وصل نزار للقصر صارخا بإسم فارس ليتفاجأ الجميع بقدومه، ركضت نحوه عائشة لتعانقه لكنه لم يأبه لها و ظل ينادي على فارس و يبحث عنه بكل القصر لكنه لم يجد له أي أثر بينما كانت السيدات تلحقنه غير مدركات لما يحصل، إعترضت بسملة طريقه لتوقفه صارخة:" ما الذي حدث نزار ! ما الذي تريده من أخيك مجددا ؟؟ تغيب سنتين لتهجم علينا هكذا فجأة باحث عن فارس و الشرار يتطاير من عينيك ! ما الذي فعله لك لكي تأتي كالمجنون من فرنسا باحثًا عنه هكذا ؟!"
نزار:" لقد خطف فردوس من حفل خطبتها !!!.... إبتعدي عن طريقي الآن يجب أن أجده قبل أن يلحق بها أي ضرر !"
فزعت السيدات لم سمعنه فهمست بسملة غير مصدقة:"... لهذا طلب مني مفاتيح بيت الغابة البارحة إذن... يا إلاهي لا أصدق ... "
نزار:" ماذا ؟؟ بيت الغابة !... يا إلاهي كيف لم يخطر ببالي هذا الإحتمال منذ الأول ! طبعا سيأخذها لهناك و لن يحظرها إلى هنا ..! أعطني نسخة من المفاتيح بسملة هيا بسرعة !!"
ذهبت مسرعة لغرفته لتخرج المفاتيح من الدرج و أعطته إياها بسرعة و معها مفتاح سيارته، خرج راكضا ليستقل سيارته و يتجه نحو الغابة، إتصل قبلها بخليل ليعطيه العنوان فأخبر الشرطة و ذهبوا جميعا بإتجاه ذلك البيت.
كان نزار يقود السيارة كامجنون بسرعة ٢٠٠ كلم بالساعة و يدعوا الله أن يكون ذلك الحقير لم يلحق أي مكروه بفردوس، وصل بعد ساعة من إنطلاقه فسمع صوت طلق ناري، تجمد بمكانه و أدرك أن مكروه أصاب فردوس فأخرج المفاتيح و ذهب ليفتح الباب بسرعة لكنه وجده مفتوحا، دخل بهدوء ليجد سارة تحمل مسدسًا و توجهه نحو فردوس التي كانت ترتجف على الفراش شبه عارية بينما كان فارس مرميا حذوها غارقًا بدمه، صدم من هول المشهد لكنه سرعان ما تمالك نفسه و هجم على سارة ليفتك منها المسدس فبدأت تقاومه صارخة:" أتركني دعني أقتلها أتركني !! دعني أقتل هذه الحقيرة التي أخذت حبيبي مني !!... أفلت يدي أيها الحقير و إلا سأقتلكما معا ...! أفلت ....."
خرجت طلقت نارية بتلك اللحظة ليسقطا معا دون حراك، كانت تلك الطلقة كفيلة لتخرج فردوس من صدمته فإلتحفت بغطاء السرير و إقتربت منهما و الدموع تملؤ مقلتيها، كانت الدماء تلطخ ثياب سارة التي سقطت فوق نزار دون حراك فقد خرجت رصاصة طائشة بينما كان نزار يحاول أن يأخذ منها المسدس لتدخل بقلبها و تتركها ميتة، بينما أغمى على نزار بعدما إرتطم رأسه بالأرض عند سقوطهما...
فزعت فردوس عندما وجدت نزار مغما عليه و دماء سارة تلطخ ملابسه و ظنت أن الطلقة أصبته فدخلت بحالة هستيرية و بدأت تصرخ بإسمه:" نزاار إنهض أرجوك !... لا تتركني و تذهب ...أرجوك حبيبي إنهض !!... أنا ...أحب ...أحبك أنت ! نعم أحبك نزار و لن أستطيع العيش بدونك ...إنهض أرجوك و لا تتركني وحيدة ..."
سقطت دمعتين ساخنتين من مقلتيها على خده ففتح عينيه و بدأ يعود لوعيه ليجد فردوس بتلك الحالة الهستيرية تصرخ بإسمه و تعترف بحبها له، أبعد سارة من فوقه و نهض ليحتضنها بلهفة و الدموع تملئ عينيه غير مصدق ما قالته، أخذ يمسح على شعرها محاولا تهدئتها هامسا:" إهدئي حبيبتي إهدئي !...أنا بجانبك الآن و لم أمت ...إهدئي لقد مضى كل شيئ و إنتهى ...! أنا بجانبك الآن و لن أسمح بأن يصيبك أي مكروه !! توقفي عن البكاء إهدئي ...!" إنتبه حينها للأغلال التي بيدها فلعن فارس بصوت خافت و ذهب ليأخذ فأس من الحديقة و كسر الأغلال ثم نزع قميصه و ألبسها إياه و ضمها إليه إلى حين وصول الشرطة ........
........................................................................
أنت تقرأ
ثأر الزمن (بقلم أميمة )
Romanceفقدان عزيز عليه جعل منه شخصا بارد ذو قلب قاسي، و لقائه بها حوّله لعاشق مجنون، لكن صراعه بين ماضيه و حاضره، بين فقيده و حاضنه، و بين حبه و مرضه جعله ينتقم منها، و يشعرها بإحساس الفقدان مثله، فتركها جسد بلا روح، عذراء بلا شرف، وأنثى بلا عاطفة. " لك...