عـلم الكـونيات [ الكـون]

267 23 31
                                    

إننا نمضي في حياتنا اليومية ونحن لا نكاد نفهم شيئا عن العالم ،

فنحن لا نفكر إلا قليلا في آليات النظام الذي يولد ضوء الشمس الذي يجعل الحياة ممكنة ،

أو في الجاذبية التي تلصقنا بألارض و لولا ذلك لكانت سترسلنا لندور ملتفين في الفضاء ،

أو في الذرات التي صُنعنا منها ونعتمد اعتمادا أساسيا على استقرارها .

باستثناء الأطفال
[ الذين لا يعرفون ما يكفي لمنعهم من أن يسألوا الاسئله المهمه ]
فإن عدداً قليلاً منا هم الذين ينفقون وقتاً كثيراً  في تساؤل عن السبب في أن الطبيعه هي ما هي عليه ،

ومن أين أتى الكون ؟ أو هل كان دائما هنا ؛ وهل يأتي وقت ينساب فيه الزمان إلى الوراء وتسبق النتائج الأسباب ، اول هل ثمة حدود قصوى لما يستطيع البشر أن يعرفوهُ .

بلـ أن هنالك أطفالاً  قد قابلت بعضاً منهم يريدون معرفة كيف يبدو الثقب الأسود ؛ وماهو أصغر جزء من الماده ، ولماذا نتذكر الماضي ولا نعرف المستقبل ؟...

وما زال الآباء والمدرسين في مجتمعنا على الاجابه عن معظم هذه الاسئله بهّزة كتف، أو باستدعاء مفاهيم مطلقه غامضه، والبعض يصيبهم القلق من جراء قضايا كهذه لأنها تكشف بجد عن أوجه قصور الفهم البشري.

ولكن ثمة عدد من البالغين لديهم الرغبة في إلقاء أسئلة من هذا النوع وهم أحياناً يتلقون بعض إجابات تثير الدهشه .  [ 1 ]

علم الكونيات فرع حديث العهد نسبيا من العلوم الطبيعية ، وفي هذا شيء من التناقض؛

لأن علم الكونيات يتناول بعضا من أقدم الأسئلة التي طرحتها البشرية ...

على غرار: هل الكون غير محدود ؟
هل هو موجود منذ الأزل؟
وإذا كان الجواب بالنفي، فكيف ظهر الكون إلى الوجود؟ وهل سينتهي يوما ما؟

ومنذ أزمنة ما قبل التاريخ والبشر يسعون إلى
بناء إطار مفاهيمي من نوع ما للإجابة على الأسئلة المتعلقه بالعالم وبعلاقتهم به.

بدأت دراسة الكون في الظهور كمجال علمي قابل للتمييز ضمن الإطار الكامل للفكر العقلاني الذي أرساه الإغريق،

وأبرزهم :
طاليس (بالاغريقيه: Θαλῆς ὁ Μιλήσιος)- (٥٤٧–٦٢٥ق.م)

أناكسيماندر (باليونانية : Ἀναξίμανδρος) ـ(610 ق.م, 546 ق.م).

مصطلح علم الكونيات Cosmology مشتق في اللغة الإنجليزية من كلمة cosmos الإغريقية التي تعني العالم بوصفه منظومة مرتبة أو كاملة.

والتركيز هنا على التنظيم والترتيب مثلما هو على الكمال؛ إذ إن مقابل «الكون» لدى الإغريق هو
«الفوضى»

وقد نظر الفيثاغوريون في القرن السادس قبل الميلاد إلى الأرقام والهندسة بوصفهما أساس كل الأشياء الطبيعية.

ومثل استحداث التفكير المنطقي و الرياضي، وفكرة أن بمقدور المر اكتساب المعرفه عن العالم الطبيعي باستخدام المنطق والتفكير ؛ بداية الحقبة العلميه.

كانت اولى تلك النظريات، أو النماذج، عبارة عن خرافات ننظر إليها اليوم بوصفها ساذجة أو عديمة المعنى.

بيد أن هذه التخمينات البدائية تظهر الأهمية التي طالما نسبناها نحن البشر إلى التفكير في العالم.

واليوم، يستخدم علماء الكونيات لغة ومنظومة من الرموز مختلفتين تماما، لكن ما يحفزهم بالأساس هو نفس ما حفز أسلافنا القدماء ...

يشمل نطاق دراسة علم الكونيات كل ما في الوجود ،

فمنظومة الأشياء التي نسميها الكون تشتمل على ما هو كبير للغاية وما هو صغير للغاية ؛

النطاق الفلكي للنجوم
والمجرات ، والعالم المجهري للجسيمات الأساسية.

وبين هذين الحدين يكمن تدرج معقد
من البنى والأنماط ينتج عن تفاعل القوى والماده ونحن — البشر — موجودون في وسط كل هذا .

إن هدف علم الكونيات هو وضع كل الظواهر الفيزيائية المعروفة داخل هيكل واحد محكم .

وهذا هدف طموح ، ولا تزال ثمة فجوات كبيره في معارفنا الحالية.

ومع هذا، فقد حدث تقدم سريع لدرجة أن الكثير من علماء الكونيات يطلقون على هذا العصر اسم
«العصر الذهبي».  [ 2 ]

[ 1 ] مقدمة الطبعه الأولى لِـكتاب تاريخ موجز للزمن
المـؤلف ستيفن هوكينج ...

[ 2 ] علـم الكونيـات لِـ بيتـر كـولز ...

علـم الكـونيات [ الكـون ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن