الفصل الرابع

94 2 0
                                    

الفصل الرابع :
فتحت حنان باب منزلها الذي يجاور مكتبتهاو محل عمل رهف قائلة : أدخلي يا رهف
دخلت رهف تتبع حنان التي جلست على أحد الأرائك في غرفة الجلوس لتجاورها رهف ثم تنفجر باكية مرة أخرى فقد لاحت تلك المشاهد لمخيلتها مرة أخرى لترتعد و تحتضن نفسها بقوة
لتقول حنان : أهدئي يا رهف ، بالله عليكي قوليلي أي حاجة
رفعت رهف يدها و هي تحاول مسح دموعها التي تتساقط بدون توقف لتقول بلهجة مرتعدة : أنا أنا أنا
حنان : انتي إيه ؟
و ما أن رفعت عيناها لها حتى تعالي رنين الجرس بدون توقف لترتعد أوصالها و تقف خلف حنان التي إتجهت نحو الباب لتفتحه ، لتدخل منى و ورائها خيري و هي تنادي  بأعلى صوتها على رهف.
و ما أن وقعت نظراتها عليها حتى أمسكتها من ذراعها جاذبة إياها بقوة لتصرخ رهف قائلة : سيبني
ضغطت عليها منى أكثر ثم قالت : أسيبك فين ؟ يلا يا بت قدامي للبيت و مش عايزة أسمع حرف واحد
تشتت نظرات رهف بين خيري و منى ثم إبتعدت بخوف قائلة : أنتي عرفتي ، نزلت دموعها الساخنة لتشوش نظراتها و هي تقول صارخة : عرفتي كل إلي عمله اخوك الواطي فيا و عادي و لا كأنه حصلت أي حاجة
لم ترد منى لتكمل و قلبها يعتصر : تخيلي أنه واحدة من بناتك
لتقاطعها منى بكف قوي : بناتي محترمات مش بيرمو نفسهم ع الرايح و الجاي و يلا قدامي للبيت لو علي عرف بلي عملتيه هيكون أخر يوم ف عمرك
ارتعدت رهف و هي تستمر بالبكاء و تحرك رأسها بدون توقف دلالة على رفض الاتهامات التي ألقيت عليها أمام حنان : أنا أنا معملتش حاجة ، هو
و لم تكمل جملتها حتى بدأت بالترنح ، لتمسك منى بذارعها جاذبة أياها للخارج بينما حاولت حنان اللحاق بها ، لكن خيري يمسك ذراعها في اللحظة الأخيرة و يرميها بقوة على الأريكة قائلا: أقسم بالله لو عرفتي حد بالحوار الي حصل قدامك أو نطقتي بحرف واحد لكون ملحقك بالمرحوم جوزك
أومأت له حنان بخوف شديد لتهدى أعصابه فيلتفت نحو الباب لتقابله صورة " المرحوم " ليقول : أهو بالمرة يعلقو صورتك قدامه

...
قامت منى برميها على السرير ثم أغلقت باب غرفة رهف بالمفتاح لتعود مواجهة إياها : أسمعي يا بت أنتي ، أول ما هيجي أبوكي هتروحي تقوليله أنه مفيش بينك و بين إلي ما يتسماش سفيان و كلها أسبوعين ثلاثة و خيري يكتب عليكي و لا من شاف و لا من دري فاهمة ؟
رهف و دموعها لا تتوقف أبدا : لا ، لا ، لا أنا مش هتزوج أخوكي المغتصب الحيوان أخوكي ده دمرلي حياتي عايزاني أربط حياتي بيه !!
منى و هي تحذرها : الكلام ده مش عليا ، احنا مش ف منظمة حقوق الانسان و المرأة يا بت أنتي
رفعت رأسها بيداها و قالت لها بتهديد : أقسم بالله لو معملتيش الي قلته بالحرف الواحد لهيكون آخر يوم ليكي هنا ف البيت لا و هتطلعي بفضيحة و مش انا إلي هطردك يا حبيبتي لا ده أبوكي فكري فيها لأنه سفيان ف الاول و الاخر لو عرف مش هيبص لوشك مرة ثانية فأكسبي أبوكي و أتزوجي خيري ع سنة الله و رسوله بدل ما ينوبك الشارع
ما أن أكملت منى حديثها حتى خرجت من الغرفة ، لتنظر رهف حولها بخوف فجريمة إنتهاكها حدثث هنا ، جريمة ضياع برائتها و فقدان طهارة جسدها التي أنتهكت غصبا ...
أرتمت على الأرضية فلم تعد تستطيع قدميها حملها لتدخل في دوامة بكاء هستيرية أخرى ، أنتهت و هي تمسح عيناها بسرعة و تنهض من مكانها راكضة للحمام حتى تفرغ كل ما تحتويه معدتها.
و ما إلا لحظات حتى رمت نفسها في البانيو تحت قطرات الماء الساخنة للغاية لكنها لم تكثرت بمدى سخونتها بل كانت تنظف جسدها بهسترية.

دوائر العشق { حكايات بنات }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن