الفصل السادس

93 2 0
                                    

الفصل السادس :

أكملت تجهيز طاولة الفطور ، ثم جلست على الطاولة أمام خالتها و نادت : أمير ، يلا يا حبيبي
ركض الطفل صاحب الثمان سنوات خارجا من غرفته نحو والدته ، طبع قبلة على خدها ثم قفز جالسا في حضنها
بادلته القبلة ثم قالت : إيه يا امير ، مش قلنا نبطل ألعاب الفيديو اول ما نصحى و نقلل ساعات اللعب ؟
امير برجاء : بس أنا إجازة يا مامي و انت قولتلي مضيعش  وقت وقت الدراسة بس
رهف و هي تقبل خده : و كورس الانجلش يا حبيبي ! أنت نسيته و لا إيه ؟
أمير و هو يشعر بالانزعاج : هو النهاردة يعني !
ضحكت نادية على ردة فعله ثم قالت : الحلو مكسل و لا إيه ؟
رهف : يلا يا حبيبي نفطر و ننزل على طول اوصلك و بعدها أروح الشغل
نادية : و أنا لما يخلص هروحه حبيب تيتا
رهف و هي تطعمه : لا يا خالتي ما تتعبيش نفسك ، أنا هروح أعدي عليه هكلم آنسته عن مستواه و أدفع فلوس الشهر ده
نادية مستفسرة : طب ما تأجلي الفلوس يا حبيبتي ، ده أنت لسه ما قبضتيش !
رهف : لا ما أنا حطيتهم على جنب من أول الشهر متشغليش بالك
نهضت من مكانها بعد أن أنهيا طعامهما ثم أكملت : و هو لو المدرسة الخاصة مش لبنت صاحب الشغل و عامل خصم لعمال الشركة بالنص كنت قادرة على مصاريفها يعني !
نادية : ربنا يقدرك يا بنتي ، ده انتي شايلاني انا و إبنك و كل مصاريف البيت
قبلت خالتها ثم امسكت بطفلتها و خرجا من البيت ...

...

- أحلام ، يا أحلام نادت منى بأعلى صوتها على إبنتها أثناء وضعها لحجابها مستعدة للخروج
خرجت أحلام من غرفتها و هي تتأفاف من نداء والدتها المستمر قائلة : خير يا ماما !
منى : ساعة و أنا بنده عليكي !
أحلام : كنت بكلم صاحبتي يا ماما ، كنتي عايزاني في إيه ؟
منى : انا رايحة لعند اختك قامت خناقة بينها و بين زوجها و وصلت للسماء جهزي الغذاء على ما نور تروح من الشغل
أحلام : و هو أنا مطلوبة بالست نور بقى ، انا كنت خارجة أصلا
منى : على فين العزم يا ست أحلام ؟
أحلام : هروح الشركة عند رهف عايزاه تتوسطلي على أي شغلانة عندهم
منى : طيب ، روحي هبقى أجيب أي حاجة من برا و انا راجعة

...

- مستواه فاللغة بيتحسن أسبوع عن أسبوع يا مدام رهف متشغليش بالك إبنك في أيادي أمينة . قالت المشرفة سيرين
رهف : عارفة و الله و انا عارفة كمان انو امير طفل سريع البديهة بس دايما كده بالي مشغول عليه
ضحكت رهف ثم أكملت : لو شفتي مدرسته ، كل يوم من كده
بادلتها سيرين الابتسامة قائلة : عشان كده لحظت تعلق أمير بيكي
رهف بإبتسامة : أستنأذنك انا دلوقتي ، و لا هاشم بيه والدك مش هيرحمني !
ضحكت سيرين ثم قالت : متنسيش حفلة آخر الأسبوع مع أمير
قالت رهف بإستعجال : مش هنسى أكيد
ثم ركضت مسرعة حتى لا تتأخر أكثر على عملها ، و من شدة سرعتها لم تنتبه له و هو يصعد الدرج الخارجي لتصطدم به مباشرة لكنها ألقت عليه نظرة عابرة و هي تقول : أنا أسفة بينما أكملت طريقها ...
إلتفت ينظر لها و شعرها الاشقر القصير يطير من خلفها ، و لم يبعد عيناه حتى ركبت أحد سيارات الأجرة ...
إقترب من سيرين ثم قال : مين دي ؟
سيرين ضاحكة : طب ما تسبني أقلك الحمد لله على السلامة الأول يا شريف !!
نظرت لقميصه بإستغراب ثم إنفجرت ضاحكة مرة أخرى : بعدين إيه ده ؟ قالت و هي تنزع مشبك الشعر العالق به
أخذه شريف من يده قائلا : شكله كان في شعرها !!
حاولت سيرين من يده من جديد و هي تقول : طيب سيبه هرجعهولها لما تجي تأخذ إبنها
شريف : إبنها !
...
ما أن فتحت ندى الباب لوالدتها حتى إرتمت في أحضانها باكية
منى : إيه يا حبيبتي مالك ؟ عملك إيه ثاني ده أنا من يومين مصلحكم على بعض !
ندى و الدموع لا تكف على النزول من عيناها : مش ههدى يا ماما ، مش ههدى حتى أجيبله الولد و أربطه للأبد أنا حاسة أنه ممكن يسبني ف أي لحظة !
منى : ليه هو شاف منك العيبة عشان يسيبك و لا هو دخول الحمام زي خروجه
ندى : هيتحجج بالخلفة يا ماما انا عارفة
منى : لو كان عاوز يسيبك كان سابك من زمان يا حبيبتي شيلي الموضوع من بالك أو حتى كان اتزوج عليكي
ندى بحقد : ما هو يا ماما مش طايل إلي نفسه فيها من لما والدته ماتت و أنا حاسة أنه عايز يعملها
منى : ما أنا قلتلك يا ندى نروح للشيخة إلي شكرتهلنا نعمت بس أنت إلي مش عاوزة و اهي تقضيلنا الموضوعين في نفس الوقت تربطه جنبك و تحبلي
اقشعر جيد ندى و هي تقول : ما أنتي عارفة بخاف من الحاجات دي يا ماما !
منى : سيبي خوفك ينفعك  !
لتنظر لها ندى بتردد ثم تقول : سيبيني أفكر

دوائر العشق { حكايات بنات }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن