الفصل السابع :
جلست بجوار طفلها ثم وضعت صحنا أمامه لتبدأ في إطعامه ، بينما كان أمير يتابع الكرتون المفضل لديه ...
إنضمت لهما نادية ثم توجهت بحديثها لرهف قائلة : حبيبتي نسيت أقولك !
رهف : خير يا خالتي ، حصلت حاجة ؟
نادية نافية : لا مفيش ، بس أحلام كانت عايزه منك إيه
رهف بإستغراب : أحلام ، مالها دي ما إتصلتش بيا و لا كلمتها من فترة يجي شهر و نص
نادية : يعني هي مجتش الشغل ؟
رهف : و تجي الشركة ليه يعني ؟ ، ليه ما تعديش عليا ف البيت أحسن
نادية : يعني مجتش !
رهف : لا و لا شفتها
نادية : غريبة ! دي متصلة بتليفون البيت و بتقولي أقلك تستنيها قدام الشركة فأنا قلتلها أنك نزلتي أصلا
رهف : يمكن غيرت رايها !
نادية : يمكن !
رهف : بس هي هتكون عايزاني ف إيه !...
إرتمت على سريرها ببطء بسبب وجع قدمها المستمر ، أخرجت الكارت الذي قدمها إياه " هاشم منصور " و أخذت تنظر له ...
هاشم منصور أحد أهم رجال الأعمال في مصر ، صاحب شركة ضخمة النقل يبلغ تقريبا " ستون سنة " لديه إبن في الثلاثينات من عمره والدته توفيت فور والدته ، و إبنة في نهاية العشرينات من أم أجنبية تم الطلاق بينهما بعد شهور من ولادتها ، تلى ذلك عدة زواجات ... أما الآن فحسب آخر الأخبار فهو على علاقة مع أحد سيدات المجتمع الراقي ...
تلك المعلومات التي توصلت إليها بعد إجراء بحث مفصل عن الرجل الذي تصادمت به ... و نظراته لها التي لم توحي إلا على إعجابه الشديد بها ...
و كما تمنت دائما ... ثروة ضخمة يخزنها في البنك و لن تفكر في أي شيء أخر ، لن تضع عوائق ، لن تضع نظرة الناس أمامها ... فقط ستفكر في طريقة لتضع نفسها على أرضية صعبة معه حتى تخرج من هذا الحي المقرف و من هذه الحياة الضنكة التي أصبحت أصعب بكثير منذ وفاة والدها الذي لما يترك حتى معاش شهريا يمكنه لسد جوعهم ... لتحتم عليهما الحياة لمواجهتها ...
لذا فلن تفكر إلا في أن تصبح " أحلام منصور "
قطعت وصلة أفكارها دخول أختها الصغرى " نور " التي جاورتها قائلة : وجع رجلك خف ؟
أحلام : لا و الله يا نور زي ما هو ، شكلي هاخذ مسكن ثاني
أومات لها نور ثم قالت : اه نسيت اقلك ، اتصلت رهف و عزمانا بكره على العشاء
أحلام : ليه ؟
نور : مفيش ، قال وحشناها و عايزة تشوفنا
أحلام : طيب ، و انا وحشني ميرو الصغير يا حبيبي يجنن
نور : و أنا كمان و الله ، بس انتي عارفة أمك
أحلام : آه ، هنعمل إيه ! أصلا موضوعهم ملهوش حل
نور : على رأيك ، يلا تصبحي على خير أنا على أخري
أحلام : و أنتي من أهله...
كعادته يستمع لأحد الأغاني الشعبية و هو يعدل طاولة الطعام بإستمتاع ، دق جرس الباب ليقطع إنسجامه و ما أن فتحه حتى دخلت سيرين و هي تستكمل رقصتها الغريبة على أنغام الأغاني التي وصل مسمعها لخارج البيت ...
ليبدأ شريف بالرقص معها فورا ... و ما أن إنتهت الأغنية حتى إنفجرا بالضحك
ليقطعه شريف قائلا : يلا نتعشى و نأجل فقرة الضحك لبعدين لأني هموت من الجوع
وافقته ليجلسا على الطاولة التي أخذت سيرين تتفحصها لثواني ثم تقول : تصدق أنك أحسن مني في تجهيز السفرة إيه الذوق و الأناقة دي يا معلم !
شريف : يا معلم بقى في مشرفة على أهم مدرسة لغات خاصة تقول يا معلم !
سيرين : يا حبيبي ، إحنا بنسرق اللحظات دي من حياتنا عشان نعيشها بطبيعتنا
شريف ضاحكا : يعني دي طبيعتك و حقيقتك يا سيرو ؟
سيرين و هي تضرب كتفه : خلاص ، أسكت بقى و سيبني اذوق اكلك الي ريحته تجنن ده
و ما أن تذوقته حتى صرخت بإستمتاع : يجننن يا شريف ، هو أنت رحت سياحة و لا عملت دورة طبخ ؟
شريف و هو يضحك على حديث أخته : ما تنسيش أني كنت وحيد يعني كل حاجة بعملها بإيدي
سيرين : من النهاردة مش هتبقى وحيد ، هاجي اتغدى و اتعشى معاك كل يوم بس توعدني تعملي من الاكل الحلو ده
شريف : طباخك الشخصي أنا !
سكتت سيرين قليلا ثم قالت بخبث : زي ما أنت عاوز أصلا انا و لا يمكن أستنغنى عن طبخ دادة سعاد و لا يمكن
شريف بتأثر : دادة سعاد
سيرين : آيوه ، بذمتك ما وحشتكش و لا شوية كده !
شريف : واحشني جدا ، دي أكثر شخص وحشني ... بعدك على طول يعني أكمل مصححا بعد نظرتها الحادة
سيرين : طيب إيه رأيك تيجي بكرة الفيلا و تشوفها !
شريف بعدما عرف هدفها الأصلي : أها فهمت ! انا مش هروح الفيلا يا سيرين و لا أتصالح مع أبوكي !
سيرين بترجي : عشان خاطري يا شريف ، و الله عايز يشوفك جدا بس هو زيك كده بيكابر
شريف : سيرين !
سيرين : يا حبيبي فيها إيه ، كلها ساعتين عشاء خفيف لطيف و تروح !
شريف و هو لا يريد أن يكسر سعادة أخته : طيب و المدام الحالية مين ! عشان ماخذش الصدمة ؟
سيرين بتفكير : حاليا يعني مفيش
شريف : أحسن !