الفصل الخامس

112 3 0
                                    


الفصل الخامس :

بعد مرور ست أشهر ...
فتحت عيناها على رائحة القهوة التي عبقت المكان ، لتنهض من سريرها بتعب واضح ، وضعت يداها على ظهرها تدلكه ببطء ثم وقفت مرتدية خفها بنشاط ...
خرجت من الغرفة لتجد نادية تحضر طاولة الفطور لتقول : صباح الخير يا خالتي
إلتفتت نادية ثم إبتسمت بسعادة : صباح الأنوار يا حبيبتي
تابعت و هي تدخل المطبخ محضرة باقي الطعام : يلا أغسلي وشك و تعالي إفطري
طبقت أوامر خالتها فورا لتجتمع معها بعدها على طاولة الفطور ...
كعادتها طوال الأشهر الماضية ، ما أن تقابل الأكل حتى تصبح شخصا أخرا ، فالحمل فتح شهيتها للغاية حتى أنها إكتسبت وزنا ...
ضحكت نادية ثم قالت : بالراحة يا بنتي ، الأكل مش هيهرب يعني
بادلتها رهف الإبتسامة مكملة طعامها لتكمل نادية : بعد الفطار هنروح للدكتور نطمن ع البيبي
رهف : اها ، كنت ناسية ميعاده
نادية : يلا بقى كلي عشان ننزل بدل ما نتعطل ف المواصلات

...
دخلت ندى إلى المنزل بسعادة و هي تعدل تسريحة شعرها ، و ما أن رأتها منى حتى رمت المنشفة من يدها و بدأت بالزغاريد ثم قبلتها و هي تربت على ظهرها
منى : أخيرا يا حبيبتي هشوفك أحلى عروسة
ندى و هي تجلس على الأريكة : لسه يا ماما ، دي كلها خطوبة يعني
إحتضنتها منى قائلة : عقبال الفرحة الكبيرة
خرج علي من غرفته في تلك الأثناء ليقول : فرحانين !
منى : و منفرحش ليه يخويا خطوبة بنتي الكبيرة و أحلى واحدة ف الحتة مفرحش ليه
علي : خربتوها و قعدتو على تلتها
قالت منى متظاهرة الانزعاج : خربنا إيه يا راجل ! هي البنت سرقته منها يعني ما بنتك الثانية فسخت خطوبتها عن الواد من شهور و هو عايز يكمل نص دينو
لتكمل موبخة اياه : ده بدل ما تفرح لبنتك ؟
علي : أفرح إزاي و رهف موجوعة و مكسورة
ليتنهد مكملا : هو يوقع بإيدي بس أخوكي ال *****
توترت منى و لم ترد عليه ...

دخلت ندى إلى غرفتها و هي تكاد تطير من السعادة ، لبست فستانها و أخذت تدور به بفرح مغمضة عيناها ، تحلم بما سيصبح بعد لحظات خطيبها ...
جلست على سريرها أخيرا ، ثم نظرت إلى هاتفها بخبث لتحمله و تجري إتصال ...

...
نهضت من الأريكة ببطء و هي تمسك أسفل بطنها فرغم أن الطبيب طمأنها أن صحتها و الطفل جيدة للغاية إلا أن الألم الذي تشعر به منذ فترة ليست بقصيرة لا يتوقف ، إتجهت نحو هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين ...
رهف : آلو
لترد ندى بصوت سعيد : حبيبتي أختي الغالية
إستغربت رهف من طريقة حديثها : ندى ؟
ندى : آيوه ، ندى آومال مين غيري
إمتعضت رهف من طريقتها و لم ترد لتكمل : ازيك ياقلبي ؟
رهف على مضض : الحمد لله و انت ؟
ندى : طايرة من الفرحة ، بجد يا رهف الفرحة مش سايعني
رهف : دايما
ندى بمكر : مش هتسألي أختك إيه الي خلها مبسوطة كدا ؟
لم ترد رهف لتستمر ندى : أصل خطوبتي النهاردة ، أنا و سفيان خطوبتنا النهاردة
وقع الهاتف من يدها ما أن سمعت جملتها و وقعت بعده هي أرضا و هي لا تستوعب ما تفوهت به ندى ...
ندى على الهاتف : آلو آلو آلو ، لتغلق الخط بعدها و هي تبتسم بتشفي ...

دوائر العشق { حكايات بنات }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن