كنا على وشك النوم عند منتصف الليل أخد اللون الكاسر يتغمس في اللون الأزرق النيلي على السماء ، و أصوات غريبة تتعالى الى أسماع الجمهور الناشئ ، كل النوافد شاغرة فالحشود تختلس النظر ، و الرعب قد جعل بعضهم يجهش بكاء ؛ هي لحظة مصيرية قصيرة (دامت ساعة و نصف تقريبا) ،جعلت العالم آنها في اندهاش و ذعر شديدين، فكل من رأى الواقعة عن قرب أي من كان في الشارع حينها أصيب بمرض الرهاب و الهوس النفسي الأكتر خطرا و المتقدم من حيث المضاعفات . من الناس من انتحر أثناء وقوع الحادثة العالم كله لم ينم ليلتها ،و الاعلام يزيد من بارومتر التوتر و الضغط النفسي .
بعد مرور أسبوعين ، أحسست أن شخصتي تغيرت كثيرا مقارنة مع ما قبل الحادث ، أصبحت أكثر حازمية من ذي قبل جادة صرت أهوى الوحدة و الخلوة ، و انمحت العاطفية من قلبي المنكسر . العالم كله تغير إلى الأسوء ؛ الجماد و العيش لأجل العيش أصبحا يرسمان الواقع.
شابة في عمر التاسعة عشر تصادف في أحلامها نفس اللحظة على نحو مزعج كل تلك الأسبوعين التي مرت ، أبواي أصبحا كذلك متأثرين بالصدمة التي أخمذت حتى الجو العائلي .
في ذلك اليوم الشتوي، ارتفعت معنوياتي إلى الأفضل، أحسست بشعور إجابي بداخلي يخبرني أن البركة ستزيل الاكتئاب. كنت في طريقي إلى الجامعة إلى أن صادفت أحدهم يصرخ عاليا ،حسبته من مجانين الحادثة و لم أكترث إليه بداية، و لم أتوقع أن يأتي صوبي، ففاجأني برهة في غفلة مني وضع يديه على كتفي قائلا:-أأنت كذلك لن تصدقني
طأطأت رأسي و أكملت السير لحق بي و هو يهمهم
-انا تسببت بالحادثة
أكملت الطريق غير مكترثة بتاتا تنفس الصعداء ثم قال بصوت جاد
-الواقعة جعلت قلوب الجميع جامدة تماما كهذا الجو القارص
حينها أحسست أنه ليس بمجنون، فاستدرت مقتربة إليه
-ماذا تريد أن تقول هات ما لديك بسرعه
أجاب متسرعا
-حسنا إن هاته الحادثة تصادم كوني هي نظرية تأكدت منها !
-حسنا و ما الجديد في ذلك ليس المهم تعليل الحادثه العديد من العلماء من حاولوا تفسيرها لكن ذلك ليس بالمهم ،المهم هو أن البشرية قد تحطمت بسببها