مِن حَلوى!

67 9 43
                                    

«دَاخِلَ نفَقِ الظَّلاَم تَرتَصُ فِيهِ أَعْمِدَةٌ مِن نَار لِتُنِيرَ المَكَان، لاَ أَملَ للهُرُوبِ أو الفِرَار، يَلتَفُ حَولَكَ شَياطِين يَتَراقَصُونَ باسْتِمتَاع، لِوَجبةٍ دَسِمةٍ مِن لَحمِ البَشَرِ تُحَضَرُ مِن أَجلِ العَشَاء، هَل هُنَاكَ أَملٌ فِي النَّجاة؟ حتَّى لَو كَانُوا شَياطِينَ مِن حَلوَى لاَ مِن نَار. لَكِن لَحظَة مِن حَلوَى!». 


سيارة تسيرعلى طريق شبه فارغ، حيث لم تمُرَّ سيارة غيرها منذ أكثر من نصف ساعة، ولا يحيط بها سوى أشجار وغابة من كلى الجهتين.

«هل أنت متأكد أننا لم نضع الطريق هاري؟ مضت أكثر من ساعتين ونحن نسير ولم نصل بعد للمخيم».

خرج الصوت من فاه الفتاة شقراء، وهي تحرك زرقاوتيها من جهة اليمين واليسار وكأنها ستجد الطريق بتلك الحركة.

رفع المدعو هاري يده الموضوعة على المقود، لتتخلل خصل شعره البني الألمس، يبتسم باتساعٍ واستمتاعٍ على توتر وخوف سيليا الباديان منذ بداية الرحلة إلى الآن: «توقفي عن القلق سيليا، لا لم ولن نضيع مادمت أنا من يقود…».

قاطعه جون بسخرية لاذعةٍ اعتادوا عليها منه: « اوه، بربك سيليا كيف نضيع وسيد هاري معنا، خبير الطرقات وأفضل سائق، وله خبرة كبيرة في التخييم. بل قولي سنموت من الجوع أو أن تلتهمنا إحدى الحيوانات المفترسة، اوه أو لا لا ماذا عن كائنات غريبة، الأشباح مثلاً».

صرخ عند نطق الكلمة الأخيرة، لتتالى خلفه صرخة أطلقتها سيليا المرعوبة من كلامه.

ليضحك هو وهاري، على جُبنها وخوفها المبالغ به، وضربا كف بعضهما.

«توقف عن التصرف كل الأطفال جون هذا ليس مضحك، لقد أرعبتها».

أنّبته كرستين على فعلته لتضرب مأخرة رأسه بحنق وغضبٍ شديدين. أعادت خصلًا من شعرها الغجري ذو الون البني المناسب لبشرتها السمراء، خلف أذنها لتعيد ظهرها للخلف مستندة بالمقعد، بينما فرك جون رأسه مكان الضربة بألم خفيف.

«أحسِدُ إبونين على هدوئها وبرودة أعصابها، وكأنها ليست معنا».

نطق هاري بكلماته، بعدما لمحها من المرآة الأمامية تمسك بكتابٍ لم تتركه منذ بداية الرحلة.

إلتفت جون الجالس جنب السائق للخلف حتى يرى تلك الصهباء، ولم ترفع حتى عينيها بعدما حدثها هاري.

«مع من تتكلم يا هاري، إنها دودة كتب همها الكبير القراءة، تخيل أنها تفضل الذهاب للمكتبة على السوق، مختلفةٌ عن من هم في سنها».

نطقت سيليا بسخرية وألقت عليها نظرة احتقارٍ، لتسرق منها الكتاب وترميه بسرعة من النافذة.

Vous avez atteint le dernier des chapitres publiés.

⏰ Dernière mise à jour : Aug 27, 2020 ⏰

Ajoutez cette histoire à votre Bibliothèque pour être informé des nouveaux chapitres !

مِن حَلوى!Où les histoires vivent. Découvrez maintenant