09

97 17 44
                                    

.
.
.
.

.
.
.

" حسنا انظري ، افترضي إن كوب الماء وقع و اضطررت لأجلب غيره ، أين أنت مذنبة هنا بالضبط ؟ "

أعيد و أكرر محاولاتي الفاشلة في إرضاء سالي ، والتي صفعت وجهي قبل قليل بخبر رغبتها في الإستقالة من عملها كخادمة لي ، قائلة بأنها لن تتحمل أذية أخرى تصيبني بسبب إهمالها .

" سيكون ذنبي إني لم أسمع صوت الكوب وهو يقع "

زممت شفتاي بقوة بينما أغمض عيناي كطريقة لكبت انفعالي ، أخذت نفسا عميقا ، لم استوعب بعد إن كل ما أقوله عديم الجدوى مع رأسها اليابس ، من أين تأتي بردودها هذه ؟!

" صدقيني الأمر لا علاقة له بك " مسكت كتفيها بشيء من القوة ، اقنعها بنبرة حازمة .

" توقفي عن التخفيف عني يا جريزيلدا ، المذنب مذنب حتى لو سامحته الضحية "

متى أصبحت الضحية الآن ؟

نظرت إلى أزهار الحديقة التي كانت سالي مشغولة بتأملها في حزن ، ظننت إني سأستطيع إقناعها بأن الموضوع لا علاقة لها به ، إلا إني صدمت بكونها تمتلك رأساً غبياً و عنيداً ، و كأن تملك طينا في اذنيها ، ومهما قلت أو نطقت لا تدخل كلماتي عقلها .

" يا سالي لا يمكنك فقط ترك العمل هكذا ، لدي حفلة بعد يومين و أحتاج شخصا أثق به معي هناك "

نطقت بحزن مصطنع معتقدة بأني سأتفوق في إستدراجها ، لكنها أومأن سلبا مجيبة " ثقي بشخص لا يمكنه أذيتك بقصد أو بدون "

يا إلهي .. حسنا لنستخدم الخدعات الأخرى .

" ولكن تلك الحفلة متعلقة بسعادة آيريا ! "

توقفت حركتها لوهلة ، نظرت إلي بعينان متسائلتين " ما علاقة آيريا ؟ هل ستذهب إلى تلك الحفلة ؟ "

أومأت سلباً " لا ، لكن هناك إحتمال بأن تتزوج صاحب تلك الحفلة ، لذا عليك أن تأتي معي لتشجيعي ! "

" ولكن هل هي موافقة ؟ هل تحب ذلك الشخص ؟ "

" أوه أرجوكِ إنها هائمة به "

" حقا ؟ "

" بالتأكيد ، ألم تلاحظي كيف إنها تشرد بالحائط كثيراً ؟ وكيف انها تجتهد بدراستها أكثر مني ؟ لقد كانت تحسن من شخصيتها لأجله هو ! حتى إنها تخرج كل يوم لمدة ساعات طويلة لتفكر به وحدها ! "

بدأ التفاجئ يرسم على تقاسيم وجهها ، بدأت احكي لها الكثير والكثير من القصص الكاذبة عن معاناة آيريا مع حبها الذي من طرف واحد ، ومع كل حرف يخرج مني أرى الصدمة تحتل ملامحها شيئاً فشيئاً ، في الواقع لا الومها ، فالبهارات التي اضفتها لكلامي لم تكن قليلة البتة .

لكن علي التمسك بسالي لأطول فترة ممكنة ، فهيلين لم تكن تزورها كل ليلة لأجل لا شيء ، هي تعرف شيئا لا أحد في القصر يعرفه .

Deseiveds Ⅱ المخدوعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن