوم لن يسطيع احد ابدا تدميره و سينتهي كما خطط له دون اي نقص ، لذلك رد عليه بهدوء متظاهر انه يصحح له ذلة لسانه فقط : طلقيته....اسمها طليقة اخوك يا سعد ، و هو اللي طلقها بمزاجه يعني محدش ضربه علي ايده و قاله اعمل كدا ، زي بالظبط ان محدش ضربني على ايدي عشان اعرض عليها الجواز ، ولا حد ضربها علي ايدها عشان توافق .
ليكمل قاصد استفزاز هذا الذي استشاط غضبا امامه : ولا حد برضو ضرب جدك علي ايده عشان يوافق و يبارك الجوازة دى .

سعد ببوادر غضب : انت استغليت انه ميقدرش يستغني عنك عشان الشغل و اتمسكنت لحد ما اتمكنت من الاتنين .

أواب بجدية و صلابة معهودة منه : الكلام ده دلوقتي ملوش اي لازمة ، النهاردة يوم جوازى خلاص ، خلينا واقعين شوية يا سعد ، شمس متنفعش ل خالد .

سعد بنبرة استهزاء : و يا ترى تنفعلك انت يابن عمي ، هتعرف تعيش مع فكرة ان جوزها الاول يبقي ابن عمك و عايش و هيتقابلوا كتير....هتعرف تستحمل ؟

ان كان يظن انه هكذا سيأجج النار داخل أواب و يشعل غيرته.... فهو نجح بهذا بتفوق .

لكن كل تلك المشاعر لن توقفه الان . لذا قال بصوت يحاول اظهاره هادئ و غير مُبالي بتلك الكلمات اللاذعة و قد استطاع ذلك : معايا مش هخليها تفتكر اسمه حتي ، هخليها تنسي فكرة انها كانت لغيرى ، و حتي لو شافته هيبقي شخص عادي بالنسبة ليها ، همسح كل شريط حياتها قبل الليلة دي ، و مش هخليها تفتكر اي حاجة غير انها زوجة أواب التميمي و انه هو جوزها الاول حتي لو كان في قبل منه ، و أظنك عارف اني اقدر اعمل كدا كويس ، حتي لو انا بتصرف عادي من غير ما اقصد حاجة .. فما بالك بقي ونا قاصد اخليها تنسي.

الماضي العزيزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن