هي قابعة على مصطبة الحياة
تنتظر مرور خيال عابر
جلست تحكي لنفسها بعض الذكريات ، وكأنما كل من حولها ينصت بوقار..
ذاك الزمن ، حيث المرور عبره صاخب ، رغم سهولة التنقل فيه
لكنه صاخب بأحداثه التي سكنت الماضي
أخذت نفسا عميقا ثم رحلت عيناها حيث الذي كان
لم تجد إلا هذه الصور التي بدأت تعيد تجميعها ،
وكأن الذاكرة صعبة الولوج ، تحاول وتحاول ، علها تتذكر ، علّ الصور تجمع نفسها ، مكونة حدث ما
تعيد لها بعضا من هواء قد لامس حبيبات عمرها
هزت رأسها وكأنها تصارع الحدث الذي مضى ،
لا تريد أن تتذكره ، نعم عاد بها الزمن إلى حيث لا تريد أن تقف
حيث الذي كان يؤلمها ، حادثا ، صوت ارتطام ، وتكسر زجاج
وصوت ضجة لم تتوقف تردداتها لحظة ، فقد كان لها صدى رغم كون المشهد لا يناسب شروط رجع الصدى ....
اخذت تحدث نفسها بصوت هامس وكل من حولها كأن على رؤوسهم الطير :-
أرى تلك الشرفة التي كانت لبيتنا والذي كان يقبع قبيل قمة الجبل بقليل ، كنت وقتها جالسة على شرفته وأنظر إلى الوادي ، هناك شارعين يفصل بينهما رصيف ترابي مزروع بالاشجار ، كان المتنزه الممتد على الجهة المقابلة لبيتنا ، مميزا تحيطه قضبان حديدية ، وبداخل المتنزه زُرعت شتى انواع الورود ، بالمقابل للمتنزه الطويل الممتد على حواف الشارع الاول القادم من وسط البلد ، كان هناك شارع ايضا للسيارات المعاكسة لذات الشارع وكانت هناك فتحة كي تلف السيارات القادمة من البلد لتعود ثانية ،
وعلى هذا الشارع المعاكس كانت هناك مخازن تحجب الرؤية لجزء من الشارع
كنت استطيع رؤية المتنزه ، والتلاميذ وهم قادمون من المدرسة ، الساعة على ما اذكر الثالثة مساءا ، انتهى دوام الطلاب ، وبدأوا بمغادرة المدرسة
أرى أفواج الطالبات المرتديات مرايلهن ( اللباس الرسمي للمدرسة ) -آنذاك كان اللون الأزرق المخطط بالأبيض - وكانت الياقة بيضاء تقوم امي بخياطة تلك الملابس وعمل الياقة تلك بالسنارة أحيانا كالكروشيه ،
كنت أنظر وأرقبها وهي قادمة من بعيد ، فقد وعدتني أنها ستحضر معها حبات الحمص المحمص(القضامة) لألصقه على الرسمة فقد كان فرضا مدرسيا مطلوبا في مادة الفن وهو عمل رسمة ما والصاق الحمص عليه ثم تلوينه حسب الرسمة ،
نعم لا زلت أذكر الأمر، كانت بقربي أختي الصغيرة التي لم تتجاوز الرابعة والنصف من عمرها ، كنت جالسة على الزاوية اقول:
لها ها هي اختك قادمة من بعيد وجلبت معها الحمص لنعمل الرسمة التي وعدتك بها ...
يتبع ⬅️
أنت تقرأ
الخريف المسيطر
Actionذات خريف حينما نسمح للوقت أن يسيطر على وجدنا ، فلا بد أن تهزمنا المواسم طيف