10

5.6K 176 49
                                    

تمر ساعة كاملة ستون عاماً من البكاء ارضاً أحتضن نفسي امسح دموعي بيدي وانهض اتوجه للحمام افتح الماء لاجلس تحتها بحوض الإستحمام بثيابي ودموعي وأفكاري بالطبع أنا لست بمخطوبة لكن قبل خمسة ايام استيقظت صباحاً وامسكت هاتفي كي أحدث روز لأرى "10" مكالمات فائتة من رقم دولي أثار فضولي فقررت ان اتصل به قبل أن احدث روز ليرد علي صوت فتاة ليست بعمر كبير لتخبرني أنها ساندرا تفتنازي أخت روز الصغرى البالغة من العمر سبعة عشر عاماً اخبرتني ان روز لم تفصح بمشاعرها تجاهي لأحد سواها ساندرا قالت لي بالحرف الواحد
( روز وقعت بحبك انا اتفهم أنها احببتك ولم استطع أن احدثها بعمق بهذا الموضوع لأن حبك المسيطر على عقلها وقلبها واضح جداً لذلك قررت أن اتحدث معك لتبتعدي عن اختي بأي طريقة لأن ابي إذا علم أن روز أغرمت بفتاة سيقوم بقتلها ولن يتردد في ذلك ) .
وبعد ان انتهيت من الحديث مع ساندرا لم اجد طريقة أجعل بها روز تبتعد عني وتكرهني سوا أنني.. تلاعبت بمشاعرها وأنني بالواقع بعلاقة لم يكن لي خيار آخر خوفي عليها غلب حبي لها قد تأذت بسببي بما فيه الكفاية .

بدأت اطرافي ترتعش وانا تحت الماء البارد تحديداً في لندن الباردة التي كانت تدفئها علي ابتسامة روز .
اخرج من الحوض وأنا ارتجف كلياً اخلع كل ملابسي وارتدي بشكيرة الحمام وأتوجه لغرفتي لأستلقي على سريري بهذا الحال كان عقلي يكاد ينفجر من شدة التفكير بروز كنت قلقة عليها لأبعد حد خائفة من أن تؤذي نفسها امسك هاتفي وأرسل رسالة لساندرا أشرح لها ماحصل بيننا لتتفهم الأمر وتطمئنني انها ستحادثها وتهدأ من روعها لم تكن ساندرا تكره علاقتنا كانت فقط لا تريد أن تخسر أختها ولا ألومها .
اختبئ تحت الغطاء بسريري اريد أن اهرب من افكاري ومن فكرة كره روز لي كيف لي أن اقنع قلبي بأن صغيرته باتت تكرهه !!
دموعي خانتني جداً اليوم ولم تتوقف عن الرحيل بعيداً عن عيناي حتى دموعي تعاتبني اليوم وتغادرني بسرعة وبغزارة .
شعرت بالتعب بدأ يسري بجسدي بدءاً من اصابع قدماي ليصل لعيناي لأعلم حينها أن الإنسان ينطفئ اولاً من عيناه..

3:30 AM
روز :
افتح عيناي بثقل لا اعلم كيف نمت اظن أنه أغمى علي بعد أن عدت من عند ريما .
انهض بثقل اشعر بكل عظمة من جسدي تؤلمني استند على الحائط لتعود دموعي للجريان مجرد ماتذكرت ما حدث وانا عندها استلقي على سريري وتعود كل اللحظات لتمر امامي ك شريط فيديو من أول لحظة التقيت فيها ريما إلى آخر لحظة .

ريما :
ها قد مر اليوم الثالث ومازالت روز لم تخرج من منزلها ولا حتى وقفت أمام نافذتها قلبي ملهوف لها ولرؤيتها ارى رسالة من عميد كلية الطب البشري يطلب مني أن اقوم بتحميل تطبيق الواتس آب كي يقوموا بإضافتي لمجموعة الفيزيولوجيا ما ان رأيت الرسالة حتى رف قلبي فرحاً هذا يعني أن روز قامت بتحميل التطبيق أيضاً وستكون معي بالمجموعة .
أقوم بتحميله وأرسل حسابي لبريد الجامعة ما هي لحظات حتى أدخل معهم بالمجموعة ابحث بين الأسماء لأجد حساب روز تضع صورة سوداء وتحت الصورة بالمعلومات
( ترى كم مرة ولدت حتى أموت بهذه الكثرة؟؟ ) .
شعرت انها انسانة منطفئة وددت أن ارسل لها لكن لا اعلم ما الذي منعني اعود للمجموعة ارى جميع الطلاب يتناقشون بالمواضيع العلمية ويرسلون الأسئلة بينما روز تنظر بصمت كنت اراقب حسابها كل لحظة وحين تصبح اون لاين أشعر بفرحة .
.
.
تمر خمسة أيام وروز لم ترسل أية حرف على المجموعة وانا قلبي يذوب يوماً تلو الآخر بينما انا جالسة اشرح لإحدى الطالبات على المجموعة ارى "روز جاري الكتابة.. " لترتسم ابتسامة على وجهي وأخيرا سأرى حرف منها .
( لترسل : عذراً هل لأحد أن يلتقط صورة للصفحة 107 لم تعد متوافرة لدي ).
لامسك كتاب الفيزيولوجيا وافتح على الصفحة 107 كالمجنونة والتقط صورة وأرسلها واضعة اسم روز بهاشتاغ تحتها .
تمر 5 ساعات ولم ترى الصورة بعد هل اصبحت بهذا البرود ؟؟ هل اطفئتها لهذا الحد ؟؟ لدرجة نسيت انها ارسلت رسالة هنا !!
ترى اين الصفحة 107 هل قامت بتمزيق كتاب الفيزيولوجيا بلحظة غضب لأنه يرتبط بي .
يقطع تفكيري رسالة من روز داخل المجموعة
( شكراً استاذة ) ليسيطر علي الجمود من اين أتيتي بهذه القوة يا روز كي تعيديني غريبة !! كنت اتوقع انها سترد بإتصال مشبع بأنفاسها او بمجيئها ركضاً لمنزلي يا لي من غبية كيف ستقوم بذلك وانا بنظرها شخص يتلاعب بالمشاعر ليس إلا !! .
اشعر انني على وشك أن اختنق أخرج للشرفة نظري فقط يتجه لمنزل روز أراقبه فجأة لارى روز تخرج من البناء ..كانت تمشي ببرود وخطواتها غير منتظمة لم اتحمل أن ابقى بعيدة اكثر اركض مسرعة ارتدي معطفي وأنزل مسرعة لكنني لا اجدها .
( هل كنت أحلم ؟؟ اين انتي يا روز اين ؟؟ ) .
انظر للساعه بسرعة ..6:12 pm .
مازال هناك وقت حتى يصبح وقت الحظر ..اقرر ان اذهب للسوبر ماركت المجاور على أمل رؤيتها لعلها كانت تريد أن تشتري شيئاً .
ادخل السوبر ماركت اذهب لقسم الشوكلا ..لا اجدها ..قسم الوجبات السريعة ..لا اجدها ..قسم الأطفال ورغم غرابة توقعي هذا لكنني كنت آمل ان اجدها هناك ..لكنني ماوجدتها ..اركض كأم تبحث عن طفلتها الضائعة ..اخرج بخيبة لأراها تمشي بإتجاه الشارع الذي نقطن فيه حاملة بيدها كيس ليس بصغير .. لترتسم ابتسامة على وجهي.
( هل اذهب إليها ؟؟ لكن ماذا سأقول لها ؟؟ سأذهب وأخبرها بكل شيء لقد كنت خائفة من أن يقتلها والدها لكنني قتلتها وهي على قيد الحياة سأخبرها بالحقيقة وانني فعلت كل هذا خوفاً عليها لم اعد احتمل أن اكون بنظرها شخص حقير ).

الخطيئة الطاهرة "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن