عيون ناعسة شديدة الخضرة محاطة برموش شديدة السود و الكثافة
شعر أشقر ناعم يغطي معظم ملامحه
و لحية شقراء خفيفة مرسومة باتقان مما أعطته جاذبية خاصة
قامة طويلة و جسم عضلي
كيف لا ....و هو في الأخير يعمل في سلك الحماية المدنية
وقف أمام باب منزله و علامات الاضطراب مرسومة على وجهه
لقد أمضى اليوم بأكمله يقكر في ما اقترفت يداه
هو حقاً نادم على رفع يده على شقيقته الصغرى
هو يعلم أن العنف لا يصلح أي شيء و لكن....
تنهد بحنق ثم أيعد شعره الأشقر عن عينيه بقلة حيلة
هو متأكد من أن كلاً من والدته و شقيقته غاضبتان منه بسبب فعلته
هو يعلم بأنه مخطئ في ضربها و لكن وقاحتها معه تجاوزت الحدود
تمالك أعصابه
حسناً هو سيعوضها على ما فعله معها
سيأخذهم إلى حديقة الملاهي كوسيلة للاعتذار على فعلته و لتسوية الأمر فهو لا يستطيع أن ينام قرير العين بينما والدته غير راضية عنه
فتح الباب بهدوء
"السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته..."
خرجت امرأة في منتصف العمر ذاة عيون سوداء ضيقة بعض الشيء و شعر بنفس لون عيونها تتخلله بعض الخصل البيضاء
"و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته....بني تعال معي إلى الصالة علينا أن نتحدث عن تصرفك الأخير..."
ارتسمت ابتسامة هادئة على وجهه و قام باتباعها دون أن يعترض على أوامرها
جلست على الأريكة ثم أشارت إليه بالاقتراب و وضع رأسه على حضنها
تنهد باستسلام و قام بما أمرته به
بدأت تلك المرأة في مداعبة شعر ابنها بينما ابتسامة صغيرة مرسومة على وجهها
"هل تعلم لماذا سميتك بزيد؟ "
ارتسمت ابتسامة هادئة على وجه ذلك الشاب فلمسات والدته و مداعبتها لشعره أبعد كل ذلك الاضطراب الذي كان يحس به
"نعم لقد سميتني بزيد نسبة إلى زيد بن عمرو الشخص الوحيد الذي خالف قريش قبل بعثة محمد صلى الله عليه و سلم و آمن بوحدانية الله فقد تحدى مجتمعه و لم يهتم لكلامهم... كما أنه كان يقوم بانقاد الفتيات اللاتي كانت عائلاتهن تقوم بدفنهن و يربيهن في كنفه ثم يزوجهن أو يعيدهن إلى عائلتهن.... و هو والد سعيد بن زيد رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة كما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أنه يبعث يوم القيامة أمة لوحده..... أمي لقد قصصتي علي هذه القصة حتى حفظتها... "
ابتسمت تلك المرأة
"لقد سميتك على اسمه لكي تكون شخصاً مثله... شخصاً شجاعاً لا يهتم و لا يتأثر بالظلم و الفجور الذي يحدث حوله.... شخصاً لا يخاف في الله لومة لائم...و مع هذا.... "انتفض من مكانه فجأة عندما أدرك ما تحاول والدته إيصاله إليه
"أمي أنت تعلمين أن سبب منعي لزهرة من الدراسة في قسنطينة ليس اهتماماً لكلام الناس فوالله لو سمعت شخصاً يتكلم في عرض أختي لأضربن عنقه... و لكن... امي تخصص الهندسة المعمارية متواجد هنا في جامعة مدينتنا... كان بامكانها دراسته هنا أمام عيناي و لن أمانع ذلك... "
"أنت تعلم بأن الامر مختلف يا عزيزي ففرص العمل في قسنطينة أحسن بمليون مرة منها هنا في جيجل"
"و ما حاجتها في العمل؟ المال متوفر.. و لو طلبت مني النجوم لجلبتها لها... هي غالية علي.... و إذا كانت خائفة من المستقبل ...فهناك العديد من الأشخاص من يتمنونها... بل سأبحث أنا عن رجل يستحقها... قلنا رفضت زهير بسبب ماضيه... و قلنا لا بأس... بالرغم من أن الفتى لا غبار عليه... ف والله لو لم أكن أعرفه مثل معرفتي لنفسي لما وافقت... و لكن قلنا رأي أختي و لها الحق باختيار الرجل الذي ستعيش معه... و لكنني أخاف من أن تتغير بسبب بعدها عنا.... أنا لا أشكك في تربيتك يا أمي.... حاشا لله و لكن ان النفس أمارة بالسوء.... و أنت رأيت بأم عينيك ما حدث معي و مع لميس"
ابتسمت تلك المرأة بألم
"عزيزي هذه زهرة أختك و ليست لميس رحمها الله و غفر لها ذنبها"
ابتسم بألم فور تذكره لتلك المرأة التي كان من المفترض أن تصبح حلاله
"لقد أحببتها يا أمي... لقد أردتها أن تصبح زوجتي و حلالي.... فور نجاحها في البكالوريا تقدمت لها و خطبتها...لم اتكلم معها و لو لمرة فقد أردت أن تكون علاقتنا مبنية على الحلال الخالص... خفت عليها حتى من نفسي... لم تكن ترتاد الأسواق و لم تضع و لو لمرة مساحيق التجميل... كانت فتاةً هادئة ناعمة و متجلببة... والديها حاجان يسمع من منزلهما صوت تلاوة القرءان.... أبوها إمام مسجدنا و صديق والدي المقرب... تربت في الصلاح و لكن و مع هذا...... لم أمتلك حتى رقم هاتفها يا أمي... تخيلي مدى حرصي على براءتها و طهارتها.... دعوت في صلاتي و في سجودي ان يبارك الله زواجنا... و حتى عندما قامت بتأجيل زواجنا بحجة اكمالها لدراستها في الجامعة... لم أعترض على ذلك و تجاهلت كل تلك الاشاعات التي كانت تتحدث في عرضها... قالوا انها تغيرت... قالوا انها لم تعد تلك الفتاة البريئة... و لكنني تجاهلتهم يا أمي.... لم أهتم لهم و لا لكلماتهم بل كنت دائماً ما أقف في وجههم و أعاتبهم... إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم.... حادثة سير كانت السبب في اكتشافي لحقيقة معدن زوجتي المستقبلية... أمي لقد كانت هي.... ذهبنا برفقة زملائي نحو مكان الحادثة لأتفاجأ بوجود خطيبتي العزيزة و رجل آخر داخل تلك السيارة في وضعية غير محترمة.... حتى أن التحاليل كانت تؤكد أن كلاهما كانا منتشيان بسبب المخدرات... "
توقف عن الكلام فجأة و رفع عيناه نحو والدته
"هي أيضاً كان والداها يثقان فيها.... هي أيضاً كانت فتاةً بريئة..... "
احتدت عيناه فجأة
"أمي... أين زهرة؟ في العادة كانت لترحب بي حتى. ... حتى و لو كانت غاضبةً مني.. ."
"زيد اسمعني.... زهرة... "
أبعد رأسه فجأة عنها
رفع عيناه الخضراوتين لتحدقا بتمعن في عيون أمه شديدة السواد
"لا تخبريني.... أرجوك أمي... لا تقولي أنها خالفت أوامري.... "
"زيد اسمع.... "
نهض من مكانه بسرعة ليتجه نحو غرفة شقيقته
و لكن أمه أمسكت بيده كمحاولة لها لإيقافه فهي تعرف ابنها و تعرف جنونه عندما يغضب
أبعد يده عنها بقوة و لكن هذه الحركة الأخيرة أوقعت والدته أرضاً ليصطدم رأسها بالجدار و تبدأ الدماء في السيلان من على جبينها و يغمى عليها من أثر الصدمة
توقف ذلك الأشقر عن الحركة فجأة فور التقاط أذنيه لصوت الارتطام داك
"أمي أمي... هل أنت بخير؟ أمي أرجوك ردي.... أمي أنا حقاً آسف... "
فتحت تلك المرأة عيونها ببطئ لتلاحظ ملامح الاضطراب المرسومة على وجه ابنها
انهار ذلك الشاب و بدأ في تقبيل رأسها و قدميها في تدلل
"أرجوك اعفي عني أمي.... أرجوك... أنا لن أستطيع النوم و أنت غير راضية عني... "
أحس بالرعب يتسلل إلى قلبه
"أمي ...انتظري لا تتحركي.....سأجل علية الاسعرفات الأولية لتعقيم جرحك...."
ابتسمت تلك المرأة بتعب
و أمسكت يده بوهن
أنت تقرأ
I Want To Say that I Love You
Teen Fictionللحب طعم غريب حلو و مر في نفس الوقت أشبه بالعسل ممتاز النوعية تعليق غريب صحيح؟ و لكن هذا هو الانطباع الذي أحسست به عندما وجدت نفسي أقع في الحب